الجمعة, مايو 9, 2025
الرئيسيةأخبار مصرخطبة الجمعة 17 نوفمبر 2023م: التمسك بالأمل والعمل الجاد وقت الأزمات للشيخ...

خطبة الجمعة 17 نوفمبر 2023م: التمسك بالأمل والعمل الجاد وقت الأزمات للشيخ خالد القط – صوت الدعاة

خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023م بعنوان: التمسك بالأمل والعمل الجاد في أوقات الأزمات بقلم الشيخ خالد القط بتاريخ 3 جمادى الأولى 1445هـ، الموافق 17 نوفمبر 2023م..

لقراءة خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023م بعنوان: التمسك بالأمل والعمل الجاد وقت الأزمات للشيخ خالد القط كما يلي:

التمسك بالأمل والعمل الجاد في أوقات الأزمات

“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””

الحمد لله رب العالمين، ولي الأبرار، ونصير المظلومين، وملجأ وملجأ المكروبين، وأمل ورجاء الثكالى.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير. وقال في كتابه العزيز على لسان نبي الله يعقوب: ((ولا تيأس من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)) سورة يوسف (87).

وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله، وأطهر خلقه، وصديقه. اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، بقدر عظيم قدره وقيمته.

أما بعد

أيها المسلمون، إذا لم يكن للإنسان منا آمال وأحلام يطمح ويطمح إلى تحقيقها خلال حياته، مثل الدوافع التي تدفعه إلى اتخاذ الخطوات، فليجتهد ويجتهد في الحياة، ولو لم يكن الأمر كذلك، فالناس فيصاب بالركود وتتعطل مصالح البلاد والعباد. فبدون الأمل تمرض النفوس وتشقى النفوس، فالأمل للروح كالماء للجسد. وكما يهلك الجسد إذا مُنع الماء، كذلك الروح تتألم وتهلك إذا فقد الأمل والتفاؤل. وما أجمل قول المتحدث بهذا المعنى:

أملأ النفس بالآمال وأراقبها* * *كم تضيق الحياة لولا مساحة الأمل

متابعة/ خطبة الجمعة 17 نوفمبر 2023م: التمسك بالأمل والعمل الجاد وقت الأزمات للشيخ خالد القط

أيها المسلمون، إن الله (سبحانه وتعالى) أمرنا أن نجتهد ونجتهد في سبيل نيل عفوه ورضاه في الآخرة، وأمرنا في الوقت نفسه ألا نتهاون ولا نقصر في حقنا. حياتنا في الدنيا، وأن أحكم الناس من وازن بين العمل لآخرتنا والعمل في حياتنا. وهذا العالم مصدق لقوله تعالى: (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك واعمل ولا تسعوا في الدنيا الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) سورة القصص (77).

وهكذا أيها المسلمون، فإن التشبث بالأمل، خاصة في أوقات الشدائد والمصائب، لا يمكن أن يأتي إلا من قلب مملوء بالإيمان بالله عز وجل. وهو القلب رغم ما يعانيه من ضيق وضيق وألم. أملها ورجاؤها وإيمانها بالله لا يخيب. ويعلم يقينًا أن الشمس ستشرق لا محالة، مهما طال ظلام الليل. إنه القلب الذي يؤمن بأن الله على كل شيء قدير. نعم، هو ذلك القلب الذي يوقن ويؤمن بقوله تعالى: “وَمَا يَسْتَطِيعُ اللَّهُ أَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ”. “إنه هو العليم القدير” (سورة فاطر – 44). تمسّك بالأمل، يصبح لدى الإنسان إيمان قوي ومعرفة بالله. ويعلم أن الله تعالى هو المسيطر على الكون وما فيه. الكون كله تحت سيطرته، وهو يتصرف فيه كيف يشاء. سبحانه وتعالى. يخرج من الحجارة الأنهار ويوقد من الشجر الأخضر نارا. فسبحانه كما قال عن نفسه ((إنما هو أمره)) إذا أراد شيئا قال له كن فيكون (82) سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)) سورة ياسين.

أيها المسلمون، ومن هذا المنطلق فقد أعلنها القرآن الكريم بوضوح في أكثر من موضع وبين فيها أن اليأس والقنوط يتعارضان تماما مع الإيمان الحقيقي بالله عز وجل. قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: ((ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)) سورة يوسف (87). وقال أيضاً على لسان خليل الرحمن إبراهيم: “قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون” سورة الحجر (56).

وهكذا يكون المؤمن متسلحاً دائماً بالأمل والتفاؤل والصبر والعمل والأخذ بالأسباب، مصداقاً لقول الشاعر:

من حق الصابر أن ينال ما يحتاجه * * * ومن أدمن طرق الأبواب فإنه يلجأ.

أيها المسلمون من تأمل وتمعن في سيرة وحياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يرى كم كان النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشخصية القيادية التربوية العظيمة، كم كان وبث روح الأمل في نفوس رفاقه ودعاهم إلى التسلح بالصبر والعمل رغم قسوة ومرارة ما تعرضوا له. وروى الإمام البخاري في صحيحه عن خباب بن الأرت قال: «شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستتر بردائه في الظل» الكعبة. قلنا: ألا تطلب منا أن ننصرك؟ ألا تصلي من أجلنا؟ قال: كان قبلك. خذ الرجل واحفره في الأرض. فيقطع فيه، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه، فيقطع نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد، إلا لحمه وعظمه. وما الذي سيصرفه عن دينه؟ وبإذن الله سيتم التنفيذ. وهذا الأمر أن يسافر الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم مستعجلون. )).

وفي غزوة بدر، وبعد أن نصح النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، واستمع إلى رأيهم ونصائحهم، بث فيهم روح الأمل والوعد بالنصر، كما ذكر ابن كثير في الجامع. – البداية والنهاية وغيرهما. قال: «سيروا على بركة الله، وأبشروا، فقد وعدني الله إحدى الطائفتين». والله كأني أنظر الآن إلى مصارع القوم غدا».

أثناء الهجرة النبوية الشريفة، كاد اليأس يتسلل إلى الصديق أبي بكر، لولا أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم غرس فيه روح الأمل والتفاؤل. وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: ((قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في -الغار: لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال: ما رأيك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟!).

متابعة/ خطبة الجمعة 17 نوفمبر 2023م: التمسك بالأمل والعمل الجاد وقت الأزمات للشيخ خالد القط

أيها المسلمون، إن التشبث بالأمل، خاصة في أوقات الشدائد والأزمات، يجعل المسلم يبذل قصارى جهده، ويجتهد، ويخلص، ويتفرغ لأداء عمله، وإن كانت كل الظروف المحيطة به ربما تضعف عزيمته وتثبط عزيمته. من جده واجتهاده، لكنه دائما يضع نصب عينيه قوله تعالى ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)) سورة الكهف (30) ويعلم أن التسلح بالصبر والعمل والأمل هو المخرج الوحيد وطريق الخلاص حتى تمر الأزمات على خير، ولذلك روي بسند فيه مقال عن وعن أنس قال: ((إنما الرجاء رحمة من الله لأمتي، ولولا الرجاء ما أرضعت أم ولداً، ولا غرس زارع شجراً).

ويقول ابن حجر أيضًا: إن في الأمل سرًا لطيفًا. لأنه بدون الأمل لن يسعد أحد بالحياة، ولن يشعر بالارتياح عند القيام بأي عمل.

أيها المسلمون، عندما نتحدث عن الأمل، لا ينبغي لنا أن نهمل أو ننسى أبدًا نبي الله يعقوب. وهو مثال أقدّمه لكل من تعثرت عزيمته، وقل صبره، وتولدت يأسه ويأسه.

أين أنتم من المصائب والأزمات مقارنة بما حدث لنبي الله يعقوب؟ الذي رغم الانتظار الطويل لسنوات طويلة، ورغم محاولات إخوة يوسف اليائسة لأبيهم أن يزرعوا الإحباط واليأس في قلبه، إلا أن كل ذلك تحطم أمام قلب مملوء بالأمل والثقة بالله، مما جعل فيقول لهم كما قال القرآن الكريم على لسانه: “قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون”. (86) يا بني اذهبوا تحسسوا يوسف وأخيه ولا تتقنوا. ومن روح الله. إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. (87) سورة يوسف .

متابعة/ خطبة الجمعة 17 نوفمبر 2023م: التمسك بالأمل والعمل الجاد وقت الأزمات للشيخ خالد القط

الخطبة الثانية

أيها المسلمون، فإن التمسك بالأمل والاجتهاد والاجتهاد في العمل هو المخرج الوحيد من الأزمات، وعلى المسلم ألا يدع شعور اليأس والإحباط يتسلل إلى نفسه، ويكون واثقًا دائمًا بفرج الله عز وجل.

كما يجب علينا الحذر ممن يزرع اليأس والإحباط والقنوط في النفوس، ولنعلم أن من يفعل ذلك فهو يأثم على نفسه وعلى المجتمع والأمة عامة. ولهذا يقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم. قال الله عنه ((إذا قال الرجل: هلك الناس فقد أهلكهم)) وفي رواية أخرى بإسناد صحيح أيضا ((أهلكهم)).

فاستبشروا بالخير عباد الله، واعلموا أن القادم خير بإذنه تعالى لمصرنا الحبيبة ولأمتنا كلها، وأن النماء والازدهار سيعم الجميع بفضل الله وقوته وتوفيقه. قوة. واعلم أنك عندما تشعر أن كل المنافذ مغلقة، سيصلك لطف الله عبر المنفذ المستحيل.

فلا تيأس إذا سئمت الفرج * يأتيه الله في النفوس والبرد

وما شرب المعتصم كأس الصبر إلا فرج الله عنه

اللهم احفظ مصر من كل مكروه وسوء وارزقنا نعمة الأمن والأمان

بقلم : الشيخ خالد القط

بقلم : الشيخ خالد القط

_____________________________________

لمشاهدة قسم خطبة الجمعة القادمة

تابعونا على الفيسبوك

خطبة صوتية على اليوتيوب

لمشاهدة قسم خطبة الجمعة باللغات

لمشاهدة ومتابعة قسم خطب الأسبوع وخطبة الجمعة القادمة

للمزيد من الأخبار حول الأوقاف

لمزيد من المعلومات عن أسئلة امتحان وزارة الأوقاف

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات