في تقرير صحف اليوم، نقرأ مقالات من الصحف البريطانية والإسرائيلية والعربية حول موقف إسرائيل من ردود الفعل الغربية المناهضة للحرب، والتي تطالب بوقف إطلاق النار، وتنتقد مسار العمليات العسكرية في غزة.
البداية من صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، حيث نجد مقالاً لديفيد م. واينبرغ، زميل معهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية.
ويقول واينبرغ إن هناك رواية غربية، يصفها بأنها “ماكرة وشريرة”، تترسخ في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى ووسائل الإعلام الدولية، والتي ترى أن الإسرائيليين “صدموا للغاية بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر لدرجة أنهم لا يستطيعون التفكير بشكل صحيح”. بينما يصور المجتمع الإسرائيلي على أنه المستضعف”. فهو يفتقر إلى الثقة، وينجرف في غضبه ورغبته في الانتقام إلى درجة أنه لا يدرك أن إقامة الدولة الفلسطينية في مصلحته”، بحسب المقال.
وهذا الغضب هو أيضاً ما يوجه سلوك الجيش الإسرائيلي في ساحة المعركة، ويعطي الانطباع بأن المؤسسة العسكرية “مهتاجة” وتتصرف بشكل عشوائي وترتكب جرائم حرب على طول الطريق، بحسب الكاتب، الذي يسخر أيضاً من بعض كتابه. مقالات في الصحف الغربية، ويقول ساخراً إن الساسة الأميركيين والغربيين يتصرفون وكأنهم الأذكى مقارنة بالجماهير الإسرائيلية “المعذبة”، ويحاولون مساعدة إسرائيل حتى تتمكن من الخروج من صدمتها، من خلال مداعبة المشاعر والعطاء. وتعانق إسرائيل عناقاً كبيراً، وتقدم ضمانات بنزع سلاح الفلسطينيين، من أجل دفع إسرائيل إلى الأمام نحو حل الدولتين.
وبعد أن ينتهي الكاتب من وصف النظرة الغربية لإسرائيل من وجهة نظره، يبدأ بالرد عليها، التي يصفها بـ”المتغطرسة” والمتعالية، ويتساءل “ماذا لو لم تطغى الصدمة على الإسرائيليين؟ ماذا لو أصبحوا مليئين بالطاقة والحيوية؟ ماذا لو لم يكونوا ضعفاء فكريا.” كما أنهم ليسوا أطفالاً يجب تدليلهم وإقناعهم باتخاذ قرارات الكبار. ماذا لو فكر الإسرائيليون بشكل صحيح؟
ويطالب واينبرغ بأن يرى العالم أن إسرائيل تتصرف “بحكمة” وتدرك أنه لن يكون هناك سلام إلا بعد هزيمة “الأعداء المسلحين”. وأضاف: “الإسرائيليون يشعرون بالأذى والغضب بالفعل. ومع ذلك، فقد أدى ذلك إلى شحذ تفكيرهم، وليس تشويهه. ومن وجهة نظري، لدى الإسرائيليين فهم وثيق وقوي للتحديات والفرص الدبلوماسية التي يواجهونها”.
ويعتبر واينبرغ أن التلميح بأن الغضب الإسرائيلي هو الذي يحرك الحكومة والعمليات العسكرية هو بمثابة غطرسة ومحاولة متعجرفة لتصوير رئيس الوزراء وحكومته كأطفال خارجين عن السيطرة ويجب السيطرة عليهم. لكن العكس هو الصحيح، بحسب الكاتب. لقد تمكنت إسرائيل من “السيطرة على غضبها بقوة ولم تعد قادرة على السيطرة على غضبها”. تحمل مثل هذا الاحتقار العالمي.”
الأوبزرفر – الجارديان: الإسرائيليون لا يهتمون كثيراً بالغضب العالمي وازدراءهم لنتنياهو يتزايد
ونبقى في نفس الموضوع، ولكن من وجهة نظر مختلفة، حيث تتناول الكاتبة داليا شيندلين، الخبيرة الاستراتيجية السياسية وخبيرة الرأي العام، في مقالتها في صحيفة الأوبزرفر الأسبوعية التابعة لصحيفة الغارديان، تحليلاً للشعب الإسرائيلي. الرأي العام الذي لا يبالي بالانتقادات الغربية بشأن الحرب في غزة.
يصف المؤلف القلق الغربي وردود الفعل العالمية على الوفيات في غزة، ويقول إن إسرائيل تبدو أكثر عزلة من أي وقت مضى، سواء من خلال الاحتجاجات الحاشدة ضد إسرائيل في الجامعات الأمريكية وشوارع المملكة المتحدة، أو من خلال نداء جنوب أفريقيا محكمة العدل الدولية، التي اتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية، بالإضافة إلى موقف الولايات المتحدة -الصديق المقرب لإسرائيل- الذي “انتقل من الضغط عليها بهدوء إلى فرض عقوبات على المستوطنين العنيفين في الضفة الغربية”، إضافة إلى ذلك. لدعوات الأمير وليام لوقف القتال.
يقول شيندلين إن القليل من هذا الضغط يحرك الإسرائيليين فعليًا. وفي استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب في منتصف يناير/كانون الثاني، قال أكثر من نصف المشاركين الإسرائيليين إن بلادهم تستخدم القدر المناسب من القوة، لكن 43% قالوا إنها لا تستخدم القدر الكافي. من القوة.
هناك أسباب تجعل الإسرائيليين يبدون محصنين ضد “الازدراء” الدولي المتزايد، كما يقول الكاتب، وأول هذه الأسباب هو “تحطم” مشاعر الإسرائيليين يوم 7 أكتوبر، إضافة إلى شعورهم بالصدمة بسبب الحرب. وتعتقد أن العديد من الغربيين يلومون وسائل الإعلام. وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى عدم كفاية التغطية لمعاناة الناس في غزة، لكن هذه وجهة نظر خاطئة، بحسب الكاتب. النقطة الأساسية هي أن الإسرائيليين انغلقوا على الداخل، وأصبحت وسائل إعلامهم تركز بشدة على معاناتهم فقط، وتخصص ساعات من نشرات الأخبار كل يوم لقصص فردية عن جنود قتلوا. وفي الحرب، أو نازحون من الشمال والجنوب، أو شهود عيان وناجون، بحسب المصدر نفسه.
لكن في الوقت نفسه، يقول الكاتب إن هذا «لا يعني أن الإسرائيليين لا يهتمون بالمواقف العالمية. لقد هزتهم الاحتجاجات العالمية، وخاصة جلسات الاستماع التي عقدتها محكمة العدل الدولية، وشعروا بالغضب، ولم تكن النتيجة التي توصلوا إليها هي أن الحرب قد ذهبت أبعد من اللازم. بل يكمن في أن شكوكهم بأن العالم ضدهم دائما «قد تأكدت، وهذا من شأنه أن يضخم إحساسهم بالتهديد الوجودي، وهو الخوف الدائم الكامن قبل 7 أكتوبر»، بحسب الكاتب.
الأيام: غزة تحت رحمة قطيع من الذئاب
نظرة مختلفة في صحيفة الأيام الفلسطينية للضغوط الخارجية والدولية على إسرائيل، من خلال مقال للكاتب هاني عوكل، الذي يرى أن القوى الدولية لم تتمكن حتى الآن من إيجاد خارطة طريق للتعامل “مع الحرب الإسرائيلية على إسرائيل”. قطاع غزة ووقفه، ووقف سياسة التجويع والقهر التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين. في القطاع.”
ويرى الكاتب أن مواقف الدول الكبرى لم تكن كافية لوقف الحرب، على اعتبار أن هذه الدول تفكر في مصالحها وإمكانية خسارة علاقاتها مع إسرائيل وواشنطن في المستقبل، باستثناء الدول العربية والأجنبية. التي تدعو إلى وقف الحرب لكن ليس لها تأثير على الساحة الدولية، بحسب الكاتب.
ويضيف أن وقوف الولايات المتحدة الطويل مع إسرائيل، واعتبارها الشريك الاستراتيجي الأهم في العالم، وتقديمها أشكال الحماية والرعاية، يبقي لإسرائيل قوة إقليمية في المنطقة العربية.
وبالتزامن مع التصريحات الإسرائيلية حول نيتها القيام بعمليات عسكرية في رفح، يرى الكاتب أن المواقف العالمية ليست بالقوة المطلوبة، ويقول “لا أحد في العالم يرسل رسائل قوية وشديدة اللهجة تمنع الاحتلال من القيام بذلك”. وما يصدر عن الدول ليس أكثر من مخاوف من كوارث إنسانية”. لأن هناك حوالي 1.4 مليون فلسطيني هناك”.
ونظرا للحماية الأمريكية لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي وتباين مواقف الدول الدائمة العضوية، فإن إسرائيل مستمرة في حربها، بحسب الكاتب، والمشكلة تكمن في أن “الدول العربية ضعيفة، وهذا فضعفها دفع إسرائيل إلى استبداد واحتكار القضية الفلسطينية، وبدأت هذه الدول، منفردة، بالبحث عن تحالفات مع القوى. إقليمياً ودولياً، ليحميوا أنفسهم وينسوا مقولة: «أكلت يوم أكل الثور الأبيض».
ويختتم أوكال مقاله بالقول: “بسبب المظلة الأمريكية، والضعف والهزيمة العربية، إسرائيل تفعل ما تريد وترتكب المجازر، وتدرك أنها ستفلت من العقاب، طالما أن الدول تتصرف وفق مصالحها الشخصية، وطالما فهناك مجلس أمن دولي كالحاكم ومصادرة وظيفته على خمس دول: الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا”. “.