السبت, يوليو 5, 2025
الرئيسيةأخبار مصر"معبر رفح" و"القوات الدولية" تنفذان سيناريوهات "اليوم التالي" في غزة

“معبر رفح” و”القوات الدولية” تنفذان سيناريوهات “اليوم التالي” في غزة

وتتواصل سيناريوهات “اليوم التالي” لوقف الحرب في غزة، بالتوازي مع جهود الوسطاء لتجاوز “العقبات” التي تعترض وقف إطلاق النار، في ظل مقترح للرئيس الأميركي جو بايدن لم ينفذ منذ طرحه نهاية مايو/أيار الماضي.

وتتلخص أحدث السيناريوهات المطروحة، بحسب تصريحات إسرائيلية وتقارير غربية، في “اتفاق” بين القاهرة وتل أبيب على نقل معبر رفح إلى مكان آخر، وتسليم غزة لقوات دولية، وتدريب مجموعات بديلة لحماس، لكن هذا قوبل بالرفض المصري والرفض الفلسطيني.

ويرى خبراء عرب، بينهم دبلوماسيان سابقان، تحدثا لـ«الشرق الأوسط»، أن طرح هذه السيناريوهات المتتالية، تزامناً مع اتصالات الوسطاء، بمثابة «بالونات اختبار» لمعرفة مواقف الأطراف الأخرى، لكنهم اعتبروها «معرقلة» للتحرك نحو الهدنة وإنهاء الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر.

المحاولات والعقبات

أعلن مصدر مصري رفيع المستوى على قناة القاهرة الإخبارية، الأحد، أن بلاده “كثفت اتصالاتها خلال الساعات الماضية مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية لمحاولة التغلب على العقبات التي تعترض اتفاق وقف إطلاق النار”.

وأكد أن “مصر أبلغت كافة الأطراف مسبقا أن استعادة المعتقلين ووقف العملية العسكرية المستمرة في غزة يجب أن يكون عبر اتفاق وقف إطلاق نار دائم وتبادل المعتقلين والأسرى”.

ولم يكشف المصدر ذاته عن العراقيل، لكنه أكد أن “القاهرة ترفض دخول أي قوات مصرية إلى قطاع غزة”، مشددا على أن “ترتيب الوضع داخل القطاع بعد العملية العسكرية المستمرة هو شأن فلسطيني”.

ونفى المصدر “وجود أي محادثات مصرية لإشراف إسرائيلي على معبر رفح”، مؤكدا “إصرار مصر على انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من الجانب الفلسطيني من المعبر وعودته إلى ما كان عليه قبل السيطرة عليه في السابع من مايو/أيار الماضي”.

في هذه الأثناء، نقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر أمني مصري قوله: “لا يوجد موافقة من القاهرة على نقل معبر رفح أو بناء معبر جديد بالقرب من معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي”.

في الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أنه “لا شرعية” لوجود أي قوات أجنبية على الأراضي الفلسطينية، رداً على ما وصفه بـ”تصريحات إسرائيلية تدعو إلى تسليم قطاع غزة لقوات دولية”، مؤكداً أن الفلسطينيين هم من يقررون إدارة شؤون القطاع، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) الأحد.

وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، الاثنين، إن “إسرائيل على وشك تنفيذ خطة تجريبية لتدريب مجموعة بديلة عن حماس تكون نموذجا لما تتصوره إسرائيل بعد الحرب”، فيما قالت حماس مؤخرا إنها “لن تسمح لأي طرف بالتدخل في مستقبل قطاع غزة، وأنها ستقطع أي يد للاحتلال الإسرائيلي تحاول العبث بمصير ومستقبل شعبنا”.

فلسطينيون يسيرون بالقرب من النار التي أشعلوها لإبعاد البعوض والحشرات في خان يونس (رويترز)

العقبات التي تعرقل المفاوضات

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي لـ«الشرق الأوسط» إن ما يتم طرحه هو «بالونات اختبار» من جميع الأطراف لكشف أوراق الأطراف الأخرى، معتقداً أنها «ستزيد من جمود المفاوضات، في ظل غياب مؤشرات على التحرك نحو اتفاق».

اليوم التالي للحرب في غزة يكتنفه الغموض، إذ يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار الحرب، واستبعاد حماس من إدارة القطاع، ووعد بالقضاء عليها، في حين تصر الحركة على الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من القطاع، ووقف الحرب بشكل دائم، وبدء إعادة الإعمار.

وقال السفير الفلسطيني الأسبق في القاهرة بركات الفرا لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه السيناريوهات المقترحة تخدم أهداف نتنياهو في وضع عقبات جديدة أمام محاولات الوسطاء التغلب على رفضه وقف الحرب».

ويتذكر الفرا مثلاً عربياً يقول: «يتقاتلون على جلد الدب قبل صيده»، ويضيف موضحاً: «يجب وقف الحرب أولاً قبل الحديث عن سيناريوهات لن يقبلها العرب».

في الثاني عشر من يونيو/حزيران، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن نية واشنطن “تقديم العناصر الرئيسية لخطة اليوم التالي في الأسابيع المقبلة، بما في ذلك أفكار ملموسة حول كيفية إدارة الحكم والأمن وإعادة الإعمار”.

وعن طرح هذه السيناريوهات مبكراً، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء عادل العمدة لـ«الشرق الأوسط» إنها تهدف إلى عرقلة جهود الوسطاء، خاصة أنها تنسجم مع هدف نتنياهو الأساسي بإطالة أمد الحرب، مستبعداً أن تلقى هذه الأفكار قبولاً عربياً.

وهذا ما أكده المحلل السياسي الأردني صلاح العبادي لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً إن «الجانب الإسرائيلي يسعى إلى تعقيد جهود الوسطاء، سواء في ما يتعلق بصلاحيات إدارة معبر رفح أو إدارة القطاع»، واصفاً السيناريوهات الإسرائيلية بالمرفوضة عربياً وغير قابلة للتنفيذ.

وذلك لأن “الدول العربية ترفض أن تكون جزءاً من المشكلة في قطاع غزة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى التوصل إلى حل سلمي يؤدي إلى انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع، وإسناد المهمة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات