الصين وأوروبا
أعلنت الصين الاثنين أنها بدأت فتح تحقيق لمكافحة الإغراق ضد واردات لحم الخنزير ومنتجاته من الاتحاد الأوروبي، في أحدث خطوة في المواجهة التجارية المتصاعدة بين الكتلة وأكبر شريك اقتصادي لها.
ولحم الخنزير هو اللحم الأكثر شعبية في الصين وهو عنصر أساسي في النظام الغذائي في ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
وأظهرت بيانات جمارك بكين أن واردات لحم الخنزير ومشتقاته من دول الاتحاد الأوروبي بلغت أكثر من ثلاثة مليارات دولار العام الماضي.
وقالت بكين إن التحقيق يأتي استجابة لطلب قدمته مجموعة تجارية محلية نيابة عن المنتجين المحليين.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان: “فتحت وزارة التجارة تحقيقا لمكافحة الإغراق في واردات لحم الخنزير والمنتجات ذات الصلة القادمة من الاتحاد الأوروبي”.
وأضافت بكين أن التحقيق جاء استجابة لطلب “قدمته رسميا الجمعية الصينية لتربية الحيوانات… نيابة عن صناعة لحم الخنزير المحلية”.
وتابع البيان: “وفقًا للأدلة… فإن إجمالي إنتاج لحم الخنزير ومنتجاته الثانوية ذات الصلة لمقدم الطلب يلبي أحكام لوائح مكافحة الإغراق لجمهورية الصين الشعبية”.
ويأتي التحقيق في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي أنه سيفرض رسوما جمركية إضافية تصل إلى 38 بالمئة على واردات السيارات الكهربائية الصينية اعتبارا من الشهر المقبل بعد إجراء تحقيق في صادرات الصين. الإعانات.
واستشهدت المفوضية الأوروبية بـ”الدعم غير العادل” الذي تقدمه الصين، والذي قالت إنه “يسبب تهديدا بإلحاق ضرر اقتصادي” بصانعي السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي.
واقترحت المفوضية الأوروبية زيادة مؤقتة في الرسوم الجمركية على الشركات الصينية بنسبة 17.4% لشركة BYD الرائدة في السوق، و20% لشركة جيلي، و38.1% لشركة SAIC.
وحذرت بكين من أن الرسوم الجمركية ستضر “بمصالح أوروبا الخاصة” وأدانت “السياسة الحمائية” التي ينتهجها الاتحاد.
وكثفت وسائل الإعلام الصينية تهديداتها بأن بكين قد تستهدف صادرات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك لحم الخنزير ومنتجات الألبان، قبل اتخاذ القرار.
مجال للتفاهم
وبعد أن أعلنت الصين عن تحقيقها بشأن لحوم الخنازير، قالت المفوضية الأوروبية يوم الاثنين إنها “ستتابع الإجراءات عن كثب بالتنسيق مع الصناعة في الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء لدينا”.
وبعد أن أعلنت الصين عن تحقيقها بشأن لحم الخنزير، قالت المفوضية الأوروبية يوم الاثنين إنها “ستتابع الإجراءات عن كثب بالتنسيق مع الصناعة في الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء لدينا”.
وقال المتحدث باسم منظمة التجارة العالمية أولوف جيل: “سوف نتدخل حسب الاقتضاء لضمان امتثال التحقيق بالكامل لجميع قواعد منظمة التجارة العالمية ذات الصلة”.
وقال وزير الزراعة الإسباني لويس بلاناس يوم الاثنين إنه يأمل أن يكون هناك “مجال للتفاهم” بشأن القرار.
تعد إسبانيا أكبر مصدر لمنتجات لحم الخنزير في الاتحاد الأوروبي إلى الصين، حيث باعت أكثر من 560 ألف طن إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم العام الماضي بقيمة إجمالية قدرها 1.2 مليار يورو (حوالي 1.3 مليار دولار)، وفقًا لهيئة الصناعة إنتربورك.
وقال بلاناس: “لقد قلت ذلك مرارا وتكرارا: الحروب التجارية ليست جيدة، خاصة في قطاع الأغذية الزراعية، لأنها في النهاية تؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين وقدرتهم على الاختيار”.
تحقيقات أخرى
وفي يناير/كانون الثاني، أطلقت بكين تحقيقاً لمكافحة الإغراق في البراندي المستورد من الاتحاد الأوروبي، في خطوة يُنظر إليها على أنها تستهدف فرنسا، التي دفعت إلى إجراء تحقيق في المفوضية.
كما أطلقت تحقيقا لمكافحة الإغراق في مايو/أيار في واردات مادة كيميائية هندسية رئيسية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتايوان واليابان.
وقالت وزارة التجارة الصينية الأسبوع الماضي إن الصناعات المحلية “لها الحق” في طلب إجراء تحقيقات في الواردات من أجل “حماية حقوقها ومصالحها المشروعة”.
وقالت بكين الأسبوع الماضي أيضًا إنها “تحتفظ بالحق” في رفع دعوى أمام منظمة التجارة العالمية بشأن الرسوم الجمركية الجديدة التي يعتزم الاتحاد الأوروبي فرضها.
ومن المقرر أن يزور وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيكي الصين هذا الأسبوع، وقال متحدث باسم الوزير إنه “لن يتمكن من تجنب” معالجة قضية الرسوم الجمركية.
