الأحد, سبتمبر 8, 2024
الرئيسيةأخبار دوليةلأول مرة.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان خان يونس لإخلاء منازلهم

لأول مرة.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان خان يونس لإخلاء منازلهم

انتهاكات إسرائيل تدفع باريس إلى إعادة النظر في “دعمها اللامحدود” في غزة

رد فعل وزارة الخارجية الفرنسية على “المذكرة” التي أرسلها ما لا يقل عن 12 سفيرا فرنسيا في الشرق الأوسط إلى وزارتهم، للتعبير عن احتجاجهم على المسار الذي سلكته الدبلوماسية الفرنسية بشأن حرب غزة، والذي قررته الأمم المتحدة رئيس الجمهورية، وهو المخول، بموجب الدستور، بصياغة السياسات. بلده الأجنبي، في حين أن مهمة الوزارة هي وضعه موضع التنفيذ.

وردا على سؤال طرحته خلال مؤتمرها الصحافي الإلكتروني الثلاثاء، سعت آن كلير لوغاندير، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إلى التقليل من أهمية “المذكرة” من خلال التأكيد على أن “أي قضية دولية توفر مناسبة لمساهمات متعددة من جانبنا”. نظرائهم الدبلوماسيين، ووظيفتهم اليومية هي المساهمة في التفكير في الوضع”. الدبلوماسي.

لكن الأهم ما ورد في الفقرة الثانية؛ وتقول: «سلطاتنا السياسية المنتخبة من قبل الفرنسيين، سواء رئيس الجمهورية أو الحكومة، أو المسؤولين أمام البرلمان، أو وزير الخارجية، هي المسؤولة عن تحديد سياسة فرنسا الخارجية. فالدبلوماسية ليست مسألة “آراء فردية” يتم التعبير عنها في الصحافة.

وخلاصة القول هي أن «واجب التقدير في إبداء الرأي الشخصي والولاء للدولة ومن يقودها مطلوب من الدبلوماسيين وكذلك من جميع الموظفين». باختصار، «رسالة» وزارة الخارجية إلى الدبلوماسيين الساخطين الذين يمثلون بلدانهم في العواصم العربية، والتي تم الاتفاق على مضمونها بلا شك مع قصر الإليزيه، تقول ما تعنيه: «نفذوا ولا تعترضوا».

الشرطة الفرنسية تحاصر متظاهرين يحملون لافتة “أوقفوا تسليح إسرائيل” عند مدخل معرض ميليبول في باريس (رويترز)

وكانت صحيفة “لوفيغارو” أول من نشر بعض المقتطفات من “المذكرة” نقلا عن دبلوماسيين اطلعوا عليها. وأهم ما تضمنه أن موقف فرنسا من إسرائيل منذ بداية الحرب «غير مفهوم» في الشرق الأوسط، وأنه «يناقض موقف فرنسا المتوازن تقليدياً بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، وأن من نتائجه «خسارة فرنسا» من مصداقيتها ونفوذها وتدهور صورتها في العالم العربي”.

ويتعرض الرئيس ماكرون شخصياً لانتقادات بسبب دعمه المطلق في بداية الحرب مع إسرائيل ومساعيها لتدمير «حماس»، ومنعه لأسابيع من المطالبة بوقف إطلاق النار، وهو ما رفضته إسرائيل بموافقة أميركية وبريطانية وألمانية. يدعم. وبعد أن دعا ماكرون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأسبوع الماضي، إلى وقف إطلاق النار، ودعا إسرائيل إلى وقف قتل الأطفال والنساء والمسنين، تراجع خطوتين إلى الوراء يوم السبت بعد احتجاجات إسرائيلية ويهودية داخل فرنسا. وعاد إلى الدعوة إلى «هدنة إنسانية قد تؤدي إلى وقف إطلاق النار».

لكن الممارسات الإسرائيلية وصلت إلى حد لم تعد فيه الدبلوماسية الفرنسية أو غيرها قادرة على غض النظر عما يفعله الجيش الإسرائيلي. وعبرت الخارجية الفرنسية، أمس، رداً على اقتحام مستشفى الشفاء في غزة، عن «قلقها العميق» إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المستشفى.

فلسطينيون يبحثون عن ناجين بعد غارة إسرائيلية يوم الثلاثاء على مبنى في مخيم جباليا للاجئين في غزة (أ ف ب)

وشددت مرة أخرى على “الضرورة المطلقة لاحترام إسرائيل (أحكام) القانون الإنساني الدولي، الذي ينص تحديدا على حماية البنية التحتية الصحية، مثل المستشفيات، ويفرض مبادئ واضحة، في كل مكان وزمان، مثل التمييز بين ما عسكرية وغير عسكرية، والاحتياط والتناسب”. وأضافت وزارة الخارجية: “ليس على المدنيين الفلسطينيين أن يدفعوا ثمن جرائم حماس، وخاصة الأشخاص الأكثر ضعفا والجرحى والمرضى والعاملين في المجال الإنساني”.

لكن يبدو أن باريس المتهمة بالانحياز لإسرائيل، تقيس تبعات مواقفها. ومن هنا يمكن فهم أنها تسعى للحصول على تعويضات من خلال مبادرات إنسانية مثل “المؤتمر الدولي لمساعدة مدنيي غزة” الذي استضافه قصر الإليزيه يوم الجمعة الماضي، ونجح في الحصول على وعود بتقديم مساعدات دولية تجاوزت مليار دولار، بما في ذلك وعود بـ 100 مليون يورو من فرنسا.

صورة عامة لـ”مؤتمر دعم غزة” في قصر الإليزيه في باريس (أ ف)

لكن موريس غوردو مونتاني، السفير السابق ومستشار الرئيس جاك شيراك، قال في مقابلة الأسبوع الماضي مع «الشرق الأوسط» إن «المبادرات الإنسانية لا تشكل سياسة»، وأن «التاريخ لم يبدأ في 7 أكتوبر». أي عندما شنت حماس عمليتها العسكرية في قطاع غزة، والتي أدت، وفقاً لإسرائيل، إلى مقتل 1200 شخص وأسر 240 آخرين، بما في ذلك مدنيون وعسكريون إسرائيليون.

وقال سفير فرنسي سابق لدى المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، إن «أيدي باريس تبدو مقيدة وتجد صعوبة في فك الارتباط عن الموقف الأميركي، وعندما تتجرأ كما فعل ماكرون في حديثه للقناة البريطانية يأتي من يحاسبها». ضربها على يديها ثم تراجعت.” وكان المصدر يشير إلى ردود الفعل الإسرائيلية العنيفة على تصريحات ماكرون، وإلى احتجاجات المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية، الذي يتبنى حرفيا رواية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

صورة لنتنياهو وماكرون خلال لقائهما في القدس في تشرين الأول/أكتوبر الماضي (فرانس برس)

ويضيف المصدر أن «المزاج العام الفرنسي» يتأثر بشكل كبير بالدعاية الإسرائيلية، لكن ماكرون «يستطيع التغلب عليه لأنه لن يخوض أي معارك انتخابية في المستقبل، وبالتالي فهو متحرر مبدئيا من ضغوط جماعات الضغط الناشطة على المشهد الفرنسي.” لكن مما لا شك فيه أن سياسة باريس تأثرت بمقتل 39 شخصا وفقدان 9 آخرين يعتقد أنهم رهائن لدى حماس أو تنظيمات فلسطينية أخرى.

اللافت أن باريس، التي تنشط تقليدياً في مجلس الأمن والجمعية العامة، تبدو غائبة هذه المرة. إذ لم تتقدم بأي مشروع قرار في مجلس الأمن، ولم تقم بأي نشاط يذكر، باستثناء التصويت ضد مشروع القرار الروسي ولصالح المشروع البرازيلي الذي قوضه «الفيتو» الأميركي.

على أية حال، لا تزال باريس تريد أن تلعب دوراً في الشرق الأوسط، رغم تراجع شعبيتها والتظاهرات التي شهدتها عدة عواصم عربية، احتجاجاً على مواقفها، كما حدث في تونس وبيروت وبغداد. وطلب العراق تأجيل النسخة الثالثة من «مؤتمر بغداد» الذي كان من المفترض أن ينعقد في العاصمة العراقية نهاية الشهر الجاري برعاية فرنسية عراقية مشتركة.

وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكارنو خلال اجتماعه الأربعاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القصر الرئاسي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

ومن هذه الزاوية يمكن فهم أهمية الجولة التي يقوم بها حاليا وزير الدفاع سيباستيان لو كورنو والمقرب من ماكرون، والتي بدأها الأربعاء في مصر وستقوده إلى المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر. وينتهي يوم الجمعة في إسرائيل. والمطلوب من ليكورنو هو شرح سياسة حكومته، وإظهار صحة مبادئها، وتسليط الضوء على الدور الذي يمكنها (أو تأمل) أن تلعبه.

وزار ليكورنو لبنان مطلع الشهر الجاري حيث أمضى 3 أيام، انتقل خلالها إلى جنوب البلاد للقاء القوة الفرنسية العاملة في إطار قوات اليونيفيل. وسبق أن أرسل ماكرون وزيرة خارجيته كاثرين كولونا إلى المنطقة في الأيام الأولى من الحرب. لكن أول فرنسي زارها كان يائيل براون بيفيه، رئيسة البرلمان، التي أعربت عن دعمها اللامحدود لإسرائيل، دون الإشارة إلى ضرورة احترامها لقواعد الحرب والقانون الإنساني الدولي.

فهل ينجح ماكرون في الوصول أخيراً إلى نقطة التوازن في قضية بالغة التعقيد؟ السؤال مطروح والجواب قد يكون إيجابيا أو سلبيا، نظرا للعوامل التي تؤثر عليه وتدفعه في هذا الاتجاه أو ذاك.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات