مخاوف أوروبية من دخول “عصر ما قبل الحرب”

استهدفت موسكو مجددا البنية التحتية في منطقة بولتافا وسط أوكرانيا بهجمات بعد منتصف الليل، حسبما أعلنت الإدارة العسكرية الأوكرانية السبت، فيما واصلت أوكرانيا هجماتها الحدودية ضد مدينة بيلغورود الروسية، ما اضطر السلطات المحلية إلى إجلاء أكثر من 5 آلاف طفل.

قالت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم السبت، إن روسيا أطلقت صواريخ على شرق أوكرانيا الليلة، بالإضافة إلى 12 طائرة مسيرة من طراز “شاهد” في أنحاء البلاد. وأضاف أنه تم إسقاط تسع طائرات مسيرة في أربع مناطق. وشنت روسيا حملة من الضربات الجوية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي، مما تسبب في أضرار جسيمة في عدة مناطق.

وأطلقت القوات الروسية أربعة صواريخ مضادة للطائرات من طراز “إس-300” و”إس-400″، لكنها استخدمت لضرب أهداف أرضية. خلال أشهر الشتاء، حولت القوات الروسية هجماتها إلى البنية التحتية للطاقة والتدفئة في أوكرانيا، كما فعلت في العام الماضي. وتعاني مدينة خاركيف، التي تقع بالقرب من الحدود الروسية شمال شرق أوكرانيا، من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر. أعلنت شركة الطاقة المملوكة للدولة سنترنيرغو يوم السبت أن محطة للطاقة والتدفئة دمرت بشكل كبير في هجوم وقع في 22 مارس.

كما أعلنت أوكرانيا السبت، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، أن القصف الروسي خلال الليل والصباح أدى إلى مقتل شخصين مسنين في بلدة كراسنوغوريفكا (شرق)، وحثت المدنيين الذين ما زالوا يعيشون في المنطقة على المغادرة.

وتقع كراسنوجوريفكا على خط المواجهة مباشرة في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، التي يخضع أكثر من نصفها لسيطرة القوات الروسية وتعد منطقة قتال نشطة.

وقال المسؤول عن منطقة دونيتسك، فاديم فيلاشكين، على مواقع التواصل الاجتماعي: “تعرضت البلدة لنيران العدو أثناء الليل والصباح. وقتلت امرأة تبلغ من العمر 70 عاما ورجل يبلغ من العمر 73 عاما”.

وقال: “إن كراسنوجوريفكا كانت على خط المواجهة لمدة عشر سنوات ولا تزال من بين أخطر الأماكن في البلاد. لا تعرضوا أنفسكم لخطر مميت. “إخلاء المكان.”

وتحدثت القوات الأوكرانية عن معارك “صعبة” على الجبهة الشرقية خلال الأشهر الأخيرة في ظل نقص الذخيرة، كما شنت روسيا غارات جوية متواصلة.

تتفوق موسكو عسكرياً على كييف بست مرات على خط المواجهة، ما يكبد الجانب الأوكراني خسائر في الجنود والمواقع، بحسب ما أعلن الجمعة القائد العام الجديد للقوات المسلحة الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي. الذي تم تعيينه مؤخرا.

تم إجلاء خمسة آلاف طفل من منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا بعد أسابيع من القصف الدموي الأوكراني، بحسب ما أعلن حاكم المنطقة السبت.

وأعلنت السلطات الإقليمية الأسبوع الماضي أنه سيتم نقل 9000 قاصر إلى مناطق أخرى بعد موجة من القصف عبر الحدود وغارات الطائرات بدون طيار التي أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة مدنيين.

وقال حاكم المنطقة فياتشيسلاف جلادكوف، بحسب ما نقلت رويترز، إن “خمسة آلاف من أطفالنا موجودون الآن خارج المنطقة. بالأمس، وصل 1300 طفل إلى سانت بطرسبرغ وبريانسك ومخاتشكالا”.

وأضاف أن الأطفال المتبقين في المنطقة الذين يقيمون في البلديات القريبة من الحدود، بما في ذلك العاصمة الإقليمية التي تحمل الاسم نفسه بيلغورود، سيتحولون إلى التعلم عن بعد الشهر المقبل.

وقال إن الشركات التي اضطرت إلى الإغلاق نتيجة للهجمات سيُسمح لها بإعادة فتح أبوابها طالما أن “الموظفين مدربون على الإسعافات الأولية” وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تحطيم النوافذ.

وقد تم استهداف بيلغورود مراراً وتكراراً بما وصفه المسؤولون الروس بالهجمات الأوكرانية العشوائية منذ بدء الصراع قبل أكثر من عامين. وقال جلادكوف إن طائرة أوكرانية بدون طيار تحطمت، الجمعة، فوق مبنى سكني متعدد الطوابق في مدينة بيلغورود، مما أسفر عن مقتل رجل وإصابة شخصين، من بينهم زوجته.

وفي مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا، أصيب خمسة أشخاص على الأقل في هجوم صاروخي روسي، بحسب تقارير رسمية. أعلن عمدة أوديسا جينادي تروخانوف يوم الجمعة أن صبيًا يبلغ من العمر 15 عامًا كان من بين الضحايا. ورغم أن الدفاعات الجوية أسقطت صاروخين إلا أن الشظايا تساقطت على الشوارع والمباني.

وفي خطابه المسائي بالفيديو، أصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرة أخرى على الدعوة لمزيد من المساعدة الدولية فيما يتعلق بالدفاع الجوي.

وقال زيلينسكي: “الهدف الرئيسي للعدو في هذا الإرهاب الصاروخي هو قطاع الطاقة لدينا”، في إشارة إلى الهجمات التي وقعت في الأيام الأخيرة، والتي استهدفت مرة أخرى بشكل متزايد منشآت الطاقة الأوكرانية.

وبحسب شركة أوكراينيرهو، الشركة التي تدير شبكة الكهرباء الأوكرانية، فإن انقطاع التيار الكهربائي المقرر حاليًا ضروري في منطقة خاركيف الشرقية. ومع ذلك، فإن إمدادات الطاقة معرضة للخطر أيضًا في منطقة أوديسا وخميلنيتسكي.