مصدر الصورة، عمر القطاع / وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيماجز
تواصلت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، اليوم السبت، فيما طلب الجيش الإسرائيلي من سكان أحياء إضافية شرق رفح الإخلاء، رغم التحذيرات الدولية من شن هجوم شامل على المدينة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن “نحو 300 ألف” شخص نزحوا من الأحياء الشرقية المزدحمة بالمدينة جنوب قطاع غزة، منذ دخوله هذه المنطقة في 6 مايو/أيار الماضي، بعد دعوات لإخلاء السكان.
وعلى الأرض، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس عن غارات ليلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة، خلفت أكثر من 30 قتيلا، بحسب مصادر طبية وشهود.
قال دانييل هاجاري، المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، إن القوات الإسرائيلية تنفذ عملية في جباليا شمال قطاع غزة، لمنع حركة حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية هناك.
وأضاف هاجري: “رصدنا خلال الأسابيع الماضية محاولات حماس إعادة تأهيل قدراتها العسكرية في مدينة جباليا. ونحن نعمل على القضاء على تلك المحاولات”.
وقال هاجاري أيضًا إن القوات الإسرائيلية كانت تعمل في مدينة غزة وقتلت نحو 30 مسلحًا فلسطينيًا في منطقة الزيتون بالمدينة.
في غضون ذلك، قال صحفيون في شمال قطاع غزة، عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، إن شمال القطاع يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف.
مصدر الصورة، جيتي
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، توسيع نطاق الإخلاء شرق رفح، والذي بدأه مطلع الأسبوع الجاري، داعيا سكان أحياء إضافية في المدينة إلى المغادرة “فورا”.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية شبه الرسمية عن مصادر لم تسمها أن مصر اتفقت مع إسرائيل على زيادة عدد أفراد الأمن المصريين في المنطقة الحدودية من أجل تأمينها، في إطار العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل شرقي القاهرة. مدينة رفح الفلسطينية المحاذية للحدود المصرية.
ولم توضح مصادر القناة الإخبارية الممولة من الحكومة المصرية طبيعة وحجم هذه التعزيزات أو نوع الآليات التي سترافق العناصر الأمنية.
على صعيد متصل، نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لرجل محتجز كرهينة في قطاع غزة، والذي ظهر حيا.
وكانت مدة المقطع 11 ثانية، وأرفقه بنص باللغتين العربية والعبرية جاء فيه: “الوقت ينفد. حكومتكم تكذب”.
مصدر الصورة، صور جيتي
“لم يعد هناك مكان للذهاب إليه. بعد رفح ليس هناك أحد سوى مصر”.
ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عبر موقع إكس (تويتر سابقا)، السكان والنازحين في جباليا شمال قطاع غزة، وإحدى عشرة منطقة أخرى في القطاع، إلى التوجه الفوري إلى غرب مدينة غزة.
وأسقطت قوات الاحتلال الإسرائيلي منشورات تدعو السكان والنازحين إلى إخلاء مناطق جديدة وسط مدينة رفح، بعيداً عن الجانب الشرقي للمدينة الحدودية.
كما دعا الجيش الفلسطينيين في عدة مناطق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة إلى الإخلاء والتوجه إلى منطقة المواصي التي يعتبرها الجيش منطقة إنسانية آمنة.
وقال الجيش في بيان إنه “حتى الآن نزح نحو 300 ألف شخص إلى المنطقة الإنسانية في المواصي”.
ومن المناطق التي تلقت تعليمات بالإخلاء صباح السبت في رفح، الشابورة والمنطقة الإدارية وحي الجنينة وخربة العدس، وهي أحياء مصنفة كمناطق قتال خطيرة.
وقال أحد سكان رفح لبي بي سي: “تلقيت رسالة على هاتفي المحمول تطلب مني الإخلاء الفوري من رفح، وتطالبني بإخلاء التجمع السكني، ولا نعرف إلى أين نذهب”.
وأضاف في برنامج “غزة اليوم” المذاع على إذاعة بي بي سي العربية: “نحن في الأصل نازحون من جباليا. ليس لدي المال للعودة إلى خان يونس. طلب منا بعض الجيران أن نأتي ونستأجر مكانًا بإيجار منخفض جدًا، لكني لا أملك المال حتى”. لتأجير السيارات.
بينما قال آخر لغزة اليوم: “لم يعد هناك مكان نذهب إليه. لم يعد هناك مكان بعد رفح إلا مصر، وهذا ما يسمى بالتهجير.. ولم يتمكن أحد حتى الآن من وقف هذه الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، خاصة”. مواطني قطاع غزة”.
وتابع قائلا: “أخذت معي حقيبة كتف صغيرة بالإضافة إلى المرتبة التي أنام عليها، هذه كل أغراضي”.
وأعربت إحدى النازحات لبي بي سي عن استيائها من الأوضاع في قطاع غزة، قائلة إنه لا يوجد مكان آمن في القطاع.
وأضافت: “لقد نزحنا للمرة الثالثة. لم يسبق لأحد أن جرب ما نعيشه منذ أشهر. نعيش في حالة من الخوف والرعب المستمر.. يجبرونا على العيش في أماكن مزدحمة حيث لا يوجد أحد”. لا مكان لنصب خيمة.”
تحذيرات من نفاد المواد الغذائية في غزة
من ناحية أخرى، قالت المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن الغذاء سينفد في جنوب غزة يوم السبت، بعد وقت قصير من إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين.
من جانبها، حذرت حركة حماس في بيان لها من استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح وإغلاقه لليوم الخامس على التوالي، “ما أدى إلى تعطيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية” إلى سكان قطاع غزة.
وقالت الحركة إن ذلك “ينذر بكارثة إنسانية وتفاقم حالة المجاعة في كافة أنحاء القطاع المحاصر”، متهمة الجيش الإسرائيلي بارتكاب “جريمة الإبادة الجماعية وحرب المجاعة والتطهير العرقي”، وحملته المسؤولية.
وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية الكبيرة التي تمارسها واشنطن على إسرائيل والتوتر الذي أبداه سكان غزة والمنظمات الإنسانية، قالت إسرائيل إنها ستمضي قدما في توغلها في رفح، حيث يعيش مليون نازح بحثا عن ملجأ خلال الحرب الدائرة هناك. يستمر لمدة سبعة أشهر.
مصدر الصورة، وكالة حماية البيئة
وتقول إسرائيل إنها لا تستطيع أن تكسب الحرب دون اقتلاع المئات من مقاتلي حماس، الذين تعتقد أنهم يتمركزون في رفح.
قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة إن استخدام إسرائيل للأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة قد يعتبر انتهاكا للقانون الإنساني الدولي خلال حرب غزة، وهو أهم انتقاد تواجهه إسرائيل منذ بداية الحرب.