دافع المستشار الألماني أولاف شولتز عن خطط نشر صواريخ أميركية بمدى 2500 كيلومتر في بلاده ضد ما أسماه “التهديد من روسيا”، قائلا: “هذا جزء من الردع ويضمن السلام. إنه قرار ضروري ومهم اتخذ في الوقت المناسب”.
ووعلى هامش قمة حلف شمال الأطلسي، قال المستشار الألماني أولاف شولتس في واشنطن: “نعلم أن هناك تسليحاً هائلاً في روسيا بأسلحة تهدد الأراضي الأوروبية”. وأضاف شولتس الخميس (11 يوليو/تموز 2024) أنه منذ فترة طويلة يدور نقاش حول كيفية الرد على هذا التحدي، بالإضافة إلى مظلة الحماية النووية لحلف شمال الأطلسي بوسائل الردع التقليدية.
وكشف شولتز أن نشر الأسلحة بعيدة المدى تمت الموافقة عليه في الاستراتيجية الوطنية الأولى لأمن جمهورية ألمانيا الاتحادية قبل عام، مضيفا: “لهذا السبب فإن قرار الولايات المتحدة يتماشى تماما مع هذه الاستراتيجية التي نناقشها علناً منذ فترة طويلة”.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة تعتزم، للمرة الأولى منذ الحرب الباردة، إعادة نشر أنظمة أسلحة في ألمانيا ستصل إلى روسيا، بحسب ما اتفق عليه البيت الأبيض والحكومة الألمانية الأربعاء. وتقع العاصمة الروسية موسكو على مسافة طيران مباشرة تبلغ 1600 كيلومتر من العاصمة الألمانية برلين.
ومن المتوقع أن توفر صواريخ توماهوك كروز وصواريخ الدفاع الجوي إس إم-6 وغيرها من الأسلحة الأسرع من الصوت التي تم تطويرها حديثا حماية أفضل لحلفاء حلف شمال الأطلسي في أوروبا اعتبارا من عام 2026. وقد أعاد هذا القرار إلى الأذهان ذكريات الحرب الباردة.
ومن الجدير بالذكر أن شولتز نفسه كان قد احتج في ثمانينيات القرن العشرين، عندما كان سياسياً شاباً في الحزب الديمقراطي الاجتماعي، ضد قرار مزدوج اتخذه حلف شمال الأطلسي، والذي تضمن، من بين أمور أخرى، نشر صواريخ بيرشينج 2 متوسطة المدى، والتي تم سحبها مرة أخرى بعد نهاية الحرب الباردة حتى عام 1991.
وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع معارضة كبيرة لعودة مثل هذه الأسلحة بعيدة المدى إلى ألمانيا، بما في ذلك من داخل حزبه الديمقراطي الاجتماعي، قال شولتز: “هذا القرار قيد الدراسة منذ فترة طويلة، ولن يكون مفاجأة حقيقية لأي شخص يعمل في مجال سياسات الأمن والسلام”.
وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن قرار نشر الصواريخ الأميركية في ألمانيا يتوافق تماما مع استراتيجية الأمن للحكومة الاتحادية الألمانية، والتي تمت مناقشتها علناً.
هابيك: نشر الأسلحة الأميركية بعيدة المدى “ضروري”
بدوره، رحب روبرت هابيك، نائب المستشارة الألمانية أولاف شولتز ووزير الاقتصاد، بنشر أنظمة الأسلحة الأميركية بعيدة المدى في ألمانيا.
وفي تصريحات لصحيفة “نويه فيستفاليشه” الألمانية التي تنشر في عددها الصادر غدا الجمعة، قال هابيك: “التسلح ليس أمرا أتعامل معه باستخفاف. لكنني أعتقد أن قرار الولايات المتحدة نشر أسلحة بعيدة المدى معنا ضروري”.
وشدد هابيك على ضرورة تعزيز قدراتنا الدفاعية لأننا نعيش في زمن خطير للغاية، مختلف عن ثمانينيات القرن العشرين. وبالتالي فإن السذاجة غير مقبولة. وأضاف هابيك أن المظاهرات ضد المعايير المزدوجة لحلف شمال الأطلسي في 1981 وأضاف أن ذلك كان خلال الحرب الباردة، “والآن نشهد حربا ساخنة في أوكرانيا، حيث هناك قصف وموت”.
يشار إلى أن إدارة بايدن والحكومة الألمانية اتفقتا على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، أمس الأربعاء، على أن تقوم الولايات المتحدة، لأول مرة منذ الحرب الباردة، اعتبارا من العام 2026 ومن خلال إعادة نشر أنظمة الأسلحة في ألمانيا، فإنها تصل إلى روسيا.
ف.ي.أ/أ.ح (د.ب.أ، رويترز، فرانس برس)