بقلم: أحمد جمعة عسكر
06:57 مساءً
12/11/2025
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، جلسة حوار استراتيجي بعنوان “الاستثمار في الرعاية الصحية: حجر الزاوية في التنمية البشرية المستدامة”.
جاء ذلك خلال فعاليات النسخة الثالثة للمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC’25)، الذي ينعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وتحت شعار “تمكين الأفراد، تعزيز التقدم، توفير الفرص”.
وضمت قاعة الاستقبال نخبة من أبرز المسؤولين المحليين والدوليين، منهم: المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، ووزيرا الصحة في جمهورية الهند ومملكة البحرين، بالإضافة إلى ممثلين عن عدد من المنظمات الدولية الرائدة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، والبنك الدولي، بالإضافة إلى قيادات بارزة من قطاع الرعاية الصحية الخاص وقطاع الأعمال في مصر.
وتمحورت المناقشات حول عدة محاور أساسية، بهدف تسليط الضوء على الدور المحوري للاستثمار في القطاع الصحي كمدخل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة. وشملت هذه المواضيع:
· تحليل التداخل الوثيق بين تحسين النظام الصحي وتحقيق النمو الاقتصادي وتنمية رأس المال البشري.
· مناقشة سبل توجيه الاستثمارات نحو دعم أنظمة الحماية الاجتماعية، مع التركيز على المجالات الحيوية مثل الرعاية الصحية الأولية، وتطوير البنية التحتية للمستشفيات، وتعزيز الحلول الصحية الرقمية.
· مراجعة الآليات والسياسات الكفيلة بتحفيز وتعظيم مشاركة القطاع الخاص في دعم النظام الصحي الوطني.
· إبراز رؤية مصر الاستثمارية الشاملة في القطاع الصحي، والإصلاحات الهيكلية والتشريعية الجارية والتي تهدف إلى خلق بيئة داعمة وجاذبة للاستثمار.
وأكد الدكتور خالد عبد الغفار خلال كلمته أن الدولة تتبنى رؤية استراتيجية طموحة لتعزيز الاستثمار في القطاع الصحي، بالتوازي مع تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل. وأوضح أن نماذج الشراكة مع القطاع الخاص تعد أساساً لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين دون فرض أعباء مالية إضافية عليهم.
وأشار معاليه إلى أن هذا النهج لا يتعارض مع الدور الأساسي للحكومة في تقديم الخدمات الطبية، بل يهدف إلى إثرائها ورفع كفاءتها، مع ضمان الحفاظ على حقوق العاملين في القطاع. وكشف أيضًا عن استمرار الحكومة في العمل على الإطار التشريعي المحفز للاستثمار، وأبرزها مشروع قانون تنظيم عمل المنشآت الخاصة وقانون الالتزام بالمرافق العامة، ليكون داعمًا لرؤية مصر 2030.
بدوره أشار المهندس حسن الخطيب إلى أن وزارة الاستثمار تعمل ضمن استراتيجية متكاملة تعتمد على التحول الرقمي والإصلاحات الهيكلية لتحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية. وأضاف أن السياسات الاقتصادية الحالية، التي تعتمد سعر صرف مرن، تهدف إلى ضمان القدرة التنافسية للمستثمرين على المدى الطويل.
وشددت الوزيرة على المكانة الخاصة التي يحظى بها قطاع الرعاية الصحية ضمن هذه الاستراتيجية، معتبرة أن الكفاءات الطبية المصرية المتميزة والبنية التحتية المتطورة تمثل ركيزة أساسية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي رائد للسياحة العلاجية والابتكار في المجال الصحي.
وجسدت الجلسة التزام مصر الثابت بتحقيق أهداف التنمية البشرية المستدامة، مؤكدة أن الاستثمار في صحة الإنسان هو استثمار في مستقبل الوطن. كما أعطى صورة واضحة عن الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، سعياً لبناء نظام صحي متكامل وعالي الجودة ومستدام.