منذ أن تولت السلطة هيئة تحرير الشام السيطرة على سوريا. ويتساءل البعض عما إذا كانت سوريا قد بدأت تسلك مساراً موازياً للمسار الذي سلكته أفغانستان بعد سيطرة حكومة طالبان عليها.
مع سيطرة المعارضة السورية أو هيئة تحرير الشام على… الإدارة السورية وفور سقوط نظام بشار الأسد، أطلق أحمد الشرع رئيس الهيئة وعوداً حول قضايا الحقوق والحريات للسوريين، خاصة فيما يتعلق بالأمور الدينية، الأمر الذي أثار مخاوف لدى شرائح عديدة من السوريين. الشعب السوري .
هل تدخل سوريا النفق الأفغاني؟
ومع سيطرة فصيل ذي إيديولوجية دينية، عادت إلى الأذهان مشاهد كثيرة لما يحدث في كابول في الوقت الحاضر، في ظل حكم حركة طالبان، وهي فصيل ذو إيديولوجية شبيهة بهيئة التحرير. الشام والتي تقدم قادتها بالانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية ووعد بالسماح للمرأة بأن تكون ناشطة في المجتمع الأفغاني وسيسمح لها بالدراسة والعمل.

إلا أن عامين كانا كافيين لتقويض تلك الوعود، فبدأت الحركة، وبعد شهر من حصولها على الحكم مخالفاً لوعودها، أعلنت وزارة التعليم في طالبان فتح الأبواب أمام الأولاد دون البنات في المدارس، حتى يتم القرار. كان بمثابة تحذير للنساء الأفغانيات من أن سنوات التهميش الحقيقي قد بدأت.
يقول التاريخ أن الحركات المماثلة لها مبادئ تقوم عليها
ويرى المراقبون أن الناس لا ينبغي أن يتوقعوا أي شيء مختلف عن الحركة تحرير الشامحيث أن المجموعات والحركات المماثلة لها مبادئ معينة تقوم عليها.
وبهذا الخصوص أوضحت الدكتورة سهام فوزي أستاذ العلوم السياسية في تصريحات خاصة لموقع الجمهورية الإخبارية، أن المجموعات المشابهة لهيئة تحرير الشام لها أسس معينة، مضيفة أنها ستلتزم بالوعود التي قطعتها. لا يصدر إلا لمن انضم إليه وأصبح جزءًا من فصيله، وفقًا للمبادئ التي يؤمنون بها. والتي تشبه مبادئ تنظيم القاعدة.

وأضاف فوزي أن هناك فئة كبيرة من الشعب السوري لديهم خوف كبير من هيئة تحرير الشام، سواء كانوا مسيحيين أو أكراداً أو بعض الدروز أو العلويين، مضيفاً أنه يتابع تلك الوعود من أجل طمأنة تلك الفئات. مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الوعود قد تتحول إلى مجرد مسكنات للألم.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أنه يمكننا أن نرى حقيقة وعود الشرع من خلال المقابلات التلفزيونية التي أجراها خلال الأيام الماضية، والتي تم خلالها إجبار النساء على لبس الحجاب.
مجرد وعود لجذب طمأنينة الشعب السوري
وشدد الشرع خلال لقاء سابق على شبكة بي بي سي البريطانية، على أنه لا ينبغي أن يسيطر على المرأة السورية الخوف من مسألة فرض الحجاب أو تعريض حرياتها للخطر، مضيفا أن سوريا بها نساء علمانيات يخافن من فكرة الحجاب. ارتداء الحجاب، ولكن هل تصدق أن هذا هو الحال؟ من الضروري، بالتأكيد، أن المشكلة في سوريا ليس هذا، لكن المشكلة الحقيقية هي أولئك الذين نزحوا من بيوتهم وألقيت عليهم القنابل والقذائف والضربات الكيماوية. وهذه قضايا أكثر أهمية من أي قضية أخرى.
لكن محمد خيري، الباحث في الفلسفة السياسية، يرى أن الوقت وحده هو الكفيل بكشف حقيقة هذه الوعود، والتي ستكون على الأغلب مثل الوعود التي قدمتها طالبان مسبقا.
وأكد خيري في تصريحات خاصة لموقع الجمهورية الإخبارية، أنه في النهاية يمكن وصف هذه الوعود بأنها مجرد وعود يهدف من خلالها إلى كسب تعاطف ودعم الشعب السوري في تلك المرحلة.