مصدر الصورة، وكالة فرانس برس
وتعرضت القوات الأمريكية لأكثر من 165 هجوما منذ اندلاع حرب غزة الأخيرة
علقت صحف عالمية، على الضربات الأمريكية التي استهدفت سبعة مواقع تابعة للميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق، الجمعة، بحسب بيان لوزارة الدفاع الأمريكية.
ووصفت صحيفة وول ستريت جورنال، في افتتاحية بعنوان “هل سيتمكن بايدن أخيرا من ردع إيران”، هذه الضربات بأنها “واحدة من أكثر الهجمات العسكرية التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة ضد عدو في التاريخ”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين يعلنون منذ أيام عن هجمات مرتقبة ردا على هجوم استهدف قاعدة عسكرية أميركية في الأردن وأودى بحياة ثلاثة أميركيين.
كما رصدت الصحيفة إشارة من مسؤولين في إدارة الرئيس بايدن إلى أن هذه الهجمات ستكون في معظمها ضد الميليشيات وليس ضد إيران، مشيرة إلى أن هناك حتى تسريبات لوسائل الإعلام تشير إلى أن الولايات المتحدة تنتظر الصورة في الشرق الأوسط لتظهر. تصبح أكثر وضوحا.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن قادة الميليشيات لا يمكنهم الادعاء بأنهم لم يتلقوا تحذيرا، “وإذا كان بينهم من لا يبتعد عن المناطق المستهدفة، فهؤلاء بلا شك الإرهابيون الأكثر تصميما في العالم”.
ورصدت الصحيفة تلميح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الخميس، إلى “القدرة على فعل المزيد”، قائلا إن السؤال هنا هو: هل ستستخدم الولايات المتحدة ما يكفي من تلك القدرة لإرسال رسالة ردع مثمرة؟
واعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الهجمات الانتقامية الأمريكية كانت حتى الآن ضعيفة ولم تقم بعملها المنشود، معتبرة أن التحذيرات الأمريكية العديدة التي سبقت هذه الهجمات تبعث برسالة مفادها أن الولايات المتحدة لا تريد إلحاق ضرر جسيم بالميليشيات. وهذا بدوره قد يترجم ذلك إلى دليل على المخاوف. أمريكا من التصعيد
وقالت الصحيفة: “من المرجح ألا تنتهي الهجمات على الأمريكيين إلا إذا كان خوف العدو من التصعيد يفوق خوف الرئيس بايدن من الشيء نفسه”.
“لا نريد الحرب”
مصدر الصورة، رويترز
وفي صحيفة رأي اليوم اللندنية، نقرأ مقالاً للكاتب الفلسطيني كمال خلف، تحت عنوان “العدوان الأميركي لن يغير شيئاً”.
ورأى خلف أن خمسة أيام من التهديدات الأميركية المتكررة بشن هجمات في سوريا والعراق “كانت كافية لإخلاء المقرات العسكرية والاستعداد للهجوم المتوقع، وهو ما حدث بالفعل قبل الضربات الأميركية… إضافة إلى إبلاغ واشنطن العراقيين”. الحكومة قبل موعد الهجمات”.
وتساءل الكاتب عن جدوى هذه الهجمات لو علمت الإدارة الأمريكية أن “هذا العدوان لن يوقف الهجمات ضد قواتها في سوريا والعراق”.
وتابع خلف قائلا إنه إذا كانت الإدارة الأمريكية لم تكن تعلم بعدم جدوى الهجمات، فإنها “علمت أنه بعد ساعات فقط من العدوان، عندما تعرضت قاعدتها في التنف على المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي لهجوم بطائرة مسيرة قادمة من سوريا”. من العراق، كما تعرضت قاعدة عين الأسد لهجوم صاروخي، وكذلك حقل كونيكو في سوريا – في رسالة واضحة من المقاومة بأن الهجمات لم تؤثر، ونحن مستمرون”.
ورأى الكاتب أن هذه الإدارة الأمريكية “تخاطر بوجودها وجنودها ومصالحها وموقعها في الشرق الأوسط، وتشن هجمات عسكرية ضد اليمن والعراق وسوريا، وتضغط على لبنان وتهدده”، فيما ليس على تلك الإدارة إلا إجبار إسرائيل على ذلك. وطالب رئيس الوزراء نتنياهو بوقف الحرب في غزة لأن “هذا هو الشيء الوحيد الذي ينقذ واشنطن من كل هذا التصعيد وهذه المغامرات العسكرية ذات العواقب غير المحسوبة”.
وأكد خلف أن الهجمات “التي تشنها واشنطن عبر جغرافية المقاومة في منطقتنا لن تغير من واقع التغيرات والتحولات ذات الطابع الاستراتيجي في الشرق الأوسط”.
ورأى الكاتب أنه “إذا أرادت واشنطن إحداث ثورة في هذا المسار الثابت، فعليها وضع عشرات الآلاف من الجنود على الأرض في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وخوض حرب شاملة على جبهات متعددة. وهذا أمر لا يمكن تصوره، ومستحيل، وكارثي بالنسبة لمستقبل مركزية الولايات المتحدة في النظام الدولي. خاصة في ظل انتظار خصومها الدوليين الكبار أن ترتكب مثل هذا الخطأ التاريخي، وأعضاء إدارة بايدن يدركون ذلك جيدا، وهم يرددون لازمة «لا نريد الحرب».
“وضع سخيف”
مصدر الصورة، صور جيتي
أكرم الكعبي زعيم حركة النجباء
نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالاً بقلم جوناثان سباير بعنوان “من قتل الجنود الأمريكيين الثلاثة في قاعدة البرج 22؟”
ورأى سباير أن من نفذ الهجوم على قاعدة برج 22 «كان قادرًا، بضربة واحدة، على نقل الحملة التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسوريا من الهوامش إلى مركز الاهتمام في الصورة الحالية للشرق الأوسط»، وجعل كلا من الولايات المتحدة وأميركا. ويتوقع المؤيدون والمعارضون في المنطقة كيف سيكون الرد الأميركي.
وأشار سباير إلى “المقاومة الإسلامية في العراق”، لافتا إلى أنها الجهة التي تعلن مسؤوليتها منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن الهجمات على القواعد الأميركية في العراق وسوريا.
وقال الكاتب إن اسم “المقاومة الإسلامية في العراق” هو اسم جماعي يشير إلى عدد من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، وليس إلى مجموعة محددة.
ورأى سباير أن الميليشيات العراقية تستخدم هذا النوع من الأسماء وفق استراتيجية قديمة لتجنب ردود فعل أميركية انتقامية عنيفة ضد مجموعة محددة، بالإضافة إلى أن هذه الميليشيات هي أذرع عسكرية لأحزاب سياسية هي جزء من الحكومة العراقية، و فهم يريدون ضمان استمرار الوصول إلى النظام المالي الأمريكي، بحسب زعمه.
وأشار الكاتب إلى أن “المقاومة الإسلامية في العراق” هي مظلة لعدد من الميليشيات، منها: كتائب حزب الله وحركة النجباء، مرجحا أن تكون إحدى هاتين المجموعتين (خاصة كتائب حزب الله نظرا لتواجدها) (سجل مهاجمة الأهداف الأمريكية قبل وبعد 7 أكتوبر) هو من نفذ الهجوم على قاعدة برج 22.
وقال سباير إن هاتين المجموعتين تابعتان لفيلق القدس، وهي وحدة قوات خاصة تابعة للحرس الثوري الإيراني، لافتا إلى أن أيا من المجموعتين لا تحاول إخفاء هذا الانتماء.
في المقابل، تصر طهران على نفي أي صلة بينها وبين الميليشيات التي تهاجم القوات الأميركية في العراق وسوريا، وهو «موقف سخيف» من وجهة نظر الكاتب.