الأحد, يوليو 7, 2024
الرئيسيةأخبار مصر"خصومات قناة السويس".. ماذا وراءها؟

“خصومات قناة السويس”.. ماذا وراءها؟

قررت هيئة قناة السويس تمديد عدد من القرارات الخاصة بتخفيض رسوم عبور السفن والناقلات، والتي تتراوح من 15 إلى 75%، حتى نهاية عام 2024.

يثير قرار الحكومة المصرية تخفيض رسوم عبور قناة السويس، تساؤلات حول دوافعه وأهدافه، خاصة في ظل حاجة مصر إلى عملة الدولار، وتراجع العملة المحلية، الجنيه، أمام الدولار، وارتفاع التضخم.

إنقاذ ما يمكن إنقاذه

وقال أستاذ النقل البحري واللوجستيات بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، محمود أكرم سالم، لموقع الحرة: “في الواقع هذا القرار هو الذي تحاول الحكومة من خلاله إنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما وانخفض حجم التجارة في قناة السويس بنسبة 50 بالمائة في الشهرين الأولين. ابتداءً من عام 2024 فقط، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين قدرت الزيادة عبر رأس الرجاء الصالح بمعدل 74 بالمائة.

وأضاف أن “أحجام الشحن عبر قناة السويس المصرية انخفضت بمقدار الثلثين في أبريل الماضي مقارنة بمستواها قبل عام”.

وأرجع أزمة قناة السويس إلى “التوترات الجيوسياسية التي شهدتها حركة الملاحة في البحر الأحمر مع استمرار الحرب على غزة منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن، وما أعقبها من هجمات الحوثيين على سفن البحر الأحمر”، موضحا أن ” وانخفضت إيرادات هيئة قناة السويس بنحو 575.1 مليون دولار في أبريل الماضي مقارنة بنفس الشهر من عام 2023.

وأشار خبير النقل البحري إلى أن “الوضع في قناة السويس من المرجح أن يستمر على الأقل حتى نهاية عام 2024″، مضيفا “لا أعرف إلى أي مدى سيستمر خلال عام 2025”.

ويتضمن قرار الحكومة المصرية تخفيضات في رسوم اليخوت التي تقل حمولتها عن 300 طن، والسفن الناقلة للسيارات، والحاويات، وناقلات الكيماويات والسوائل الأخرى، وناقلات المشتقات البترولية، وناقلات الزيت الخام، وناقلات غاز البترول المسال، وناقلات الغاز المسال. الغاز الطبيعي (LNG)، وسفن البضائع السائبة. جاف.

وانتقد سالم طريقة إدارة قناة السويس والملاحة والنقل البحري في مصر، موضحا أنه “من الطبيعي أن تواجه قناة السويس مثل هذه الهزات بسبب الأحداث العالمية، لكن الأزمة تكمن في فشل الحكومة المصرية في البحث عن الحلول والوسائل”. التي تولد التدخل بالدولار وموازنة أي عجز ناتج عنه. القناة”.

وقال: إن دولة مثل مصر تمر عبر قناتها نحو ثلث حاويات العالم، وهي لا تمتلك حتى الآن نسبة واحدة في المائة من الحاويات التي تحمل علم بنما، والتي تقدر بنحو 8 آلاف سفينة حاويات، ورغم أن عددها ويبلغ دخل القناة القصيرة من رسوم العبور 5 مليارات دولار سنويا، وهي لا تشكل أكثر من 3 بالمئة من الدخل القومي، ويأتي معظم دخلها القومي من التفريغ والشحن بأسطولها الذي يبلغ حاليا ضعف الأسطول التجاري الأمريكي.

وأضاف: “لقد أثبت عام 2024 أنه عام ممتاز آخر لصناعة الشحن”، مضيفًا أن صناعة الحاويات استفادت بالفعل من جائحة كوفيد-19، وتستفيد الآن من الإغلاق الفعلي لشحن الحاويات عبر قناة السويس.

وتطرق الخبير في كلمته إلى “عدم جدوى مشروع فرع قناة السويس الذي تنفذه الحكومة المصرية”، قائلا إن “أغسطس المقبل سيكون الذكرى التاسعة لافتتاح مشروع فرع قناة السويس، المعروف باسم (السويس الجديدة)”. مشروع القناة الذي تجاوزت تكلفته 8 مليارات دولار”. وقال رئيس هيئة القناة آنذاك مهاب مميش، إن الإيرادات المتوقع تحقيقها بعد الانتهاء من المشروع تبلغ 100 مليار دولار، لكن ما تحقق بحسب الإحصائيات الرسمية كان 9.4 مليار دولار، أي أقل من 10% من إجمالي الإيرادات. الهدف.

وأضاف: «الحكومة جمعت من المصريين نحو 64 مليار جنيه لحفر الفرع (نحو 10 مليارات دولار وقتها)، ولم يكن المبلغ كافيا، فاقترضت نحو 850 مليون دولار من البنوك المحلية، في حين أن العام للدولة الموازنة تحملت نحو 7.6 مليار جنيه سنويا، وهو مبلغ خدمة دين لـ 64 مليارا». “لقد تم جمعها.”

وتابع: “كان من المتوقع أيضًا أن تزيد سعة القناة إلى 97 سفينة عام 2023 بدلًا من 49 سفينة عام 2014، لكن بعد 9 سنوات وصلت الطاقة الاستيعابية للقناة بعد ضم فرعها الجديد إلى نحو 68 سفينة في عام 2014″. 2022، وهو أقل من المستهدف بحوالي 50″. %”.

وأوضح خبير النقل البحري أن “دراسة الأوضاع الاقتصادية العالمية آنذاك أكدت ضرورة تأجيل المشروع، على اعتبار أن الاقتصاد العالمي كان يشهد تباطؤا واضحا، إضافة إلى العديد من المؤشرات التي أكدت سعي الدول الكبرى لإيجاد بدائل”. لقناة السويس بأكملها، بما في ذلك إنشاء قطار يربط بين الصين وأوروبا”.

وأشار إلى أنه “لم يكن من المتوقع تحقيق أي إيرادات من الفرع بحسب دراسات الجدوى، فالقناة لم تصل بعد إلى مرحلة الذروة المرورية، لذا يمكن تبرير حفر الفرع الإضافي بتخفيف الازدحام، وتسهيل حركة المرور، وتحقيق إيرادات أكبر”.

وقال إن ما يؤكد صحة كلامه هو تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي حاول خلالها “تبرير عدم تحقيق ما وعدت به السلطة بشأن القناة الجديدة، قائلا إن الهدف الأساسي للمشروع كان من أجل رفع معنويات المصريين”.

قرار استباقي وليس تنازلاً أو تنازلاً

من جانبه، لا يرى الخبير الاقتصادي عمر عبد الكريم، في حواره مع موقع الحرة، أن الحكومة المصرية مسؤولة عما تواجهه قناة السويس حاليا، قائلا إنها “تعاني منذ اندلاع الجائحة”. الحرب الروسية في أوكرانيا، في فبراير 2022، ومن ثم الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس تصاعدت. أزمة أبرز قناة ملاحية في الشرق الأوسط.

وأضاف: “تمثل قناة السويس مصدرا رئيسيا للعملة الأجنبية التي تعاني مصر من نقص فيها، وتسعى السلطات منذ سنوات إلى تعزيز إيراداتها من خلال توسعة القناة في عام 2015، حيث حققت القناة إيرادات مالية بلغت 9.4 دولار”. مليار دولار في العام المالي 2022-2023 وهو أعلى إيرادات سنوية.” وسجلت زيادة بنسبة 35 بالمئة عن العام السابق، بحسب ما أعلنته الهيئة في يونيو 2023.

وشدد عبد الكريم على أن “قرار الحكومة بتخفيض الرسوم ليس تخفيضا أو امتيازا، خاصة أن مصر رفعت الرسوم منذ سنوات، بل هو قرار استباقي لتشجيع السفن على المرور عبر القناة، وهو ما يواكب التطورات العالمية”. بدءاً من الركود العالمي، خاصة في المناطق التي تتعامل بشكل مباشر مع… أوكرانيا وروسيا، وانتهاءً بما يحدث في غزة”.

وتطرق الخبير الاقتصادي في كلمته إلى الظروف العالمية التي تحدد رسوم القناة، قائلا: “إن الغزو الروسي لأوكرانيا ومن ثم حرب إسرائيل على غزة تسبب في ارتفاع أسعار الشحن البحري (البضائع)، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الشحن”. تكلفة التأمين على البضائع المنقولة مما أثر سلباً على ارتفاع أسعار الشحنات المنقولة. وأوضح أن “قناة السويس تتأثر حتما بأي تراجع في حركة التجارة العالمية”.

وأضاف أن “الاضطرابات في قطاع شحن الحاويات بدأت في ديسمبر الماضي، عندما قامت شركات ميرسك وهاباج لويد وخطوط ملاحية أخرى بتحويل مسار سفنها بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس، لتجنب هجمات جماعة الحوثي اليمنية”. بالطائرات بدون طيار والصواريخ”.

وتابع: «شهد قطاع النقل البحري بعض الفوضى في التجارة العالمية، بسبب ارتفاع أسعار الشحن البحري، وازدحام السفن في الموانئ، ونقص الحاويات الفارغة».

وأشاد بطريقة إدارة قناة السويس ومواكبتها للظروف العالمية، قائلا: إن زيادة رسوم القناة التي تم تنفيذها مطلع فبراير 2022 جاءت بعد دراسة حركة التجارة العالمية وتوقعات النمو. أما الزيادة الثانية التي صدرت بداية مارس 2022 فكانت استغلالاً لارتفاع أسعار النفط والوقود وهو ما يعتبر ميزة. قناة السويس تخدم مصالحها، لأنها ستدفع الشركات والدول لعبور قناة السويس لتوفير تكاليف النقل واختصار المسار العالمي، بالإضافة إلى زيادة أسعار الشحن البحري والتأمين على البضائع أيضًا.

وأضاف أن “هذه الزيادات في رسوم عبور القناة تعتبر مؤقتة وترتبط بظرف عالمي محدد، ولكن بمجرد انتهاء هذا الظرف فمن الطبيعي أن يتم سحبها”.

وتابع: “الحرب الإسرائيلية ومن قبلها الحرب الروسية تسببت في تراجع التجارة العالمية، إضافة إلى وصول مستويات التضخم إلى معدلات قياسية في معظم دول العالم، وهو ما أدى إلى تراجع حجم الناتج العالمي”. جزء من هذا النظام وسوف يتأثر بذلك.”

وقال إن الحكومة المصرية ليس أمامها بديل سوى تمديد فترة تخفيض رسوم القناة “نظرا لزيادة تكلفة التأمين البحري على البضائع، وهو ما يدفع شركات التأمين إلى وضع قواعد أكثر صرامة، فضلا عن البحث عن أكثر أمانا وأقل تكلفة”. أساليب باهظة الثمن”، مضيفا أن “إيرادات قناة السويس ستنخفض تماما”. لكى تتأكد”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات