الإثنين, يوليو 1, 2024
الرئيسيةتجارة وأعمالكيف أثر الانقسام السياسي على احتفالات الليبيين بعيد الأضحى؟

كيف أثر الانقسام السياسي على احتفالات الليبيين بعيد الأضحى؟

في أعقاب “الانقسام السياسي” الذي طال أمده، وتفاقم تداعياته الاقتصادية والاجتماعية، أمضى الليبيون عيد الأضحى هذا العام وسط “أجواء باهتة”، في ظل ارتفاع ملحوظ في الأسعار وشح السيولة في البلاد. البنوك التي شهدت ازدحاما في الأيام الأخيرة قبل العيد.

أولا، يرى المحلل السياسي كامل المراش أن “الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يعيشه غالبية سكان ليبيا حاليا، والذي ظهر بوضوح قبل وقفة عيد الأضحى، ليس إلا انعكاسا للانقسام، استمرار حالة الركود في المشهد السياسي وعرقلة إجراء الانتخابات”.

وقال المرعش لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع في شرق وغرب وجنوب ليبيا عانى من ارتفاع الأسعار وشح السيولة في البنوك وشركات الصرافة التي شهدت اكتظاظاً وطوابير طويلة في الأيام الأخيرة التي سبقت العيد». لافتاً إلى أن هناك “مخاوف” لدى سكان غرب ليبيا وتحديداً طرابلس من اندلاع توتر جديد خلال الأيام المقبلة بين التشكيلات المسلحة المتمركزة هناك والتي تتكرر صراعاتها بين الحين والآخر للسيطرة على مناطق النفوذ هناك، مما أثر على احتفالات العيد، وأشار في هذا السياق إلى الاشتباكات التي اندلعت بشكل مفاجئ قبل شهرين في منطقة مكتظة بالسكان كانوا يحتفلون ثاني أيام عيد الفطر حينها.

معظم الليبيين اشتكوا هذا العام من ارتفاع كبير في أسعار أضاحي العيد (فرانس برس)

وأضاف المحلل السياسي أن الجميع في الساحة الليبية “يدرك جيدا أنه لا أمل في إنهاء معضلة التشكيلات إلا بإنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، في ظل تنامي النفوذ والسكان والتسليح”. لافتا إلى أن “عددا كبيرا من السكان محرومون من قضاء عطلة عيد الأضحى في تونس كما اعتادوا”. وهو ما حدث خلال السنوات الماضية، علماً أن إعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي بين البلدين اقتصر على الحالات الإنسانية الطارئة والدبلوماسية العاجلة فقط، حتى العشرين من الشهر الجاري.

ومعبر رأس جدير مغلق منذ 19 مارس الماضي بسبب التوترات الأمنية على الجانب الليبي.

بدوره، أشار الناشط السياسي الليبي أحمد التواتي، إلى أن تضارب القرارات والسياسات، وتحديدا ما يتعلق بالاقتصاد، نتيجة الانقسام السياسي والصراع بين أطراف الأزمة، ما ساهم بقوة في تفاقم الأزمة. وتدهور الأوضاع المعيشية لجميع الليبيين، لدرجة أن العديد من الأسر لم تتمكن من شراء أضحية العيد.

وأشار التواتي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «عدم قدرة الليبيين على شراء الأضاحي يعني تراجع مظاهر الفرح والاحتفال بالعيد، لأن طقوسه مرتبطة بتجمع أفراد الأسرة وتجمعهم». المشاركة في مناسك ذبح الأضحية”، مؤكداً “عدم قدرة الحكومتين على معالجة الأزمات المعيشية للمواطنين قبل العيد بالجدية والمبتكرة”.

ورغم أن حكومتي (الوحدة الوطنية والاستقرار) قدمتا بعض الأضاحي المدعومة في مناطق ومدن محددة، أو وزعتها مجانا، مساهمة في تخفيف الأعباء، إلا أنهما “لم تعتمدا حلولا أكثر واقعية للمجتمع، مثل تسريع الصرف ويشير التواتي إلى أن “الرواتب، أو السماح للبنوك بتقديم القروض لموظفي الدولة حتى يتمكنوا من شراء احتياجاتهم مبكرا”.

وقبل يومين من عيد الأضحى، اتهم عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة، “البنك المركزي بمسؤولية أزمة السيولة”، مطالبا إياه بـ”تغيير سياساته وسياسة البنوك بشكل جذري”. بدورهم يستغلون ظروف البلاد التي قال “ليس لها سلطة عليها”. ».

وقلل التواتي من “حرص المؤسسات والقيادات الليبية على تهنئة الشعب بمناسبة العيد، ومشاركة جماهيره في أداء الشعائر في أكثر من مدينة”، معربا عن قناعته بأن “الليبيين لا يتفاعلون كثيرا مع هؤلاء”. السلوكيات المتكررة خلال المناسبات الدينية والوطنية”. وقال في هذا الصدد: “في ظل استحالة إجراء الانتخابات التي يأمل أن تفرز طبقة سياسية وسلطة تشريعية وتنفيذية جديدة تتولى إدارة البلاد، تفرغت قطاعات واسعة من المجتمع من أجل تحقيق هذه الغاية”. يهتمون بشؤونهم الخاصة.”

وانتقد التواتي ربط معظم المسؤولين في المنطقتين تهنئة العيد بـ”عرض واستعراض إنجازات كل فريق في المنطقة التي يسيطر عليها”، مؤكدا أن مثل هذا التصرف “يرسخ حالة الانقسام”، لافتا إلى أن “ وارتفاع تكاليف المعيشة، وما تم تداوله عن شكوك حول سلامة توزيع الحصص”. وأفسد الحج الذي تتحمل الدولة نفقاته ما بقي من فرحة العيد لدى قطاع كبير من الليبيين.

وبثت منصتنا الحكومية التابعة لحكومة “الوحدة”، مقطع فيديو للدبيبة وهو يشارك مع المواطنين في صلاة عيد الأضحى في مسقط رأسه مدينة مصراتة (غرب).

أما شرق البلاد، فقد ترأست صفحة الحكومة الليبية المعينة من قبل البرلمان، رئيسها أسامة حماد، التهنئة للشعب الليبي بالعيد، كما وجهت التهاني لرئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح والقائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات