الأحد, سبتمبر 8, 2024
الرئيسيةأخبار مصربين التاريخ وأمنيات «22 مليار دولار».. ما قصة «رأس الحكمة» في مصر؟

بين التاريخ وأمنيات «22 مليار دولار».. ما قصة «رأس الحكمة» في مصر؟

وشغل اسم “رأس الحكمة” الرأي العام المصري في الأيام الأخيرة، وبات حديث وسائل الإعلام وتعليقات المتابعين والمستخدمين على وسائل التواصل، مع الحديث عن ارتفاع الأسعار، بعد الحديث عن تدفق المياه. صناديق إماراتية تستثمر في هذه المنطقة الساحلية شمال غرب مصر.

وبينما كان الحديث عن «بيع» أو «استثمار»، لم يصدر أي بيان رسمي من القاهرة حتى نشر هذا التقرير بشأن الأخبار التي أشارت إلى أن مستثمرين إماراتيين سيضخون نحو 22 مليار دولار في مشروع تطوير رأس الحكمة.

وذكر تقرير لصحيفة اليوم السابع أن قيمة المشروع تبلغ نحو 22 مليار دولار، وسيتم تنفيذه بالتنسيق مع وزارة الإسكان.

وليس من الواضح ما إذا كان هذا المبلغ هو تكلفة الأرض، أو القيمة الإجمالية للاستثمار المستهدف.

وفي غياب أي بيان رسمي، تداولت الصحف المصرية ما نشرته قناة “القاهرة نيوز”، نقلا عن “مصدر رسمي”، أن مصر تعمل حاليا على وضع اللمسات النهائية على خطة تطوير منطقة رأس الحكمة في الساحل الشمالي.

وقال المصدر، إن «المفاوضات جارية بالفعل مع عدد من كبرى الشركات العالمية وصناديق الاستثمار للتوصل إلى اتفاق سيعلن عنه قريبا للبدء في تطوير المنطقة التي تبلغ مساحتها أكثر من 180 كيلومترا مربعا، مما يمكن من الدولة المصرية لوضعها على خريطة السياحة العالمية خلال 5 سنوات على الأكثر”. .

ذكرت صحيفة اليوم السابع: “اقتراب الاتفاق بين الحكومة المصرية وعدد من الشركات والجهات الإماراتية لتطوير مدينة رأس الحكمة بالساحل الشمالي”.

وعلمت صحيفة المال أن المشروع المرتقب “يتضمن استكمال اتفاقيات بين وزارة الإسكان المصرية وعدد من الجهات السيادية الإماراتية، أبرزها وزارة المالية، لتنفيذ عقود الشراكة على نظام الحصص العينية والنقدية، مع الطرف الإماراتي يدفع نحو 22 مليار دولار لشراء الأراضي في تلك المنطقة”.

وقال البعض على مواقع التواصل الاجتماعي إن الحكومة المصرية لجأت إلى “بيع أرض رأس الحكمة” من أجل الحصول على مليارات الدولارات.

وكانت مصر أعلنت في وقت سابق عن بيع أصول الدولة للمساعدة في تمويل أقساط الديون الخارجية الثقيلة المستحقة هذا العام وإفساح المجال للقطاع الخاص، في إطار حزمة دعم مالي بقيمة 3 مليارات دولار وقعتها مع صندوق النقد الدولي في ديسمبر 2022.

من جانبه، أكد الإعلامي ومقدم البرامج المصري الشهير أحمد موسى، وجود مشروع استثماري في منطقة رأس الحكمة، وقال في برنامجه “على مسؤوليتي” المذاع على قناة “صدى البلد”: “ ويعد مشروع رأس الحكمة أحد مشروعات خطة التنمية المصرية 2052.

لكنه أكد أن “ما يحدث هو استثمار وليس بيعا مطلقا”، وأوضح أن: “مشروع رأس الحكمة سيكون أكبر من مدينة العلمين الجديدة”، وهي مدينة قريبة على الساحل الشمالي ضخت فيها الحكومة مال.

ما هو رأس الحكمة؟

هي قرية تابعة لمدينة مرسى مطروح، على الساحل الشمالي لمصر، شرق مدينة مرسى مطروح. وتمتد شواطئها من منطقة الضبعة عند الكيلو 170 طريق الساحل الشمالي الغربي إلى الكيلو 220 بمدينة مطروح والتي تبعد عنها 85 كم.

ويوضح الخبير الاقتصادي المصري عادل عامر في تصريحات لموقع الحرة أن القرية أنشأها الملك فاروق آخر ملوك مصر عام 1948 لتكون منتجعا للعائلة المالكة والوزراء.

ويشير إلى أن النظام الحاكم في ذلك الوقت أدرك الأهمية الكبيرة لهذه المنطقة بسبب موقعها الاستراتيجي وشواطئها الخلابة.

لكن القادة السياسيين لم يتخذوا أي خطوات نحو تطوير القرية خلال العقود الماضية لأسباب اقتصادية، حتى جاءت القيادة السياسية الجديدة لإحياء المشروع من أجل خلق قيمة مضافة للاقتصاد المصري، بحسب عامر.

وتشير صحيفة الأخبار المصرية إلى أن تطوير رأس الحكمة “يأتي ضمن خطة الدولة المصرية 2052 لتطوير الساحل الشمالي ووضع المدينة على خريطة السياحة العالمية، خلال 5 سنوات، باعتبارها واحدة من أرقى المناطق السياحية”. الوجهات السياحية في البحر الأبيض المتوسط ​​والعالم”.

وفي عام 2019، عقد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية اجتماعًا لمتابعة “مشروع التخطيط ووضع الأسس والمبادئ التصميمية لمدينة رأس الحكمة الجديدة”. وأوضحت الوزارة حينها أن الرؤية المقترحة لمدينة رأس الحكمة الجديدة تؤكد أن المدينة ستكون وجهة سياحية عالمية.

وحددت أهدافا منها خلق مساحة مستدامة على البحر الأبيض المتوسط ​​تنافس نظيراتها عالميا وتجمع بين الحياة الشاطئية والحيوانية والنباتية والصحراوية، وتحقيق مجتمع حضري مستدام.

وعددت صحيفة اليوم السابع في تقرير سابق الأسباب التي تجعل من منطقة رأس الحكمة مستقبل الاستثمار السياحي في مصر، لافتة إلى إنشاء طريق “فوكا” الذي يربط العاصمة القاهرة بشمال البلاد. الساحل، لتقصير المسافة الحالية بينهما.

وتشير إلى أن الشريط الساحلي للمدينة، الذي يبلغ طوله 50 كيلومترا، يتمتع بشواطئ خلابة تتراوح بين الرمال الصفراء الناعمة والمياه الفيروزية.

إنشاء مدينة بمليون دولار في منطقة العلمين، وما يتبعها من أنشطة صناعية وتجارية وسكنية، تجربة ستتيح لمنطقة «رأس الحكمة» الواعدة نشاطاً سياحياً كبيراً خلال العشرين عاماً المقبلة.

كما تشير إلى أن المنطقة مليئة بمقومات السياحة الثقافية والتاريخية، وهذا النوع من السياحة يشجع على إقامة سياحة المهرجانات والاحتفالات.

وفي آخر تحديثاتها عن المشروع، توضح قناة القاهرة الإخبارية، أنه تم الانتهاء من أعمال المسح الخاصة بها خلال الفترة الماضية، وبدأت أعمال التنفيذ الرسمية ودخول المعدات إلى مواقع العمل.

تقارير متضاربة

أفادت رويترز يوم الاثنين أن أسهم شركتي التطوير العقاري في مصر، إعمار مصر للتطوير المملوكة لرجل أعمال إماراتي، وشركة طلعت مصطفى، ارتفعت بعد تقارير عن مفاوضاتهما للحصول على مساحات واسعة من الأراضي لإقامة مشروعات سياحية على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في مصر.

وارتفع سهم إعمار مصر 8.37 بالمئة إلى 5.31 جنيه مصري بعد أن قفز 19.8 بالمئة يوم الأحد.

قال أسامة مراد، محلل سوق الأوراق المالية والرئيس التنفيذي لشركة إم باور للاستثمارات، إن أسهم إعمار مصر ارتفعت بفضل تقارير عن تطوير منطقة رأس الحكمة.

وأفاد موقع “أخبار البورصة” أن أسهم الشركة الإماراتية ارتفعت منذ بداية جلسة الخميس الماضي حتى الآن بنسبة تصل إلى 38 بالمئة، لكن الشركة نفت في إفصاح موجه للبورصة المصرية، خلال جلسة الأحد، وجود أي أخبار أساسية غير معلنة.

قالت مجموعة طلعت مصطفى القابضة في إفصاح للبورصة المصرية إنها تقوم بتقييم مشروع لتطوير 5540 فدانًا (23.3 كيلومترًا مربعًا) من الأراضي على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​أيضًا.

وارتفعت أسهمها 10.3 بالمئة يوم الاثنين إلى 37.50 جنيه.

وتوقع عادل عامر في تصريحاته لموقع الحرة ضخ 36 مليار دولار في مشروع رأس الحكمة، لكن البعض شكك في صحة الأرقام المعلنة فعليا عن ضخ 22 مليار دولار.

وكتب حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري: “عندما يقدر الحجم الإجمالي لأصول الشركة الإماراتية حول العالم بـ 38 مليار دولار، فمن المستحيل أن تتمكن من ضخ سيولة نقدية فورية قدرها 22 مليار دولار”.

ركزت تقارير الصحف المصرية على العائد الاقتصادي الناتج عن ضخ 22 مليار دولار في البنك المركزي المصري.

كتبت صحيفة اليوم السابع: “معروض كبير من الدولارات في الأسواق خلال أيام.. تطوير رأس الحكمة يوفر سيولة دولارية تصل إلى 22 مليار دولار.. آثار مباشرة على سعر الدولار على السوق السوداء، ليتراجع من 70 إلى 56 جنيها حاليا».

ويقول عامر لموقع الحرة إن الأموال المستهدفة ستدخل خزانة البنك المركزي المصري، مما سيحقق التوازن الدولاري في السوق، وهو ما سيساعد جزئيا في القضاء على أسعار السوق السوداء. وسيسمح ذلك أيضًا بفتح اعتمادات لاستيراد المواد الأولية وتشغيل المصانع التي توقفت عن العمل.

وأرجع خبير مصرفي تحدث لموقع الحرة التحسن الأخير في سعر صرف الجنيه أمام الدولار إلى ما تتداوله وسائل الإعلام المصرية حول اقتراب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على قرض جديد، إضافة إلى الحديث عن مشروع “رأس الحكمة”.

ويتوقع عامر أن تضيف منطقة رأس الحكمة إلى الدخل القومي لمصر من خلال السياحة والاستثمار العقاري والمشروعات التجارية.

ويرى أن من أهم أهداف المشروع جذب الكثافة السكانية بالقاهرة والمحافظات، وبالتالي استغلال المساحة غير المستغلة بهذه المنطقة. ويقول عامر: “إن خطط مصر التنموية طويلة المدى تهدف إلى استغلال وتطوير الأماكن الشاغرة”.

ويشير إلى أن العلمين الجديدة، وهي مدينة أخرى بالمنطقة تمت فيها استثمارات ضخمة، تمكنت من تحقيق عوائد اقتصادية من خلال المشروعات السياحية وتنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية.

وكتبت إلهام أبو الفتح في “صدى البلد” أن تطوير رأس الحكمة يأتي في إطار خطة التنمية العمرانية لمصر 2052 “لتطوير منطقة الساحل الشمالي لاستيعاب الزيادة السكانية، وخلق اقتصاد”. أنشطة وفرص عمل لآلاف الشباب للعمل في السياحة والخدمات الترفيهية والصناعات التكنولوجية والمراكز التجارية والإدارية للشركات العالمية. مع تقديم خدمات تعليمية وصحية متميزة.

وقالت إن الحكومة تريد تحويل رأس الحكمة “من قرية صغيرة إلى مدينة استثمارية، وهي من أحدث المدن الساحلية في العالم”، لضخ استثمارات بالعملة الأجنبية لخفض معدل التضخم والسيطرة على أسعار النفط. الدولار.

وقالت إن مدينة العلمين الجديدة، التي أصبحت من المدن العالمية، تعمل طوال العام وليس في الصيف فقط، وتستقطب عدة أنواع من السياحة، بما في ذلك السياحة التعليمية بجامعاتها التي بدأت العمل بالفعل.

لكن آخرين، على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت لهم آراء أخرى.

وشددت هذه المعلقة على أهمية «مشروع رأس الحكمة وقرض من الصندوق» في حل الأزمة الحالية، لكنها اعتبرت أن «هذه حلول مؤقتة استطعنا شراء بعض الوقت للوصول إلى حلول مستدامة، وإلا الأزمة ستتكرر”:

فيما أشار آخرون إلى أن الدولة تتجه نحو «مزيد من الانهيار ومزيد من الإفلاس»:

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات