مبابي لعب في المباراة ضد فياريال في الدوري الإسباني، 5 أكتوبر 2024 (دييغو سوتو/غيتي)
وبعد إعفاء المدرب ديدييه ديشان من المشاركة مع المنتخب الفرنسي في مباراتي إسرائيل وبلجيكا بسبب الإرهاق والتعافي من الإصابة، سافر مبابي نجم ريال مدريد، إلى ستوكهولم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع الماضي، والتي خرج منها متهما باغتصاب فتاة سويدية تقدمت بشكوى إلى الشرطة. وفتحت وسائل الإعلام السويدية تحقيقا تم تسريبه لوسائل الإعلام التي بحثت في الأمر وحققت فيه، قبل أن يعترف اللاعب بأن العلاقة التي أقامها ليلة 10 أكتوبر مع فتاة سويدية كانت بالتراضي، في انتظار نتائج التحقيق. التحقيقات الأمنية والقضائية السويدية. وعندما عاد اللاعب إلى مدريد، بدأ التدريبات مع ريال مدريد، الذي يخوض مباراة الدوري أمام سيلتا فيغو الليلة، وكأن شيئًا لم يحدث.
وفي أول رد فعل له على الخبر، اتهم محيط مبابي إدارة باريس سان جيرمان بالوقوف وراء هذه المزاعم “التي لا أساس لها من الصحة”، والتي جاءت عشية جلسة الاستماع التي كانت مقررة أمام رابطة محترفي كرة القدم الفرنسية المتعلقة بخلافه مع فريقه السابق. الفريق على رواتب غير مدفوعة تتجاوز 50 مليون. يورو يريد تحصيله، ما أثار استفزاز الإدارة «الباريسية»، التي ردت بشكل غير مباشر عبر مصادر مقربة من النادي، مستنكرة الربط بين الحادثة والمشكلة العالقة مع فريقه السابق، الذي لا يمكنه النزول إلى هذا المستوى من السلوك مهما كانت الأسباب. فيما اعتبر بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أن اللوبي الإسرائيلي يقف وراء فبركة التهمة انتقاما من لاعب اعتذر عن مواجهة منتخب إسرائيل يوم الاثنين الماضي.
وفي تطور جديد في ملف القضية، أعلنت حاشية مبابي، الثلاثاء الماضي، أن اللاعب أقام علاقة جنسية بالتراضي في الفندق مع فتاة سويدية، وتم تبادل رسائل نصية بينهما تؤكد ذلك، وبالتالي لا توجد أي حادثة اغتصاب أو وحتى التحرش الجنسي من جانب اللاعب الذي لم يتحدث في الأمر. وترك الأمر مباشرة لمحاميه ودائرته المقربة، التي علق بشكل مباشر وغير مباشر على ما وصفها بـ”الإشاعة الافترائية” في البداية، قبل أن يعترف لاحقا بالعلاقة وينفي الاغتصاب، لكن ذلك لم يمنع السويدي الشرطة من التحقيق قبل تحويل الملف إلى النيابة العامة السويدية، التي تنتظر استدعاء اللاعب للتحقيق قريبا، وفق ما تنص عليه القوانين في السويد.
من جانبه، رفض ريال مدريد التعليق على الواقعة، واكتفى مدربه كارلو أنشيلوتي في مؤتمره الصحفي قبل مواجهة سيلتا فيغو، بالإشارة إلى أن “مبابي استغل فترة التوقف الدولي لتحسين لياقته البدنية والتعافي من إصابته”. وهو حر في اختيار المكان الذي يسافر إليه للابتعاد عن الضغوط”. عندما تعرض مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان لانتقادات حادة في وسائل الإعلام والأوساط العامة الفرنسية، بسبب إعفائه من مواجهة إسرائيل وبلجيكا في مسابقة دوري الأمم الأوروبية بحجة حاجته للتعافي من الإصابة واستعادة لياقته الكاملة، وهي المعاملة التفضيلية الخاصة التي لم يتمتع بها بعض لاعبي المنتخب الفرنسي، كانت ستدفع غريزمان إلى اعتزال كرة القدم الدولية.
ومهما يكن من أمر، فإن قضية مبابي الجديدة تشكل حلقة جديدة في مسلسل نجم لم يكف عن إثارة الجدل داخل الملعب أو خارجه، رغم الحماية التي يحظى بها من دائرته الضيقة التي تتكون من والدته وأعماله. مديره ومحاميه وحراسه الشخصيين الذين يشكلون مؤسسة خاصة. ولم تمنعه شبهة الاغتصاب، ويشكل تسريب الشكوى إلى وسائل الإعلام الفرنسية والسويدية وفتح تحقيق قضائي بتهمة الاغتصاب صداعا جديدا، لا يزال يشوبه العديد من نقاط الظل، مما يضع ضغطا إضافيا على لاعب يحتاج إلى تركيز كبير في مباريات فريقه الإسباني ومنتخب بلاده لتحقيق هدف الانضمام للنادي”. “العملاق المدريدي”، حيث يحظى باهتمام جماهيري وإعلامي لا يخرج منه سالماً إلا شخص طويل العمر يعرف كيف يتجنب الشبهات وكل التصرفات التي تضر بسمعته ومسيرته الكروية.