الإثنين, يوليو 8, 2024
الرئيسيةرياضةهولندا عندما تلعب كرة القدم؟! - حسن المستكاوي

هولندا عندما تلعب كرة القدم؟! – حسن المستكاوي


نُشر بتاريخ: الأربعاء 3 يوليو 2024 – 8:25 مساءً | آخر تحديث: الأربعاء 3 يوليو 2024 – 8:25 مساءً

** ننسى أحياناً أن هولندا تلعب كرة قدم جيدة، خاصة وأنها تأهلت إلى هذه الجولة وهي في المركز الثالث في مجموعتها. ولكن في بعض المباريات، وفي بعض اللحظات، وفي بعض الأيام، تخبرنا هولندا أنها تلعب كرة قدم جيدة، كما حدث في مباراتها مع رومانيا في دور الستة عشر النهائي، عندما فازت 3-0 على فريق كان من المتوقع أن يحرز تقدماً كبيراً في هذه البطولة، وهو ما دفع الجماهير الرومانية إلى رفع لافتة قبل المباراة مباشرة كتب عليها: “قدموا كل شيء من أجل النهائي”. نعم، بناءً على أداء المنتخب الروماني في مرحلة المجموعات، كان لدى جماهيرهم هذا الحلم: “اللعب في النهائي”.

ولم يكن الرومانيون يتوقعون العودة إلى ديارهم، وشعر لاعبو الفريق بنفس الشعور، حتى أنهم بدأوا بشراسة قريبة من الغضب، لتدمير الفريق الهولندي.

الذي قدم أفضل مبارياته في البطولة على كافة الأصعدة، سواء الهجومية أو الدفاعية، أو مع وجود خط وسط متكامل يحدد اتجاهات اللعب عندما يمتلك الفريق الكرة، ويستعيد الكرة سريعاً عندما يفقدها.

** في ذاكرة جيلنا توجد “الكرة الشاملة” التي قدمها المنتخب الهولندي في كأس العالم 1974 ثم كأس العالم 1978. وفي البطولتين خسر الفريق لقبين مستحقين أمام ألمانيا ثم أمام الأرجنتين. وحين التقيت بالتوأم الهولندي ويلي ورينيه ديركيركوف في عام 1980 سألتهما هل يستطيع الفريق أن يلعب بأسلوب الكرة الشاملة مرة أخرى؟ فكانت الإجابة: “لا.. مستحيل بدون السيد كرويف”. ولكنني ظللت أنتظر تكرار أسلوب الكرة الشاملة، وقد ثبت أن هذا مستحيل مع تطور كرة القدم وظهور تعقيدات دفاعية وهجومية لم تكن موجودة في زمن المنتخب الهولندي الرائع.

**انتهى الشوط الأول بتقدم هولندا بهدف سجله جاكبو في الدقيقة 20، لكن دونيل مالين أضاف هدفين في آخر 10 دقائق، ليكون أداء هولندا يليق بالنتيجة. ورغم أن الأرقام كانت عادلة للفريق، حيث استحوذوا على الكرة بنسبة 65% مقابل 35% لرومانيا. لكنهم قاموا بـ 77 محاولة هجومية مقابل 39 لرومانيا. نعم، أحيانًا ترسم الأهداف في نهاية المباريات صورة ذهنية جميلة للفريق. نجح المنتخب الهولندي ولم يسقط البرتقالي في موسمه البرتقالي. ربما أفلت بالقشرة الزرقاء، ونجح بالتمركز الجيد، وأداء خط الوسط الذي كان مفككًا أمام النمسا في المجموعة، وأضاف عودة سيمونز إلى التشكيلة الأساسية للفريق وتكوين تفاهم مع جاكبو الواثق والقوي، وبالجري والانطلاقات السريعة خلق الهولنديون المساحات، وبخلق المساحات تخلق خيارات هجومية لفريقك وتخلق خطورة على الفريق الآخر؟!

** تأهلت الفرق الكبيرة إلى ربع النهائي وهي ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وهولندا وإنجلترا والبرتغال وسويسرا وتركيا، وقد قدم المنتخب الإسباني أفضل أداء له حتى الآن، يليه المنتخب الألماني، بينما لم يقدم المنتخب الفرنسي والإنجليزي والبرتغالي أفضل أداء له، إذا كان هناك فريق أفضل في الكهف، وأعتقد أن ربع النهائي شهد مفاجأة بفريقين هما سويسرا وتركيا.

كانت المباراة الأخيرة أمام النمسا ملحمية، حيث تقدمت تركيا مبكرًا بهدف في الدقيقة الأولى سجله ميرياه ديميرال، وأضافت الهدف الثاني في الدقيقة 59، ثم سجل جريجوريتش هدف النمسا الوحيد في الدقيقة 66. وكان من المدهش أن نرى 6 لاعبين من النمسا يندفعون إلى الهجوم من أول تسديدة، وتعرض الفريق مبكرًا لضربة قوية من ميرياه الرائعة مع جولر، وكذلك حارس المرمى ميريت جونوك الذي تصدى لضربة رأس من باو مجنتر في الثانية الأخيرة. ذكرنا هذا التصدى بثنائية بيليه وبانكس حارس مرمى إنجلترا في كأس العالم 1970 في المكسيك. كان تأهل تركيا إلى ربع النهائي متوافقًا إلى حد ما مع التوقعات التي سبقت انطلاق البطولة. بينما كان مصير 11 فريقًا من أوروبا الشرقية أن يغادروا خالي الوفاض، ومع الكثير من النضال. لكن النضال وحده لا يكفي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات