كشف موقع “أكسيوس” الأميركي، نقلا عن 3 مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أن الولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية “عقدوا اجتماعا سريا” الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، لبحث إعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
ويعد معبر رفح المنفذ البري الرئيسي للمساعدات الإنسانية إلى غزة، والرابط البري الوحيد بين القطاع ودولة أخرى غير إسرائيل. وقد تم إغلاقه منذ أن سيطرت عليه إسرائيل في أوائل مايو/أيار، في أعقاب عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة رفح الجنوبية.
وبحسب موقع أكسيوس، حضر الاجتماع الذي عقد في تل أبيب المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك، ومدير جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ومدير المخابرات في السلطة الفلسطينية ماجد فرج.
هيومن رايتس ووتش تتهم الفصائل الفلسطينية بارتكاب “جرائم حرب” في 7 أكتوبر
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الأربعاء، الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة بارتكاب مئات جرائم الحرب خلال هجومها غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقالت مصادر مطلعة إن الجانب الإسرائيلي “أكد خلال اللقاء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض أي تدخل رسمي للسلطة الفلسطينية في معبر رفح”.
وأضافت أن الإسرائيليين “ضغطوا على كبار مساعدي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للموافقة على إرسال قوات إلى المعبر بشكل غير رسمي، وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني”.
وقال المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون الذين تحدثوا إلى أكسيوس إنهم في حين يتفهمون اعتراضات السلطة الفلسطينية على هذا الاقتراح، فإنهم ما زالوا يعتقدون أنه من مصلحة السلطة الفلسطينية أن يكون لها موطئ قدم في غزة، حتى بصفة غير رسمية.
ورفض البيت الأبيض وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) ورئيس المخابرات في السلطة الفلسطينية التعليق للموقع الأميركي على هذا التقرير.
وهذه هي المرة الأولى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول التي يجتمع فيها مسؤولون أميركيون وإسرائيليون وفلسطينيون لمناقشة اليوم التالي للحرب في غزة.
وقال مسؤولون أميركيون للموقع إن “إعادة فتح معبر رفح يمكن أن يكون الخطوة الأولى في استراتيجية أوسع نطاقا لما بعد الحرب لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار في غزة”.
ولم تنجح إسرائيل ومصر حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية إعادة فتح معبر رفح.
وفي الأسبوع الماضي، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تقريرا لوكالة رويترز يفيد بأن إسرائيل ومصر اتفقتا على سحب القوات الإسرائيلية من حدود غزة، ووصفه بأنه “أنباء كاذبة”.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدرين مصريين ومصدر ثالث مطلع يوم الجمعة قولهم إن مفاوضين إسرائيليين ومصريين يجرون محادثات بشأن “نظام مراقبة إلكتروني على الحدود بين قطاع غزة ومصر، والذي قد يسمح بانسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار”.
وتريد مصر أن يتولى موظفو السلطة الفلسطينية إدارة معبر رفح، في حين ترفض إسرائيل أي تدخل رسمي من السلطة الفلسطينية.
“قرار نتنياهو”
ومنذ نحو أسبوعين، تجري محادثات في قطر ومصر بشأن الاتفاق الذي تدعمه واشنطن، والذي يسمح بوقف القتال في غزة، الذي دخل الآن شهره العاشر، والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، اليوم الأربعاء، أنه من المرجح ألا يشارك رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، دافيد برنياع، في المحادثات التي كان من المقرر أن تجري هذا الأسبوع في العاصمة القطرية الدوحة.
لكن الوكالة نقلت عن مصدر سياسي قوله: “لا تزال هناك فرصة لمشاركة وفد على مستوى الخبراء، أو إمكانية أن يلتقي رئيس الموساد مع وسطاء في الولايات المتحدة، لكن فرص ذلك ضئيلة”.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات إن “الاتصالات ما زالت مستمرة، بما في ذلك محادثات يومية يجريها رئيس الموساد مع نظيريه القطري والأميركي”.
وأضافت المصادر للسلطة أن “الكرة لا تزال في ملعب إسرائيل في الوقت الحالي، حيث يجب على رئيس الوزراء أن يقرر ما إذا كان سيقبل اقتراح فريق التفاوض بشأن محور فيلادلفي وعودة سكان غزة إلى الجزء الشمالي من القطاع”، معتبرة أن استمرار المحادثات “مرهون حاليا بقرار نتنياهو”.
نشر “النص الكامل” لمقترح التهدئة الإسرائيلي يكشف “تناقض” تصريحات نتنياهو
قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن الاقتراح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، والذي نشر نصه الكامل في وقت سابق، يتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه لم يقدم أي مطالب جديدة في المفاوضات.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن نتنياهو أن احتفاظ بلاده بالسيطرة على منطقة الحدود بين مصر وغزة من أجل “منع تهريب الأسلحة” إلى حماس كان أحد الشروط الأربعة التي وضعتها حكومته لوقف إطلاق النار في القطاع.
يقع ممر فيلادلفيا، المعروف أيضًا باسم ممر صلاح الدين، على طول الحدود بين غزة ومصر، ضمن المنطقة العازلة بموجب اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل عام 1979. ويبلغ طوله 14 كيلومترًا.
ويسمح هذا الاتفاق لإسرائيل ومصر بنشر قوات ومعدات وأعداد محدودة، وأنواع الأسلحة والمركبات التي يمكن نشرها على هذا المحور، بهدف تسيير دوريات على الجانب المصري من المحور، لمنع التهريب والتسلل وغيرها من الأنشطة الإجرامية.
اندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس (المصنفة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل “بالقضاء على حماس”، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف تلتها عمليات برية منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا للسلطات الصحية في القطاع.