الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةأخبار دوليةوبعد الجسر... الحرب تدمر المئات من منشآت الخرطوم الاستراتيجية

وبعد الجسر… الحرب تدمر المئات من منشآت الخرطوم الاستراتيجية

ورغم تبادل الاتهامات بين طرفي القتال حول المسؤولية عن تدمير الجسر الحيوي؛ لكن مراقبين اعتبروا أن ما حدث للجسر وغيره من المرافق الحيوية يشكل خسارة كبيرة للبنية التحتية للبلاد، ما يزيد من الأعباء الاقتصادية والمالية الناجمة عن الحرب والتي تقدر قيمتها بأكثر من 100 مليار دولار حتى الآن.

ويعد جسر شمبات أحد 7 جسور رئيسية تربط مدن العاصمة السودانية الثلاث – الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري – على النيل الأزرق والأبيض ونهر النيل.

لكن جسر شمبات لم يكن أول منشأة حيوية تتعرض للتدمير بسبب القصف الجوي والبري المستمر بين طرفي القتال منذ نحو 200 يوم. وأدى القتال إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية والطرق والجسور والمباني التاريخية، مما أثر على معظم الأحياء السكنية والأسواق والمنشآت الصناعية والاقتصادية.

وطال الدمار القصر الجمهوري الذي يبلغ عمره أكثر من 190 عاما، وأجزاء واسعة من مطار الخرطوم الدولي والقيادة العامة للجيش السوداني وسط العاصمة الخرطوم.

كما تعرض أكثر من 20 مبنى ومعلمًا تاريخيًا في الخرطوم لخطر الدمار بسبب القتال.

وبقيت مباني مثل القصور القديمة، وجامعة الخرطوم، والمتاحف، والقصر الجمهوري القديم، ومكتب البريد، وغيرها؛ وهو أبرز معالم الخرطوم، ويعكس تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام.

ونظراً لموقعها الاستراتيجي بالقرب من مناطق القتال وسط الخرطوم، تعرضت معظم هذه المباني لأضرار جسيمة بسبب الضربات الجوية والبرية المتبادلة بين الطرفين.

بالإضافة إلى قيمته التاريخية وطرازه المعماري الفريد؛ وتحتوي بعض هذه المباني على أصول ذات قيمة مادية وعلمية وتاريخية كبيرة، مثل دار الوثائق والمتاحف، ومكتبة السودان التي تحتوي على كل ما كتب عن السودان منذ فترة الاستعمار، بالإضافة إلى المخطوطات والكتب النادرة.

كما دمرت عشرات الأبراج الحديثة التي كانت تستخدم كفنادق ومقرات إدارية للوزارات والبنوك وكبرى الشركات العالمية والمحلية. إضافة إلى مقار الشرطة والهيئات القضائية والجامعات التي فقد بعضها بنيته التحتية التعليمية بشكل كامل من مختبرات ومكتبات وغيرها.

واعتبر الصحفي وائل محجوب تدمير جسر شمبات وعشرات المرافق الحيوية العامة جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي.

وأوضح أن “تدمير المنشآت الكبرى يعد من الجرائم الكبرى التي يجب أن يشملها التحقيق من قبل بعثة تقصي حقائق تشكلها الأمم المتحدة، كما أنها من الجرائم الكبرى التي يحظرها القانون الدولي الإنساني، وعقوبتها وستتم ملاحقة مرتكبيها وكل من لهم علاقة بالأمر والتخطيط لها وتنفيذها، وكذلك من حرض عليها، كتابةً”. أو عبر التسجيلات الصوتية.

ويشير محجوب إلى أن القانون الدولي يعتبر الموارد والبنية التحتية من بين الأشياء المعترف بها باعتبارها ضرورية لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة. ويقع على عاتق جميع أطراف النزاع حمايتها.

ومع الحرب الطويلة التي أدت إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص ونزوح أكثر من 7 ملايين حتى الآن؛ وتتزايد المخاوف من تفاقم الخسائر المادية في ظل التدهور الكبير الذي يشهده الاقتصاد السوداني، والذي توقع البنك الدولي انكماشه بنحو 18 بالمئة خلال العام الحالي بسبب التداعيات الكارثية الناجمة عن الحرب.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات