الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةوظائفثورة في نظرة السوريين للوظائف الحكومية.. الدفعات والاتصالات مستمرة لكن...

ثورة في نظرة السوريين للوظائف الحكومية.. الدفعات والاتصالات مستمرة لكن…

هاشتاج – إيفين دوبا

منذ 12 عاماً، لم يدخر المهندس إبراهيم أي فرصة للحصول على وظيفة حكومية يتقاضى منها راتباً شهرياً ثابتاً. فهو «دفع هنا وهناك» وقام بالعديد من «الوساطات» على حد تعبيره لتحقيق ذلك، ورغم أنه حصل على ما أراد حينها، إلا أنه يسعى حالياً إلى اتباع الخطوات نفسها ولكن لتحقيق «الهدف المعاكس».
إبراهيم يفصح عبر الهاشتاج: “منذ أكثر من شهرين وأنا أبحث عن وسيط.. بس الاستقالة!”

قبل عام 2011، كانت الوظيفة الحكومية حلماً لأغلب السوريين مع الراتب الثابت الذي توفره، لكنها تحولت اليوم إلى كابوس مع ارتفاع متطلبات المعيشة وانخفاض الأجور.

لكن العديد من الجهات والمؤسسات الحكومية السورية تنشر إعلانات توظيف وتطلب موظفين من مختلف التخصصات ليس أقلها شركة الاتصالات، ما يشير إلى أن هناك نقصاً في الكوادر وعدم الرغبة في وظيفة حكومية… أي أن «انقلبت الآية» بعد أن كانت الوظيفة حلماً تحول إلى شيء غير مرغوب فيه بالنسبة للكثيرين. سوريون.

قبل بدء الحرب السورية كان راتب “إبراهيم” الشهري يعادل 45 ألف ليرة سورية (ما يعادل ألف دولار حسب سعر الصرف في ذلك الوقت). ويحصل اليوم على 400 ألف ليرة سورية مع الحوافز والعلاوات (أي 27 دولاراً بحسب سعر الصرف الرسمي)، ويضيف: “كانت نعمة وأصبحت نقمة”. “لم يعد يكفي شراء أرغفة الخبز واستئجار وسيلة نقل للعمل. فالجلوس في البيت أرحم بي».

هذه الحالة السورية لا تعتبر «استثناء». بل ينطبق على مئات وربما آلاف الأشخاص، فيما يشبه هروباً جماعياً للموظفين في الدوائر الرسمية، حيث تفكر الغالبية العظمى الآن في الاستقالة.

وخصص هاشتاغ مؤخراً عدة تقارير للحديث عن ظاهرة “الاستقالات الجماعية” في سوريا، أوضح فيها أنها تشمل معظم القطاعات، في كافة المحافظات. الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى «إفراغ المؤسسات من كوادرها العاملة».

من يفكر في الوظيفة العامة؟

سؤال جوهري، في ظل تزايد عدد الاستقالات في القطاع العام، يجيب عليه الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف بالقول: “كل من يبحث عن وظيفة عامة حالياً ليس أمامه خيار آخر وهو مجبر على ذلك بالإضافة إلى ذلك”. القيام بوظيفة أو وظيفتين أخريين.”

ويواصل عمار يوسف حديثه بالهاشتاج، ويقول إنه وسط الفساد الكبير في مؤسسات الدولة، يفكر الساعون إلى المناصب العامة في “الدخل الخارجي” من خلال تمرير بعض المعاملات والرشاوى التي أصبحت دخلا كبيرا للعاملين في المؤسسات الحكومية.

وتعاني سوريا منذ نحو 13 عاماً من أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة، وارتفاع كبير في معدلات التضخم والأسعار، وشح في الوقود، وانقطاع طويل للكهرباء يصل في بعض المناطق إلى نحو عشرين ساعة يومياً، دون انقطاع حقيقي. البدائل.

ويبلغ متوسط ​​راتب الموظف الحكومي في القطاع العام في سوريا 200 ألف ليرة سورية، مع الزيادات الأخيرة. بينما يحتاج المواطن خمسين ضعف هذا الراتب حتى يتمكن من توفير الاحتياجات الضرورية.

وبمراجعة بيانات القوى العاملة التي نشرها الجهاز المركزي للإحصاء، يتبين أن عدد الموظفين والمتقاعدين المستفيدين من زيادة الرواتب يتجاوز 2.1 مليون، منهم أكثر من 1.55 مليون موظف وأكثر من 550 ألف متقاعد.

وتقوم الحكومة في كثير من الأحيان بزيادة رواتب العاملين في القطاع العام، لكنها تتخلف كثيرا عن التضخم المرتفع للغاية، والذي يستمر في الارتفاع مع انخفاض قياسي في قيمة العملة المحلية.

وأكد المسؤولون، خلال العامين الماضيين، أن الإلغاء التدريجي للدعم الشامل للخبز والبنزين واستبداله بنظام الحصص التي يتم صرفها بـ«البطاقات الذكية» سيحسن سلسلة التوريد التي تعاني من الفساد والهدر، وسيخفف من المشاكل المزمنة. .

وذكروا أيضًا أن نظام توزيع الحصص يقدم الخدمات بكفاءة إلى المحتاجين حقًا، وسيساعد المواطنين الأكثر فقراً في بلد تشكل فيه الرواتب والإعانات الجزء الأكبر من إنفاق الدولة.

ويقول اقتصاديون إن السلطات، التي أصبحت غير قادرة على نحو متزايد على الحفاظ على دعم مرتفع، تواجه الآن عقبات متزايدة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.

الوظيفة والفقر

ويقول الخبير الاقتصادي جورج خزام إنه كان معروفا قبل عام 2011 أن الوظيفة الحكومية إذا لم تثري فهي تحمي من الفقر. اليوم العمل الحكومي هو فقر بحد ذاته، برواتب لا تتجاوز أجر ساعتين عمل في أوروبا.

ويواصل “خزام” في تصريحات للهاشتاج: “عندما نريد أن نعرف ما هو الراتب الذي يتقاضاه الموظف نهاية الشهر، يجب أن نخصم منه مصاريف النقل والنثرية، وبناء عليه ربع أو نصف هذا الراتب بسعر الحد الأدنى هو نفقات النقل.

متوسط ​​الراتب الذي يتقاضاه الموظف في شهر واحد عام 2011 يساوي راتب 10 أشهر في عام 2024، بحسب الإيكونوميست، أي أن كل 10 أشهر عمل يحصل الموظف على راتب شهر واحد من رواتب 2011 ويوفر 9 أشهر من الأجر عمل تطوعي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات