السبت, سبتمبر 7, 2024
الرئيسيةأخبار مصركيف يؤثر التقارب بين القاهرة وأنقرة على الإخوان؟

كيف يؤثر التقارب بين القاهرة وأنقرة على الإخوان؟

أثارت أنباء قيام السلطات التركية بإسقاط جنسية القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، محمود حسين، بصفته مرشد التنظيم، المحظور رسميا في مصر، تساؤلات حول مستقبل أعضاء التنظيم في تركيا، في ظل التقارب المتسارع بين أنقرة والقاهرة، والذي اكتسب زخماً كبيراً عقب زيارة الرئيس. وكان التركي رجب طيب أردوغان قد وصل إلى مصر الأسبوع الماضي.

فيما لم تصدر أي تأكيدات رسمية من السلطات التركية بشأن سحب الجنسية من القيادي الإخواني الذي يقود جبهة التنظيم، الذي يتمركز في الأراضي التركية، في مواجهة أجنحة أخرى للتنظيم، أقوىها ما هو معروف. كما عممت «جبهة لندن» بقيادة صلاح عبد الحق الحسابات المحسوبة. وأفادت شخصيات إخوانية، بالإضافة إلى مصادر إعلامية مصرية، بسحب الجنسية من حسين، عادة ما يكون ذلك انعكاسا لتحسن العلاقات بين أنقرة والقاهرة.

نشر حساب باسم عمرو عبد الهادي، الشخصية المقربة من تنظيم “الإخوان”، والمقيم في بريطانيا، تدوينة على حسابه بموقع “X”، أشار فيها إلى قيام السلطات التركية بسحب الجنسية من محمود حسين، معتبرا القرار “جائرا للغاية وخيانة لعهد الأمان الذي منح له”. من أردوغان». كما أشار إلى أن طريقة سحب الجنسية التركية منه “لا تناسب عمر الرجل ومكانته، وكان يجب على الأقل تمكينه من مغادرة تركيا قبل تجريده منها”.

ويعيد عبد الهادي التدوين من جديد، بعد ساعات من انتشار خبر سحب الجنسية، ليؤكد أن خبر سحب الجنسية التركية من محمود حسين “كان قبل توجه أردوغان إلى مصر”، متوقعا “ألا يتم تسليم أي معارض”. “

في غضون ذلك، قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط»، إن «القاهرة لا تتوقع تفكيك العلاقات التي نسجت على مدى عقد كامل في يوم أو ليلة واحدة، لكنها ترى أن هناك علاقة مباشرة بين تحسين العلاقات المصرية التركية وطي الصفحة». بشأن الدعم التركي للإخوان».

الانقسامات الداخلية

ويتولى محمود حسين منصب القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، بعد أن قررت جبهة إسطنبول تعيينه، عقب خلافات مع جبهة لندن بزعامة إبراهيم منير قبل وفاته. وشغل الحسين منصب الأمين العام لجماعة الإخوان خلفا للقيادي محمود عزت عام 2010.

ويواجه تنظيم الإخوان انقسامات داخلية حادة، أدت إلى تضارب أكثر من جبهة حول شرعية تمثيل التنظيم وقيادته، أبرزها “جبهة إسطنبول” بقيادة محمود حسين، بعد أن تحولت الأراضي التركية إلى منطقة خاضعة لسيطرة التنظيم. ملاذاً آمناً لقادة التنظيم وأعضائه، بعد الإطاحة بحكم الجماعة إثر تظاهرات شعبية حاشدة. في يونيو 2013.

وانطلقت العديد من القنوات التلفزيونية المناهضة للنظام الجديد في مصر من الأراضي التركية، قبل أن تتخذ السلطات التركية إجراءات شملت فرض قيود وإغلاق تلك القنوات في إطار مساعي إعادة العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة.

ويرى أحمد بان، الكاتب والباحث المتخصص في شؤون «جماعات الإسلام السياسي» ورئيس مركز النيل للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، أن «الأخبار المتعلقة بسحب الجنسية من محمود حسين غير دقيقة»، لافتاً لـ«الشرق الأوسط». «الوسطى» أن «القضية قديمة وتعود إلى أغسطس». ) العام الماضي، وجاءت في سياق قرارات وزير الداخلية التركي الجديد لضبط ملف اللاجئين والمقيمين الأجانب على الأراضي التركية، وتم بالفعل اتخاذ إجراءات سحب الجنسية من محمود حسين، إلا أن الأخير استأنف الحكم. القرار واتخذت الإجراءات القانونية المناسبة، وبالفعل لم يصدر أي قرار بسحب الجنسية حتى الآن. أو ترحيله من الأراضي التركية”.

لكن الباحث أشار أيضاً إلى أن “هذا لا يعني أن القيادة التركية ستحافظ على متانة علاقاتها مع الإخوان”، مضيفاً أن “عقل أردوغان في مصلحة الدولة، وقلبه مع الإخوان”. وأي إجراءات يتم اتخاذها في هذا الصدد يمكن استخدامها في سياق استرضاء الدولة المصرية.

وبالفعل شنت السلطات التركية حملة مداهمات واسعة النطاق استهدفت أعضاء “الإخوان” المقيمين في البلاد، واعتقلت من لم يحمل أي هوية أو إقامة أو جنسية. كما طلبوا من بعض أعضاء الجماعة مغادرة أراضيهم، ورفضت السلطات التركية منح الجنسية لنحو 12 آخرين من أعضاء الجماعة. وتأتي هذه الإجراءات في سياق تحركات مكثفة للسيطرة على تواجد مئات الآلاف من اللاجئين والمعارضين السياسيين من عدة دول عربية على الأراضي التركية.

التقارب المصري التركي

ربط كرم سعيد، الباحث في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، صدور قرار سحب الجنسية من محمود حسين، حال تأكده رسميا، بتطورات ملف العلاقة بين مصر وتركيا. فضلا عن تطورات السياسة الداخلية التركية أيضا.

وأوضح سعيد لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات التركية تتخذ إجراءات تدريجية بشأن ملف «الإخوان» على أراضيها، بالتزامن مع تطور العلاقات مع مصر، مشيراً إلى أنه كلما تطورت العلاقة بشكل إيجابي، تتخذ أنقرة إجراءات لتقييد تواجدها. ونشاط عناصر تنظيم الإخوان على أراضيها، إلا أنه في الوقت نفسه أضاف أنه “كان من الصعب اتخاذ قرارات إنهاء تواجد التنظيم على الأراضي التركية حفاظاً على القاعدة الشعبية الداعمة لحكم (العدل والعدالة)”. (حزب التنمية)، إذ أن تلك القاعدة تتميز بالمحافظة وتتعاطف مع قمع الإخوان.

ورافقت خطوات التقارب الرسمية المصرية التركية إجراءات اتخذتها السلطات التركية ضد منصات إعلامية إخوانية تعمل من الأراضي التركية. كما تم اتخاذ إجراءات ضد شخصيات إعلامية تابعة لـ”الإخوان”، منها ترحيل الصحفي حسام الغمري في فبراير من العام الماضي، والذي عاد بعد ذلك إلى مصر، حيث بدأ بعد ذلك ببث مجموعة مقاطع فيديو تهاجم قيادات جماعة الإخوان. الإخوان وتخليهم عن شباب التنظيم. كما اتهم بعض القادة بالتعاون مع أجهزة المخابرات الغربية.

واعتقلت السلطات التركية الناشطة المصرية من أصل سوري، غادة نجيب، زوجة الممثل هشام عبد الله، أحد العناصر الداعمة لـ”الإخوان”، الذي فر من مصر إلى تركيا عام 2013، بسبب “عدم التزامها بتعليمات “الإخوان المسلمين”. وقف الهجوم والتحريض على الأجهزة القيادية والأمنية في مصر عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأعلن عبد الله حينها، في منشور على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أن “الاستخبارات التركية اعتقلت زوجته غادة نجيب من منزلها” لأسباب وصفها بـ”السياسية”.

وفي مارس 2021، طالبت السلطات التركية القنوات الموالية للتنظيم بوقف برامجها التحريضية ضد مصر، أو وقف البث بشكل كامل من الأراضي التركية، في حالة عدم الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي المطبق في تركيا. وفي العام نفسه، أعلنت قناة “مكملين” الفضائية، إيقاف إحدى القنوات الثلاث التابعة لجماعة “الإخوان” التي تبث من إسطنبول، نهائيًا عن البث من تركيا، وانتقلت فيما بعد قنوات أخرى إلى العاصمة البريطانية.

صفحة جديدة

وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت مصر وتركيا رفع العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء، وفي أغسطس/آب الماضي، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره التركي للمرة الثانية، على هامش مشاركة الزعيمين في محادثات السلام. قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي. كما التقى وزراء من الجانبين عدة مرات لبحث تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

وزار الرئيس التركي القاهرة الأسبوع الماضي، في أول زيارة له لمصر منذ 12 عاما، حيث أعلن الرئيسان المصري والتركي خلال مؤتمر صحفي مشترك، “فتح صفحة جديدة” في العلاقات بين البلدين. كما وقعا اتفاقاً لإنشاء مجلس للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وأعلنا أن الرئيس المصري سيزور أنقرة في إبريل المقبل لافتتاح هذا المجلس.

وأشار الباحث كرم سعيد إلى أن ورقة “الإخوان” لم تعد “ضاغطة” على القاهرة، أو “مؤثرة” في يد أنقرة، معتبرا أن أي إجراءات لفصل العلاقة بين أنقرة والإخوان سيكون لها حسابات خارجية لصالحها. تقديم الأدلة على مصداقية التقارب مع مصر، بالإضافة إلى الحسابات الداخلية. ويتعلق الأمر بتجنب الانتقادات الحادة من قبل أحزاب المعارضة التركية لسياسات الحزب الحاكم فيما يتعلق باستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السياسيين والمعارضين العرب، خاصة مع تصاعد هذه الانتقادات تزامنا مع اقتراب الانتخابات المحلية التركية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات