الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةتجارة وأعمالخمسة أسباب وراء استمرار الذهب في الارتفاع نحو مستوى 4800 دولار للأوقية

خمسة أسباب وراء استمرار الذهب في الارتفاع نحو مستوى 4800 دولار للأوقية

وشهد عام 2024 ارتفاعا قويا، حيث بلغت نسبة الزيادة في الأشهر التسعة الأولى من العام 28.1% بالدولار الأمريكي، و27.2% باليورو، و28.3% بالفرنك السويسري. وعلى المستوى السنوي حتى نهاية سبتمبر، بلغت الزيادة 42.3% بالقيمة الدولارية، مما يعكس الأداء القوي للمعدن الثمين في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

هذه الأرقام المثيرة تجعل المستثمرين يتساءلون عما إذا كان الذهب قد وصل إلى ذروته أو إذا كان هناك تصحيح كبير قادم. وفيما يلي نرصد 5 أسباب وراء الارتفاع المستمر في أسعار الذهب.

1- هل وصلت إلى ذروتها؟

وعلى الرغم من هذه الارتفاعات الكبيرة، إلا أن الذهب لم يصل بعد إلى ذروته الحقيقية. ورغم أن سعر الذهب يجري تداوله عند أكثر من 2675 دولارا للأوقية، إلا أن السعر المعدل حسب التضخم لا يزال أقل من أعلى مستوياته في عام 1980. إن المخاوف من حدوث تصحيح كبير في الأسعار غير مبررة، ويظل الذهب استثماراً قوياً.

وفي الوقت نفسه، تغيرت الطريقة التي يتم بها حساب التضخم بشكل كبير منذ السبعينيات، مما يجعل المقارنات بين الأسعار الحالية والأسعار السابقة معقدة. ولو تم استخدام طريقة الحساب القديمة، لكان التضخم وسعر الذهب المعدل حسب التضخم أعلى بكثير مما نراه اليوم. أجرى مكتب إحصاءات العمل الأمريكي عدة تعديلات رئيسية على طريقة حساب التضخم منذ عام 1980، مما يؤثر بشكل مباشر على التقديرات المتعلقة بالذهب.

2- دور البنوك المركزية في دعم أسعار الذهب

تواصل البنوك المركزية تعزيز احتياطياتها من الذهب كجزء من استراتيجياتها الاقتصادية. على سبيل المثال، زادت الهند احتياطياتها من الذهب بمقدار 18.7 طن في الربع الثاني من عام 2024، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالذهب كأصل استراتيجي. وعلى نحو مماثل، اتبعت العديد من البنوك المركزية الأخرى نفس النهج، الأمر الذي أدى إلى تعزيز مكانة الذهب في الأسواق العالمية.

ومن اللافت للنظر أن احتياطيات الذهب لدى البنك المركزي البولندي تجاوزت الآن احتياطيات المملكة المتحدة من الذهب، وهو ما يعكس تحولاً في ميزان القوى الاقتصادية في أوروبا من الغرب إلى الشرق. وأوضح رئيس البنك المركزي البولندي، آدم جلابينسكي، أن هدفهم هو أن يشكل الذهب 20% من احتياطيات العملة، وهو ما سيعزز مكانة البلاد الاقتصادية ويعزز استقرارها المالي.

3- تأثير انخفاض أسعار الفائدة على الذهب

أحد العوامل الرئيسية التي تدعم الارتفاع المستمر في أسعار الذهب هو تخفيض أسعار الفائدة. في سبتمبر/أيلول 2024، خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة لأول مرة منذ يوليو/تموز 2019 بمقدار 0.50 نقطة مئوية، وهي خطوة لم تحدث منذ يناير/كانون الثاني 2001 وسبتمبر/أيلول 2007. تقليديا، تعمل تخفيضات أسعار الفائدة على تعزيز أسعار الذهب، حيث ينجذب المستثمرون نحو الأصول الآمنة مثل مثل الذهب عندما تصبح العائدات أعلى. على السندات والأوراق المالية الأخرى الأقل جاذبية.

على مدى العقود الأخيرة، شهدت كل دورة من تخفيضات أسعار الفائدة زيادات كبيرة في أسعار الذهب. على سبيل المثال، بعد أزمة الدوت كوم في بداية الألفية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 60%، وخلال الأزمة المالية العالمية 2007-2008، قفزت الأسعار بنسبة 140%.

4- ضعف الطلب بين المستثمرين ودوره في استدامة ارتفاع الذهب

وعلى الرغم من الأداء القوي للذهب، فإن الطلب عليه من قبل المستثمرين من القطاع الخاص والمحترفين في أمريكا الشمالية وأوروبا لا يزال ضعيفا. أظهرت دراسة أجراها بنك أوف أمريكا (NYSE:) عام 2023 أن 71% من المستشارين الماليين استثمروا أقل من 1% من محافظهم الاستثمارية في الذهب، بينما استثمر 27% فقط ما بين 1% و5%. ويعكس ذلك ضعف الاهتمام العام بالذهب مقارنة بالمستويات المتوقعة.

ومع ذلك، هناك مجال كبير لتحسين الطلب على الذهب في هذا القطاع. ولم تشهد أسواق صناديق الاستثمار المتداولة ارتفاعا كبيرا في الطلب، على الرغم من الأداء القوي للذهب، مما يعزز الفرص المستقبلية لنمو الطلب في هذا المجال.

5- البيئة الجيوسياسية المتوترة تدفع الذهب نحو مزيد من الارتفاع

وبالإضافة إلى العوامل الاقتصادية، يلعب الوضع الجيوسياسي الحالي دوراً حاسماً في دعم أسعار الذهب. الحرب في أوكرانيا والتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط تجعل الذهب أكثر جاذبية كملاذ آمن. ومع استمرار هذه الصراعات، يزداد الاعتماد على الذهب كأصل احتياطي في العديد من البلدان.

وتؤكد هذه التطورات أهمية الذهب في استقرار الاقتصاد العالمي. وبما أن الذهب تجاوز نفسه كأصل احتياطي في البنوك المركزية، فإنه يحتل الآن المرتبة الثانية بعد العملة الأمريكية. ومع ذلك، فإن نسبة الدولار في الاحتياطيات العالمية آخذة في الانخفاض تدريجيا، مما يعزز مكانة الذهب كأصل استراتيجي.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

ومع وصول أسعار الذهب إلى أكثر من 2700 دولار للأونصة خلال الساعات القليلة الماضية، فمن المتوقع أن يؤدي تدهور الظروف الاقتصادية والجيوسياسية إلى تعزيز مكاسب الذهب. وعليه، من المتوقع أن يصل سعر الذهب إلى حوالي 4800 دولار بنهاية عام 2030، وهو تقدير متحفظ في ظل التطورات الحالية المذكورة أعلاه.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات