الأحد, يوليو 7, 2024
الرئيسيةأخبار مصر"تجربة بطعم الحرب." المطاعم السودانية تهدف إلى جذب المصريين

“تجربة بطعم الحرب.” المطاعم السودانية تهدف إلى جذب المصريين

حققت جولي سمير حلمها بافتتاح مطعم للمأكولات السودانية، ولكن ليس في عاصمة بلادها الخرطوم حيث تستمر الحرب الشرسة، بل في العاصمة المصرية القاهرة التي هربت إليها مع عائلتها، فهدفها اليوم هو جذب المصريين إلى المطبخ السوداني.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، تزايدت أعداد المطاعم السودانية في القاهرة تدريجيا، في ظل الأعداد الكبيرة من السودانيين الذين وصلوا إلى مصر.

وغادرت سمير (42 عاما) مع عائلتها إلى مصر من مدينة بحري شمال العاصمة السودانية، بعد أسبوع من اندلاع المعارك.

وفي شرق القاهرة، جلست المرأة السودانية أمام طاولة وسط ساحة خضراء بأحد الملاهي المصرية الشهيرة، على مقربة من لافتة مطعمها الذي يحمل اسم «قرية أولاد كوش» نسبة إلى الشرقيين والسودانيين والأجانب. الطعام الاثيوبي.

وقالت لوكالة فرانس برس: “اسم المطعم كان يختاره الأب. أرض كوش في الكتاب المقدس هي مصر والسودان وإثيوبيا، ونحن نقدم أطباق من هذه البلدان الثلاثة.

وتابعت: “أنا لا أستهدف العميل السوداني، أنا أستهدف العميل المصري حتى يتعرف على الثقافة السودانية”.


شهادات اللاجئين السودانيين في مصر

وحتى نهاية يناير الماضي، فر نحو 450 ألف لاجئ سوداني إلى مصر المجاورة منذ اندلاع الحرب. وعلى الرغم من الأمان الذي يشعرون به، إلا أنهم يواجهون ظروفًا اقتصادية قاسية مع تحول المجتمع الدولي إلى أزمات عالمية أخرى وتراجع الاهتمام بالأزمة في السودان.

وقد ساعد سمير في افتتاح مطعمها طاهٍ سوداني كان يعمل في هذا المجال في السودان، قبل أن يهرب إلى مصر.

وقال سمير: “جميع العمال هنا من السودان، وجميعهم فروا من الحرب”، مشيراً إلى أنهم تمكنوا من التواصل مع بعضهم البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأدت الحرب إلى مقتل آلاف السودانيين، من بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، بحسب خبراء الأمم المتحدة.

كما دفعت الحرب البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 48 مليون نسمة، إلى حافة المجاعة، ودمرت البنية التحتية المتهالكة بالفعل، وشردت أكثر من 8.5 مليون شخص، وفقا للأمم المتحدة، بما في ذلك 500 ألف شخص فروا إلى مصر.

“أغاشي واللقيمات”

داخل مطبخ المطعم الذي شغل بعض الزبائن صالته، وقف الشيف فادي مفيد بمئزره الأخضر بين الأواني، يعد وجبات الطعام. وقال لوكالة فرانس برس: “الأغاشي هو أشهر أكلة سودانية”.

وتابع مفيد (46 عاما) أن الأغاشي عبارة عن شرائح من اللحم أو الدجاج أو السمك، يضاف إليها البهارات السودانية الحارة وتُشوى على نار خفيفة.

وقال مفيد، الذي كان يملك شركة في السودان متخصصة في تقديم الخدمات الغذائية والفندقية، قبل أن تدمرها الحرب: “المصريون لا يحبون الطعام الحار، لذلك نحاول التقليل من التوابل السودانية حتى يتقبلوها”.

كما يقدم المطعم، بحسب مفيد، “الأطباق الحبشية الشائعة في السودان، مثل الزغاني، وهو لحم متبل على الطريقة الإثيوبية بالإنغرا”، وهو خبز إثيوبي يشبه الفطائر.

ويرى مفيد أن المنافسة في مصر في مجال المطاعم ليست سهلة، حيث «توجد مطاعم سورية ومصرية ضخمة، لذا قد يستغرق الأمر منا بعض الوقت حتى نتمكن من المنافسة».


اللاجئون السودانيون في مصر: ترحيب وصعوبات أبرزها السكن

مع احتدام المعارك في الخرطوم بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، يحاول سكان العاصمة السودانية الهروب من خطر الموت بالتوجه إلى مصر، التي أصبحت وجهة العديد من السودانيين الفارين من ويلات الصراع الذي أودى بحياة الكثير من السودانيين. حياة أكثر من 400 شخص منذ منتصف أبريل/نيسان.

وذكرت وسائل إعلام مصرية، الاثنين، أن مئات المواطنين السودانيين استمروا في التوافد، منذ الأحد، عبر معبري أرقين وقسطل البريان، وأنهم سيتوجهون بعد ذلك إلى محافظة أسوان المصرية ومنها إلى أي محافظة أخرى في مصر. في ظل توفير الحماية لهم من قبل الهلال الأحمر المصري.

وقالت سمير إنها كانت توزع عينات من الطعام أمام المطعم بعد افتتاحه على أعضاء النادي المصري، للترويج للأطباق السودانية.

وردا على سؤال حول رأيه في الطعام السوداني، قال المصري خالد عبد الرحمن (50 عاما) لوكالة فرانس برس: «أحببت طعم البهارات وطراوة اللحم وهذه الطريقة المميزة في الطبخ».

وتنتشر المطاعم السودانية بشكل خاص في حي فيصل غرب القاهرة، الذي شهد افتتاح عدد من محلات المواد الغذائية بمختلف أنواعها، منها الأغاشي والمشويات والفول والفلافل.

وفي حي الشيخ زايد غرب العاصمة المصرية، تم مؤخراً افتتاح متجر “جيب معاك” الذي يقدم الحلويات السودانية الشهيرة “اللقيمات” إلى جانب المشروبات السودانية الساخنة وأبرزها “شاي المقننة”. والذي يشبه في طريقة تحضيره شاي الكرك مع الحليب.

اللقيمات التي تشبه الزلابية المصرية هي عبارة عن كرات من العجين تقلى في الزيت ويضاف إليها السكر أو الشوكولاتة والعديد من النكهات.

ولسلسلة “جيب معاك” أكثر من فرع في العاصمة السودانية والولايات، حيث “تعطلت بسبب ظروف الحرب التي تشهدها البلاد”، بحسب ما قال مدير فرع الشيخ زايد قصي بيرم لوكالة فرانس برس. فرانس برس.

وتابع بيرم (29 عاما): «أحببنا فكرة مشاركة علامتنا التجارية مع المصريين.. وافتتحنا 3 فروع».

وأكد مشرف المحل، الشاب السوداني زياد عبد الحليم، أن “اللقيمات تختلف عن الزلابية المصرية بنسبة الملح في العجين”، موضحاً: “في السودان نحب الملح الزائد في عجينة الحلوى”.

“الحنين للسودان”

واستبعد مفيد العودة إلى السودان حتى في حال استقرار الوضع. وقال: “أعتزم مواصلة تجربتي في مصر حتى لو استقر الوضع في السودان، حيث أن فرص العمل ستكون صعبة للغاية”.

أما سمير، فلم تتوقع أن تطول إقامتها في القاهرة، رغم طريقة الخروج “المرعبة” من البلاد، على حد وصفها.

وقالت: “كنا نظن أننا سنقضي إجازة في مصر لمدة شهر على الأكثر وتنتهي الأمور… لكن الحرب لم تتوقف”.


بحثاً عن الأمن زمن الحرب.. أين لجأ 1.5 مليون سوداني؟

وبعد أيام قليلة من تحذير المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من أن استمرار الحرب في السودان سيؤدي إلى تدفقات جديدة من اللاجئين والمهاجرين الراغبين في عبور البحر الأبيض المتوسط ​​والأحمر باتجاه الجانب الأوروبي – عبر ليبيا وتونس. وأعلنت سلطات الأخيرة، الخميس، مقتل 13 مهاجرا سودانيا قبالة سواحلها الشرقية.

ورغم ذلك، تعتزم سمير العودة إلى الخرطوم فور استقرار الوضع العام في البلاد، مدفوعة بـ”الحنين إلى السودان”، على حد تعبيرها.

قالت: بلادنا طيبة بنا مهما سافرنا.

وتسعى أثناء انتظار ذلك إلى إضفاء الروح السودانية على مطعمها، قائلة: «أنوي استئجار حناء (امرأة ترسم بالحناء على الجسم)، لأنني أعرف مدى حب المصريين لرسومات الحناء».

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات