وفي ظل التوترات المتسارعة في الشرق الأوسط، يتفاقم الصراع بين إسرائيل وإيران، خاصة مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نشرها في إسرائيل نظام الصواريخ ثاد، بالإضافة إلى طاقم عسكري أمريكي، للمساعدة في تعزيز قوتها النووية. الدفاعات الجوية بعد هجوم صاروخي من إيران في 1 أكتوبر.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها الولايات المتحدة بطارية ثاد في المنطقة، إذ سبق للولايات المتحدة أن نشرت بطارية ثاد في إسرائيل عام 2019 للتدريب وتدريبات الدفاع الجوي المتكاملة.
ويشكل الدعم الأميركي لإسرائيل جزءا لا يتجزأ من سياستها، حيث ذكر بيان للبنتاغون أن الرئيس الأميركي جو بايدن أمر بإرسال بطارية الدفاع عن المرتفعات (ثاد) وطاقمها “للدفاع عن إسرائيل”. كما أكد البيان أن “هذا الإجراء يؤكد التزام الولايات المتحدة الثابت بالدفاع عن إسرائيل”. إسرائيل، والدفاع عن الأمريكيين في إسرائيل، من أي هجمات صاروخية باليستية أخرى من قبل إيران”.
ما هو نظام الصواريخ ثاد؟
وفي مقابلة مع بي بي سي مع الخبير العسكري والاستراتيجي ضيف الله الدبوبي، أوضح أن ثاد هو نظام دفاع جوي مصمم للارتفاعات العالية، أي أن ارتفاعه قد يصل إلى 150 كيلومترا. ويستهدف هذا النظام الصواريخ الباليستية، ويبلغ طوله اثني عشر مترا وعرضه ثلاثة أمتار، مؤكدا أن “سرعته تتجاوز ثمانية إلى تسعة أضعاف سرعة الصوت”. كما أنه سهل الحركة ويستقبل أوامر الأقمار الصناعية، بحسب الدبوبي.
ويشير الدبوبي إلى أن ما يميز نظام ثاد أنه لا يحتوي على أي متفجرات، بل يعتمد على “قوة التأثير”، مضيفا أن “المقصود ببطارية الدفاع الجوي أنها عبارة عن شريط صاروخي، مكون من تسعة قاذفات.” ومن المقرر أن تتسلم إسرائيل بطارية واحدة، سيتم توزيعها من الشمال إلى الجنوب، بواقع ثلاثة صواريخ في كل منطقة: الشمالية والوسطى والجنوبية.
ويقول المحلل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ساشا بروتشمان، إن “ثاد على الأرجح هو النظام الأكثر دقة في العالم”، لافتا إلى أن الرادار الذي يوجه الصاروخ متقدم للغاية، ويستطيع التمييز بين الحطام والتهديد الفعلي. ، كما يستهدف النظام الصواريخ. عندما تعود إلى الغلاف الجوي على ارتفاعات عالية، قد تكون القدرات الحقيقية “سرية”. لكن مدى نظام ثاد يقدر بـ (150-200 كلم) ويمكنه اعتراض أهداف خارج الغلاف الجوي، بحسب بروخمان.
ويقول الدبوبي إن صواريخ ثاد “لن تكون إلا سلاح ردع لإيران، فهي ليست مثل نظام القبة الحديدية وليست مثل مقلاع داود، لأنها تستخدم فقط للمسافات المتوسطة، أي حوالي 2000 كيلومتر، أو مسافات طويلة، يعني ما يصل إلى 10000 كيلومتر.
وهذا ما أكده أيضاً بروشمان، الذي أوضح أن “القبة الحديدية تعترض الصواريخ الصغيرة والطائرات المسيرة والصواريخ، مضيفاً أن نظام ثاد مصمم لإسقاط تلك الصواريخ الباليستية التي استخدمتها إيران في هجومها الأخير على إسرائيل”.
ويشير بروكمان إلى أن نظام ثاد يستخدم رادارًا متطورًا وهو موجود في إسرائيل منذ عام 2019. ويشير إلى أن هذه الأنظمة يمكنها تبادل المعلومات، وهو أمر مهم إذا حاولت إسقاط صواريخ تصل سرعتها إلى عدة آلاف كيلومتر في الساعة. “كلما زاد عدد هذه الرادارات المرتبطة ببعضها البعض في نظام إدارة المعركة، كانت الصورة أفضل وبالتالي ارتفع معدل الاعتراض”.
“عامل رادع لإيران”
ويؤكد الدبوبي، “لم نشهد أي عمليات إسقاط حتى نتمكن من الحكم عليها مسبقاً”، مشيراً إلى أن “نظام ثاد الصاروخي لم يتم اختباره في ساحات المعارك، لكن ثقة الأميركيين به أنه سيكون ناجحاً”. السلاح الدفاعي الأول لإسرائيل، بالإضافة إلى ذلك بمجرد وضع هذا النظام”. بالنسبة لإسرائيل، تعتبر أرض القوة، وهي أيضًا عامل ردع لإيران. ويقول: “إيران ستأخذ في الاعتبار أكثر من مرة قبل إطلاق أي صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل”.
ويشير بروتشمان إلى أن “إيران تأمل في استنفاد الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية، خاصة طرازي أرو 2 وأرو 3، المصممين لاعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة المدى”.
ويؤكد أن “هناك أدلة على أن الإسرائيليين لم يعترضوا أكبر عدد ممكن من الصواريخ الإيرانية خوفا من نفاد الهجمات المستقبلية”، لافتا إلى أن “الولايات المتحدة خففت من الخوف من خلال زيادة عدد الصواريخ الاعتراضية لمعظم الصواريخ”. الصواريخ الإيرانية المتقدمة”.
ويضيف بروتشمان: “لا نعرف عدد الصواريخ المتطورة التي تمتلكها إيران، لكن مع إدخال نظام ثاد، سيتعين عليها إطلاق المزيد في هجوم آخر إذا أرادت تحقيق أي شيء، ويجب على طهران حساب عدد الصواريخ المتبقية”. “
ويوضح بروتشمان أن نظام ثاد مكلف للغاية ويتطلب طاقما مدربا تدريبا عاليا، لافتا إلى أن النظام نادر، إذ لا تملك الولايات المتحدة سوى سبع بطاريات فقط. لذا فإن إرسال واحدة يعد بمثابة “التزام كبير”. لافتاً إلى أنه من المفترض أن يكون هناك إمدادات “محدودة” من الصواريخ الاعتراضية عالمياً. كونها باهظة الثمن ولا يمكن إنتاجها بالسرعة التي قد تكون هناك حاجة إليها.
وأضاف أن “تأخر إسرائيل في الرد هو رد في حد ذاته”.
ولم تعلن إسرائيل كيف ردت على الهجوم الإيراني الذي قالت إيران إنه “جاء ردا على اغتيال كل من الأمين العام لحركة حزب الله اللبناني حسن نصر الله في بيروت ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية”. في طهران.”
ويؤكد الدبوبي أن “تأخر إسرائيل في الرد هو رد فعل في حد ذاته، الأمر الذي جعل إيران في حالة تأهب من الضربة الإسرائيلية منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر”. وبحسب تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فإن الرد سيكون «قاتلاً، ودقيقاً، وفوق كل شيء مفاجئاً».
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن الاتصالات غير المباشرة مع الولايات المتحدة توقفت بسبب الأوضاع في المنطقة. وكان عراقجي حذر من أن واشنطن تعرض حياة قواتها “للخطر من خلال نشرها لتشغيل أنظمة الصواريخ الأمريكية في إسرائيل”.
وأشار الدبوبي إلى أنه “إذا لم تكن الضربة الإسرائيلية مؤلمة للغاية، فمن المعتقد أن إيران لن ترد”. وأشار في حديثه مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إلى أنه “لا يتوقع أن تكون الضربة الإسرائيلية قوية في ظل التحذير الأمريكي من قصف أي مفاعل نووي أو مواد نفطية”. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن عارض أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وكذلك على بنيتها التحتية النفطية أو الطاقة، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى إشعال صراع متصاعد ويؤثر بدوره على الاقتصاد العالمي.