الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةأخبار مصر"تحويلات المصريين في الخارج".. أين تذهب وكيف يمكن استردادها؟

“تحويلات المصريين في الخارج”.. أين تذهب وكيف يمكن استردادها؟

وسجلت تحويلات المصريين العاملين في الخارج انخفاضا بنحو 10 مليارات دولار خلال العام الماضي، لتسجل 22 مليار دولار في 2023، مقارنة بأعلى مستوى مسجل في 2022، والذي وصل حينها إلى 31.6 مليار دولار، بحسب بيان حكومي.

قالت سها جندي، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن مصر احتلت المركز السادس كأعلى دولة في العالم من حيث تحويلات مواطنيها العاملين بالخارج عام 2022، وفقا لمؤشرات البنك الدولي. وأرجعت الجندي، خلال مشاركتها في مؤتمر اقتصادي، السبت، تراجع تحويلات العاملين في الخارج إلى الأزمات العالمية والكوارث الطبيعية والحروب في المناطق المجاورة.

وأوضحت أن مصر حققت خلال عام 2023 المركز الخامس من حيث تحويلات العاملين في الخارج رغم تراجع قيمة التحويلات، معتبرة ذلك دليلا على “تأثير الأزمات العالمية على جميع الدول وليس مصر فقط”.

وأشارت الوزيرة إلى أن الأزمات الاقتصادية العالمية، وما تعرض له الاقتصاد المصري، أدت إلى اتساع الفجوة بين أسعار الصرف الرسمية والسوق الموازية، بالإضافة إلى وجود ما أسمتها “جماعات الشر”. موضحا أن هذه الجماعات كانت تستهدف أموال المصريين في الخارج حتى لا تدخل الاقتصاد المصري. حتى لو اشتروه من المصريين في الخارج بسعر أعلى من سعر الصرف في السوق الموازية.

ويقدر عدد المصريين العاملين في الخارج بنحو 14 مليون شخص، يعمل معظمهم في دول الخليج العربي، حيث تتصدر المملكة العربية السعودية الوجهات للعمالة المصرية، إذ يعمل بها نحو 2.5 مليون مصري، تليها الإمارات والإمارات العربية المتحدة. الكويت، ويعمل في كل منها نحو 600 ألف مصري، بحسب تصريحات تلفزيونية لوزيرة الهجرة. العام الماضي.

وتمثل تحويلات المصريين في الخارج أهم مصادر العملة الأجنبية للاقتصاد المصري، بالإضافة إلى إيرادات السياحة وقناة السويس. ويواجه الاقتصاد المصري ضغوطا قوية نتيجة تراجع الموارد الدولارية خلال السنوات الأخيرة. وإلى جانب تراجع تحويلات المصريين في الخارج، تسببت التوترات الحالية في البحر الأحمر، نتيجة هجمات الحوثيين على السفن التجارية في منطقة باب المندب، في انخفاض عائدات الدولار من قناة السويس بأكثر من 42%. نسبه مئويه. بحسب بيان سابق لهيئة القناة.

ونتيجة لهذه الضغوط على العملات الأجنبية، شهدت السوق الموازية لتداول العملات في مصر انتعاشا كبيرا، وتجاوز سعر الدولار أحيانا 70 جنيها، بحسب تقارير وسائل إعلام مصرية، فيما يبلغ السعر الرسمي في البنوك 30.9 جنيها. لكن البنوك المصرية لا تلبي متطلبات عملائها بهذا السعر.

توقع الدكتور إسلام جمال الدين شوقي، الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، استمرار تراجع تحويلات المصريين في الخارج إذا استمرت حالة التقلب في أسعار العملات الأجنبية والتفاوت الواضح بين الرسمي وغير الرسمي. واستمرت معدلاتها، بالإضافة إلى عدم وجود أوعية استثمارية جاذبة لتلك التحويلات داخل مصر.

وأشار شوقي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تقلبات أسعار الصرف دفعت العديد من المصريين العاملين في الخارج، خاصة أن شريحة كبيرة منهم من الحرفيين الذين يعيلون أسراً كبيرة، إلى تحويل المصاريف الضرورية لأسرهم والاحتفاظ بالدولار لأطول فترة ممكنة. أو بيعه في سوق موازية للدولار الذي نشط في الدول. التي تتواجد فيها هذه المجتمعات.

وأضاف أن الفارق الكبير بين السعرين الرسمي والموازي للعملات الأجنبية دفع في الواقع الكثيرين إلى تفضيل خيار التحويل بعيدا عن البنوك للاستفادة من هذه الفروق الكبيرة بين السعرين، حيث تتم عملية التداول والتحويل بطرق ولا تخضع للرقابة من قبل أجهزة الدولة الرسمية، ولا تدخل تلك التحويلات إلى التسهيلات المصرفية.

وشدد الخبير الاقتصادي على أن استقرار سعر الصرف “سيساهم في عودة تحويلات المصريين في الخارج إلى مستوياتها المعتادة”، مطالبا الحكومة والبنك المركزي “بالعمل على زيادة الثقة بينهم وبين المصريين في الخارج” من خلال منح حوافز حقيقية من أجل تشجيع التحويلات المالية وتغيير النظرة إليها باعتبارها “مصدر دخل”. بالعملة الأجنبية فقط.

أطلقت الحكومة المصرية مؤخرًا عدة مبادرات لزيادة مساهمة الجاليات المصرية في الخارج في سد فجوة الدولار التي تعاني منها البلاد. وأطلقت مبادرة تتيح الفرصة للمصريين العاملين بالخارج لاستيراد سيارة معفاة تماما من الجمارك والضرائب مقابل إيداع لدى البنك المركزي بالعملة الأجنبية لمدة خمس سنوات يتم بعدها إعادتها بالجنيه. كما أتاح المصري فرصة لتسوية الوضع بشأن التجنيد الإجباري للمصريين في الخارج مقابل تحويل 5 آلاف دولار، بالإضافة إلى إطلاق وثائق التأمين والمعاشات بالدولار.

وأعلنت الحكومة المصرية العام الماضي عزمها إطلاق شركة استثمارية جديدة للمصريين في الخارج برأسمال 100 مليون دولار، قد يرتفع إلى مليار دولار مستقبلا، بالإضافة إلى طرحها في البورصات المحلية والعالمية، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط. تصريحات رسمية.

وبحسب تصريحات سابقة لوزير الهجرة المصري، فإن هذه الشركة الجديدة ستعمل خلال مرحلة إطلاقها الأولى في مجالات التكنولوجيا والزراعة والتصدير والاستيراد، بالإضافة إلى توفير صندوق استثماري لصغار المستثمرين الراغبين في شراء بعض الأسهم.

من جانبه، أكد النائب عمرو هندي، عضو مجلس النواب المصري لشؤون المصريين في الخارج، أن المتغيرات الإقليمية والدولية، وكذلك “الاختناقات” التي تشهدها سوق الصرف المحلية، لها آثارها على تحويلات المصريين. في الخارج، مؤكداً أن تراجع قيمة التحويلات يعكس «حالة من الترقب». من جانب فئات واسعة من العاملين المصريين بسبب تطورات الأوضاع، خاصة أن أغلبهم من الحرفيين وصغار الموظفين، الذين تمثل لهم هذه التحويلات كل ما يملكون، ولذلك يسعون إلى الاستثمار الأمثل لهم.

وشدد هندي لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة إيجاد ما وصفه بـ«التوجه غير التقليدي» لحث المصريين في الخارج على استثمار مدخراتهم في مصر، وليس مجرد تحويلها، معتبرا أن المبادرات التي طرحتها الحكومة سابقا «هي بمثابة شيء جيد، لكنها ليست كافية ولا تحقق الهدف”. ما هو المطلوب؟ وأضاف البرلماني المصري أن المطلوب هو طرح مؤسسات استثمارية ذات أصول واضحة تدار من قبل كيانات دولية ذات سمعة معروفة، مما سيعطي الثقة لجميع المصريين في الخارج، سواء العاملين في دول الخليج، أو حتى المهاجرين في الخارج. والولايات المتحدة وأوروبا، مما يشجعهم على ضخ الاستثمارات في هذه الشركات. وسيكون لذلك مردود إيجابي على جميع الأطراف.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات