تم النشر بتاريخ: الأربعاء 21 فبراير 2024 – 8:20 مساءً | آخر تحديث: الأربعاء 21 فبراير 2024 – 8:20 مساءً
** أحب الكرة الألمانية، ليس الآن، بل منذ سنوات، وأحترم عقلية العمل الألمانية. إنهم يعملون بجد ويلعبون بجد. لا شك أن المنتخب الألماني يعاني، وأن الدوري الألماني نفسه يعاني. وتزايدت أعمال الشغب، وازدادت حدة الاحتجاجات ضد قرار الرابطة بالشراكة مع مستثمر أجنبي. لكن إذا تولى يورغن كلوب تدريب المنتخب الألماني، سيعود الألمان إلى موقعهم وقوتهم، لأن كلوب مدرب صاحب أسلوب وطريقة لعب. مميز، وسيكون الفريق مسلحاً بكل ما في عقله من أسلحة.
** وكما قال مايكل بالاك قائد منتخب ألمانيا السابق: “إنه يتمتع بشخصية قوية، ونحن بحاجة إلى قائد مثله”. إنه يجسد كل القيم والمواقف الألمانية. “سيستعيد الانضباط والحماس، وهو ما جعل من الصعب التغلب على الفريق”.
** مرت 9 سنوات منذ أن تولى يورغن كلوب تدريب ليفربول. وتولى المهمة في 2015 خلفا لبريندان رودجرز في أكتوبر 2015، بعد أن بنى شهرته في نادي بوروسيا دورتموند الألماني. وكما أعلن في 26 يناير الماضي، فإنه قرر ترك تدريب الفريق بعد نهاية الموسم الحالي، وبرر قراره بالقول إن طاقته قد استنفدت. اعتقد ان هذا حقيقي جدآ. إن ممارسة مهنة التدريب مع فريق يلعب دائماً من أجل البطولة ويطالبه جمهوره بذلك والفوز في كل مباراة هو أمر مرهق نفسياً، خاصة في الدوري الإنجليزي الذي ترتفع فيه درجة التنافسية إلى درجة الإحتراق.
** في ثقافته العامة، كلمات كلوب يوم إعلان قراره كانت بليغة وصادقة للغاية: “نحن ليفربول، لقد مررنا بأشياء أكثر صعوبة معًا. وأنت مررت بأشياء أصعب مني. دعونا نجعل هذا القرار قويا. هذا من شأنه أن يكون رائعا حقا. دعونا نستخرج كل شيء من هذا الموسم ونحصل على شيء آخر نبتسم له عندما ننظر إلى الوراء في المستقبل. أحب كل شيء في هذا النادي والمدينة، أحب كل شيء في جماهيرنا، أحب الفريق والموظفين. لكن استمراري في اتخاذ هذا القرار يظهر لك أنني مقتنع بأن هذا هو القرار الذي يجب أن أتخذه”.
** ثقافة كلوب لا تعني أنه تلميذ لسقراط، ولا تلميذ لتشارلز ديكنز أو شكسبير. بل هي ثقافة القراءة العامة والتأمل، ويواصل عمله مع ليفربول وسط «حرب أعصاب» يخوضها في كل مباراة، وفي سباق مع ثلاثة أو أربعة فرق أخرى نحو اللقب، ولا أحد وتضمن تلك الفرق اللقب، حتى أن كلوب قال قبل أيام إنه لكي يفوز ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، عليه الفوز بجميع مبارياته المتبقية. خاصة أنه يدرك قوة مانشستر سيتي، وأنه فريق لا يهمل الفوز في كثير من الأحيان.
** يواصل يورغن كلوب عمله مع ليفربول، وسط مشاعر تقدير كبيرة من ملاك النادي وإدارته ولاعبيه وجماهيره. لا غضب ولا تصريحات مسيئة ولا لافتات في المدرجات تهاجمه. وقال مايك جوردون، رئيس مجموعة فينواي الرياضية المالكة لليفربول، إن النادي سيتبع نهج “العمل كالمعتاد” تجاه رحيل كلوب وسيقدم له الإشادة المناسبة عند رحيله. من الواضح أننا سنشعر بحزن شديد لخسارة ليس فقط مديرًا فنيًا بهذه الكفاءة، ولكن أيضًا شخصًا وقائدًا نكن له احترامًا وامتنانًا ومودة كبيرة”.
** بدأ كلوب مسيرته التدريبية مع فريق ماينز عام 2001 قبل أن ينتقل لتدريب بوروسيا دورتموند في الفترة من 2008 إلى 2015، حيث فاز بلقب الدوري الألماني (بوندسليجا) عام 2011 وفاز بعدها بثنائية الدوري والكأس. منذ انتقاله إلى أنفيلد، فاز كلوب بالدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي.