جددت الكويت تعاونها مع الصين لإحياء مشروع ميناء الخليج الضخم، الذي يهدف إلى أن يكون مركزا تجاريا رئيسيا في الطرف الشمالي للخليج، بحسب وكالة “بلومبرغ” الأميركية.
وجاء إحياء المشروع بعد حوالي 10 سنوات من توقف البناء – عندما اكتمل جزئيا فقط – حيث تأثر بخطة العراق الطموحة لإنشاء شبكة طرق وسكك حديدية بقيمة 17 مليار دولار لتعزيز التجارة في المنطقة، التي تضم تركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة. وتشارك أيضا، باستثناء الكويت، بحسب الوكالة. .
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن وفداً صينياً سافر هذا الأسبوع إلى الدولة الخليجية الغنية بالنفط والتقى بمسؤولين كويتيين لإجراء “مناقشات فنية وميدانية متعمقة” حول بناء ميناء مبارك الكبير ومشاريع أخرى.
وأضاف: «من الواضح أنه إذا لم تتقدم الكويت فإنها ستتخلف. وقالت كريستين سميث ديوان، الباحثة المقيمة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، لبلومبرج، إن هذا يحدث بالفعل.
“حجر الزاوية في الاقتصاد”.. هل وصلت الكويت إلى “نقطة التحول”؟
ورغم أن معظم دول الخليج تعمل على تنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط والغاز، إلا أن مبيعات الطاقة لا تزال تمثل أكثر من 90 في المائة من إيرادات الكويت.
ورغم أنها حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وواحدة من أغنى دول العالم بفضل احتياطياتها النفطية، إلا أن أهداف الكويت التنموية عانت طويلا نتيجة الاختلال السياسي، وهو ما أكده مؤخرا تعليق الأمير من البرلمان.
وفي 10 مايو، أمر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بحل البرلمان وتعليق بعض مواد الدستور لمدة لا تتجاوز 4 سنوات.
وقال الأمير في كلمة بثها تلفزيون الكويت حينها: “لن أسمح أبدا باستغلال الديمقراطية لتدمير الدولة”.
وذكر تلفزيون الكويت أن صلاحيات مجلس الأمة سيتولىها الأمير ومجلس الوزراء.
ويشير إحياء خطة الميناء إلى أن “أمير الكويت يعتزم استغلال تعليق البرلمان للمضي قدما في المشاريع المتعثرة بسبب الخلافات بين المشرعين والوزراء”، بحسب “بلومبرغ”.
العقبات
ولا تزال هناك العديد من العقبات التي قد يواجهها المشروع، بحسب بلومبرج، حيث يضم الخليج بالفعل العديد من الموانئ الرئيسية، بما في ذلك تلك الموجودة في دبي وأبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة.
كما تضررت اقتصادات سوريا وإيران – التي كان من المفترض أن يخدمها الميناء في البداية – بسبب الحرب والعقوبات، مما حد من فوائد أي ممر تجاري معهما.
وقال الديوان: «تركز الكويت تخطيطها الاستراتيجي على مشروع الميناء والمدينة في الشمال، الأمر الذي من شأنه أن يشجع التنمية التي تقودها التجارة. وتأمل (الكويت) في تعزيز قيادتها في شمال الخليج، وسيكون ذلك مستحيلا إذا لم يتم حل المسألة البحرية مع العراق”.
حل البرلمان وتعليق المواد الدستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
وعلى إثر الخلافات المستمرة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، قام أمير الكويت الشيخ الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بحل البرلمان وتعليق بعض مواد الدستور لمدة لا تتجاوز أربع سنوات.
ويشكل ميناء مبارك الكبير منافسة مباشرة لميناء الفاو العراقي القريب، حيث ألغت بغداد اتفاقية بحرية كانت تسمح للكويت بالوصول عبر ممر خور عبد الله، مما تسبب في خلاف بين البلدين.
زارت وزيرة الأشغال العامة الكويتية نورا المشعان موقع بناء مشروع ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان، في إشارة رسمية إلى أن الدولة الخليجية ملتزمة بالمشروع الذي يرفضه العراق.
وقالت وزارة الأشغال العامة في بيان لها، الثلاثاء، إن المشعان زار موقع ميناء مبارك برفقة وفد فني من الخبراء والمهندسين المتخصصين في المشاريع العملاقة من الصين والكويت، بالإضافة إلى السفير الصيني لدى الكويت.
وجاءت الزيارة، بحسب البيان، تنفيذا لمذكرة التفاهم المتعلقة بإنشاء مشروع ميناء مبارك الموقعة بين الكويت والصين خلال زيارة أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر آل خليفة. – صباح إلى بكين في سبتمبر الماضي.
ولم تعلن الكويت رسميا عن استئناف أعمال البناء في ميناء مبارك الواقع في جزيرة بوبيان قرب العراق، وهو المشروع الذي طالما رفضته بغداد.
لكن صحيفة القبس تقول إن مشروع ميناء مبارك «يتصدر المشهد الكويتي تنمويا واقتصاديا مع بدء الاستئناف الفعلي لتنفيذه، ويجري اتخاذ خطوات عملية وواقعية في هذا الاتجاه، بحيث يكون سيكون من المشاريع التنموية التي تعول عليها الكويت خلال المرحلة المقبلة».
ما هو ميناء مبارك؟
وفي أبريل 2011 وضعت الكويت حجر الأساس لبناء ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان الذي تقدر تكلفته بنحو 1.1 مليار دولار، ومن المقرر الانتهاء من بنائه في عام 2016، علماً أن الإعلان عن هذا المشروع الضخم صدر لأول مرة في عام 2007.
وأثارت هذه المشاركة غضب العراق المجاور الذي يعتبر أن موقع بناء الميناء في جزيرة بوبيان سيعيق وصوله إلى مياه الخليج الذي يعتبر منفذه الوحيد إلى البحر.
وترفض الكويت هذه الاتهامات.
وفي يوليو/تموز من العام نفسه، طلبت بغداد رسميا من الكويت وقف العمل في ميناء مبارك بعد خلاف سياسي بين البلدين، لكن الدولة الخليجية رفضت طلب العراق رسميا.
وفي عام 2013، أبرم البلدان اتفاقية لتنظيم حركة الملاحة البحرية في خور عبد الله الذي يربط العراق بمياه الخليج.
وينص الاتفاق على تقسيم مياه خور عبد الله بالتساوي بين البلدين، بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 833 الصادر عام 1993، والذي أعاد رسم الحدود في أعقاب الغزو العراقي للكويت.
ويعترض العراقيون على هذه الاتفاقية لاعتقادهم أنها تعطي الكويت الحق في المياه الإقليمية العميقة داخل العراق، ما يعيق حركة التجارة البحرية أمام موانئ البلاد المحدودة.
لكن المحكمة العليا العراقية قضت في سبتمبر الماضي بعدم دستورية اتفاقية خور عبد الله التي تنظم الملاحة البحرية في الممر المائي الذي يفصل بين الكويت وبغداد.
وبررت المحكمة قرارها “بمخالفة أحكام المادة (61/رابعا) من دستور جمهورية العراق التي تنص على أن عملية التصديق على المعاهدات والاتفاقيات الدولية ينظمها قانون يسن بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس”. أعضاء مجلس النواب”، بحسب وكالة الأنباء العراقية (واع).