بقلم أسماء نصار
الاثنين 16 أكتوبر 2023 الساعة 2:40 مساءً
شارك الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري في فعاليات قمة الجمعية الدولية لتحلية المياه المنعقدة بإسبانيا تحت عنوان “المياه وتغير المناخ”.
وأشار سويلم إلى قضية التغير المناخي الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة على المستوى العالمي وما يمثله من تأثير سلبي على قطاع المياه في العالم. كما أشار إلى التحدي الكبير الذي تواجهه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال المياه، حيث ارتفع عدد السكان في هذه المنطقة من 100 مليون عام 1960 إلى أكثر من 450 مليون عام 2018، ومن المتوقع أن يصل عدد السكان إلى أكثر من 720 مليون نسمة بحلول عام 2050. ويعيش ما يقرب من ثلثي سكان المنطقة في مناطق تعاني من الإجهاد المائي، ولا يوجد سوى 1٪ من المياه في هذه المنطقة. موارد المياه العذبة المتجددة على كوكب الأرض، تجعلها المنطقة الأكثر إجهاداً مائياً في العالم، حيث أن هناك 14 دولة من أصل 17 دولة تعاني من الإجهاد المائي في العالم، بما في ذلك الدول الستة الأولى.
وبسبب محدودية الموارد المائية وزيادة عدد السكان، تراجع نصيب الفرد من المياه في مصر ليقترب من خط ندرة المياه، مع وجود فجوة كبيرة بين الموارد والاحتياجات، وهو ما يتم التعامل معه من خلال المشروعات الكبرى لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي في بالإضافة إلى استيراد المنتجات الزراعية من الخارج. ومن هنا تأتي أهمية الاعتماد على تحلية المياه لإنتاج الغذاء، خاصة وأن القطاع الزراعي يعتبر المستهلك الأكبر للموارد المائية، مع الاتجاه نحو الإنتاج الغذائي المكثف باستخدام نفس الوحدة المائية.
وأضاف أنه عند الحديث عن تحلية المياه يجب أن نأخذ في الاعتبار عنصر الطاقة الذي يمثل نسبة كبيرة من تكلفة عملية التحلية، ولذلك يجب الاعتماد على الطاقة المتجددة لجعل تحلية المياه لإنتاج الغذاء مجدية اقتصاديا من خلال استخدام الطاقة المتجددة. المياه المحلاة في “الإنتاج الغذائي المكثف” خاصة في مصر والمنطقة. تعتبر منطقة الشرق الأوسط من مناطق العالم التي تتمتع بأعلى سطوع شمسي وسرعة رياح، مما يمنح دول المنطقة الفرصة للتوسع في إنتاج الطاقة المتجددة، بالتزامن مع العمل على تقليل كمية الطاقة اللازمة لتحلية المياه. لتقليل تكلفة تحلية المياه.
كما أشار إلى أهمية مواصلة الدراسات حول استخدام تقنية التناضح الأمامي المسحوب للأسمدة والتي تعتمد على استخدام محلول سمادي ذو ضغط أسموزي عالي لاستخلاص المياه من المياه المالحة عبر غشاء شبه منفذ على أساس فرق الضغط الاسموزي.
كما أشار إلى أهمية استخدام المياه المحلاة بأعلى كفاءة اقتصادية من خلال اعتماد مبدأ “إنتاج أكبر كمية من الغذاء باستخدام أقل كمية من المياه والطاقة”، حيث تستخدم المياه المحلاة في تربية الأسماك ومن ثم نفس الوحدة. يتم استخدام المياه في الزراعة باستخدام تقنيات متقدمة تحقق أعلى إنتاجية للمحاصيل. وتتمتع وحدة المياه بـ”تقنية aquaponic”، بالإضافة إلى استخدام المياه شديدة الملوحة الناتجة عن عملية التحلية في تربية الأرتيميا والطحالب التي تتحمل مستويات عالية من الملوحة بدلا من إلقاء هذه المياه شديدة الملوحة في البحار والمحيطات أو وحقنها في الخزانات الجوفية مما يؤدي إلى أضرار بيئية لهذه المناطق. .