السبت, سبتمبر 7, 2024
الرئيسيةأخبار مصرصحيفة: عشاء عمل بين مينينديز ومسؤولين مصريين أثار مخاوف بين خبراء الأمن

صحيفة: عشاء عمل بين مينينديز ومسؤولين مصريين أثار مخاوف بين خبراء الأمن

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن قضية الرشوة ضد السيناتور الأميركي روبرت مينينديز كشفت كيف تمكن مسؤولون في الاستخبارات المصرية من الوصول بشكل غير رسمي إلى أحد أقوى الديمقراطيين في واشنطن.

وبحسب الصحيفة، قال ممثلو الادعاء إن مينينديز حوّل ملايين الدولارات من المساعدات إلى مصر وخفف من لهجته بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد لتوفير عمل جانبي مربح لخطيبته آنذاك، التي أطلقت على نفسها اسم مستشارة دولية.

وبعد محاكمة رشوة استمرت شهرين في مانهاتن، قالت الصحيفة إن من المتوقع أن يبدأ المحلفون التداول يوم الخميس بشأن ما إذا كان المدعون العامون قد أثبتوا وجود شبكة معقدة من تهم التآمر.

لكن الصحيفة أشارت إلى أنه بغض النظر عن إصدارهم للإدانة أم لا، فإن سيل الرسائل والصور المستخرجة من الهواتف، التي حصل عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي وقدمها كدليل، كشفت كيف تمكن مسؤولون في الاستخبارات المصرية من التواصل بشكل غير رسمي مع أحد أقوى الديمقراطيين في واشنطن.

وبحسب الصحيفة، فإن مينينديز، وهو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي والذي كان يرأس آنذاك لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وكان يتمتع بسلطة واسعة على المساعدات العسكرية الأجنبية، هو الرجل المعني.

وأوضحت الصحيفة أن العديد من الرسائل النصية كشفت عن علاقات مينينديز وارتباطاته بأقوي المسؤولين في مصر، ولم يكن وسيطه خبيراً مدرباً في اللجنة، بل كانت زوجته العاطلة عن العمل، والتي تحمل درجة الماجستير في اللغة والحضارة الفرنسية، وكانت آخر وظيفة لها هي مضيفة في أحد المطاعم.

وذكرت الصحيفة أن المراسلات الإلكترونية أظهرت مدى تأثير وسائل الاتصال الحديثة في الملاحقات الجنائية، كما كشفت عن مخاطر محتملة على الأمن القومي الأميركي، وذلك وفقا لمقابلات مع دبلوماسيين وأكاديميين ومسؤولين أميركيين سابقين وحاليين في مراكز أبحاث ومؤسسات رأي في واشنطن متخصصة في سياسات الشرق الأوسط.

وقالت جودي فيتوري، ضابطة مخابرات متقاعدة من القوات الجوية الأمريكية عملت في فرقة عمل مكافحة الفساد التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان وتدرس في كلية إدموند أ. والش للخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون، للصحيفة: “أعتقد أن هذا خرق كبير للأمن القومي، وقد تم التقليل من شأنه”. وذكرت الصحيفة أن مخطط الرشوة المزعوم بدأ في أوائل عام 2018، وفقًا للمدعين العامين، لكن الرسائل النصية تظهر أن الاتصال المباشر مع زوجة السيناتور، نادين مينينديز، من قبل ضباط المخابرات المصرية تكثف في عام 2020.

قبل أيام من زفافها على السيناتور، تلقت نادين رسالة نصية من الجنرال المصري أحمد حلمي، قال فيها إنه يريد تناول العشاء مع الزوجين. وسافر الجنرال حلمي، وهو ضابط استخبارات مصري كبير في واشنطن، إلى نيوجيرسي في الأسبوع التالي، ومعه مرافقة كانت حريصة على مقابلة الزوجين.

وأعطت السيدة مي عبد المجيد لنادين وشاحًا كهدية، وسرعان ما بدأتا في بناء علاقة شخصية، حيث أثنت عليها على “شخصيتها الساحرة” وطلبت النصيحة بشأن الحياة في واشنطن العاصمة، في رسالة نصية.

وكتبت نادين إلى زوجها، بعد أسابيع من زواجهما في أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن “المرأة التي أعطتني الوشاح تريد اسمًا لصالون تصفيف الشعر لأنها تبدو غير سعيدة للغاية بجميع الصالونات”، وفقًا لأدلة المحاكمة.

وأفادت الصحيفة أن المجموعة التقت مرة أخرى على العشاء بعد أقل من ثلاثة أشهر.

أعرب موظفو مينينديز عن انزعاجهم عندما علموا باجتماعات لم تظهر في الجدول الرسمي للسيناتور. كتب رئيس لجنة العلاقات الخارجية داميان مورفي إلى زميلته سارة أركين في سبتمبر 2021: “كل هذه الأشياء المتعلقة بمصر غريبة للغاية”.

وقالت أركين، التي عملت مع مينينديز لسنوات، في شهادتها: “لم أكن أعرف على وجه التحديد من كان يحدث، وما هي المعلومات التي كانت لديه أو لم تكن لديه، ومن قد يرغب في مقابلته، أو من أين أتت المعلومات”.

وفي المرافعات الختامية هذا الأسبوع، وصف المدعي العام للمحلفين الطرق المختلفة التي تعتقد الحكومة أن مينينديز عمل بها لصالح مصر، وهي شريك استراتيجي مهم في الشرق الأوسط يتعرض لانتقادات منتظمة بسبب سجله السيئ في مجال حقوق الإنسان، حسبما ذكرت الصحيفة.

ويقول ممثلو الادعاء إن السيناتور أطلعهم على تفاصيل حساسة عن موظفي السفارة الأميركية في القاهرة. كما صاغ سراً رسالة إلى المسؤولين المصريين الذين كانوا يضغطون على زملائه في مجلس الشيوخ للحصول على ملايين الدولارات من المساعدات العسكرية. وطلب من نادين أن ينقل رسالة مفادها أنه على وشك “التوقيع” على صفقة ذخيرة دبابات بقيمة 99 مليون دولار لمصر.

وفي المقابل، يقول الادعاء إن رشاوى من الذهب والنقد وصلت إلى منزل الزوجين المتواضع في إنجلوود كليفس، نيو جيرسي.

ورفض السيناتور، الذي أكد بشدة على براءته، التعليق على ما إذا كان يعتقد أن المصريين استهدفوا زوجته عمداً لتنفيذ مطالبهم في واشنطن. ولم يدل محاموه بأي تعليق. لكنهم قالوا إن تهمة العميل الأجنبي “تتحدى المنطق السليم”.

“لو كان لدى الحكومة الأميركية أدلة فعلية على أن قوة أجنبية تسللت إلى مجلس الشيوخ الأميركي، لكانت قد فعلت شيئاً حيال ذلك قبل وقت طويل من توجيه الاتهامات في هذه القضية”، هذا ما كتبوه في مذكرة قبل بدء المحاكمة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات