إبسون لـ«الشرق الأوسط»: سنوفر الحبر عبر نظام الاشتراك الشهري
إن الوعي المتزايد بالتحديات البيئية يدفع قطاع التكنولوجيا والابتكار إلى التكيف مع الطلب المتزايد على الحلول المستدامة. تعد تكنولوجيا الطباعة أحد مجالات الابتكار العديدة التي تقود هذا الاتجاه من خلال استهلاك طاقة أقل وتقليل النفايات والأثر البيئي.
ترتبط صناعة الطباعة بتحديات بيئية كبيرة، حيث تتطلب الطابعات النافثة للحبر التقليدية طاقة كبيرة لتسخين الحبر. يساهم التخلص من خراطيش الحبر المستخدمة أيضًا في النفايات الإلكترونية.
وتسعى العديد من الشركات العالمية، بما في ذلك شركة Epson، إلى مواجهة هذه التحديات، نظرًا للمخاوف العالمية المتزايدة بشأن تغير المناخ والحفاظ على الموارد.
تقنية “مايكرو بيزو” المبتكرة
تُعد تقنية “Micro Piezo” الحاصلة على براءة اختراع من إبسون إحدى القفزات المهمة نحو الاستدامة في تكنولوجيا الطباعة.
وقال نيل كولكوهون، نائب رئيس إبسون الشرق الأوسط وإفريقيا، في مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط» من دبي: «على عكس الطابعات النافثة للحبر التقليدية التي تعتمد على تسخين الحبر، تعمل تقنية Micro Piezo دون حرارة داخل رأس الطباعة». “يمثل هذا تحولًا محوريًا يجعل الطباعة أكثر نظافة وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة.”
تقليل النفايات من خلال تقنية “EcoTank”.
جانب آخر مهم من جوانب الاستدامة في الطباعة هو تقليل النفايات، وتعالج تقنية EcoTank من إبسون هذا التحدي من خلال تقديم بديل لخراطيش الحبر التقليدية.
وبينما تعتمد الطابعة القياسية في كثير من الأحيان على خراطيش الطباعة، التي بدورها تحتاج إلى استبدال متكرر، قال نيل كولكوهون، نائب رئيس إبسون الشرق الأوسط وإفريقيا، لـ«الشرق الأوسط»، إن طابعات «إيكو تانك» من إبسون مزودة بخزانات حبر تعادل 79 خرطوشة حبر، مما يقلل من نفايات التغليف وانبعاثات النقل.
نظام الاشتراك بالحبر
وردا على سؤال حول ما إذا كانت طريقة البيع باستخدام تقنية “إيكوتانك” قد تؤدي إلى تقليل المبيعات وكسب المال، أوضح نيل كولكوهون أن ما يساعد في ذلك هو القدرة على التنبؤ بكميات الحبر التي يحتاجها المستهلك نتيجة لذلك. للعلاقة المستمرة بينه وبين شركة “إبسون”. » على مدى 3 سنوات في المستقبل.
وأضاف أنهم يخططون لإدخال نظام “اشتراك” يحصل فيه المستهلك على كمية الحبر التي يحتاجها كل فترة زمنية حسب استهلاكه.
وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هذا النظام المسمى «Epson Ready Print» معتمد حالياً في عدة دول أوروبية وأميركية، وسيتم طرحه في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة.
إطالة عمر الطابعة
على الرغم من أن تقليل النفايات من خلال تقنية الحبر المبتكرة يعد أمرًا ضروريًا، إلا أن إبسون تعمل أيضًا على معالجة مشكلة النفايات الإلكترونية بشكل مباشر.
غالبًا ما تتمتع الطابعات التقليدية بعمر افتراضي محدود، وعندما تتعطل، يتم التخلص منها واستبدالها. لكن نيل كولكوهون، نائب رئيس شركة إبسون في الشرق الأوسط وإفريقيا، أوضح في حواره مع «الشرق الأوسط» أن إبسون تستكشف بشكل نشط خدمات ما بعد البيع وخيارات تحديث الطابعة لإطالة عمر منتجاتها.
الاستدامة ورؤية 2030
تمتد الاستدامة في تكنولوجيا الطباعة إلى ما هو أبعد من المستهلكين الأفراد حيث تضع البلدان في جميع أنحاء العالم أهداف استدامة طموحة، وتأتي المملكة العربية السعودية في المقدمة. وفي إطار رؤية 2030، تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة لإيجاد طرق للحد من تأثيرها البيئي واستهلاك الطاقة.
وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قال نيل كولكوهون، نائب رئيس شركة إبسون في الشرق الأوسط وإفريقيا، إن التزام إبسون بالاستدامة يتوافق تماماً مع هذه الأهداف. ويضيف أن تقنيات إبسون المبتكرة لا تقلل من استهلاك الطاقة فحسب، بل تساهم أيضًا في تقليل تكاليف التشغيل.
إدارة الوثائق والمسح الضوئي
لا تقتصر الاستدامة في الطباعة على عملية الطباعة نفسها فحسب، بل تلعب الإدارة الفعالة للمستندات ورقمنة المكاتب دورًا حاسمًا في تقليل البصمة البيئية للشركات.
تستهلك حلول المسح الضوئي ذات المستوى العالمي الحد الأدنى من الكهرباء، حيث تستخدم بعض الطرز التي أطلقتها شركة Epson في سبتمبر الماضي ما يزيد قليلاً عن 3 واط من الطاقة في وضع الاستعداد.
وقال نيل كولكوهون، نائب رئيس شركة إبسون في الشرق الأوسط وأفريقيا، لـ«الشرق الأوسط»: «تستخدم الشركة ما يصل إلى 30 بالمائة من البلاستيك المعاد تدويره في تصنيع هذه الماسحات الضوئية، وهو ما يعكس الالتزام بالاستدامة والاتجاه الأوسع لـ رقمنة العمليات المكتبية لتقليل استخدام الورق والنفايات.
التفاؤل في مواجهة تغير المناخ
يكشف مقياس الواقع المناخي من إبسون عن مستوى ملحوظ من التفاؤل في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. على سبيل المثال، في المملكة العربية السعودية، أعربت نسبة مذهلة بلغت 79% من المشاركين عن تفاؤلهم بإمكانية تجنب كارثة مناخية في حياتهم.
وهذا المعدل يتجاوز بكثير المتوسط العالمي البالغ 47 في المائة. وتأتي مصر في المركز الرابع بين أكبر الأسواق من حيث التفاؤل (69%) من بين 39 سوقًا شملها الاستطلاع، بعد السعودية والهند وكينيا.
ويسلط الاستطلاع الضوء على الدور الذي يتوقع الناس أن تلعبه الشركات في مكافحة تغير المناخ.
يعتقد المشاركون في دول مجلس التعاون الخليجي أن الشركات يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً من خلال الاستثمار في التقنيات البيئية، مع 49% في المملكة العربية السعودية.
ويُنظر أيضًا إلى تحسين إعادة التدوير وإعادة استخدام المنتجات والمواد على أنه أمر بالغ الأهمية، حيث أكد 39% من المشاركين السعوديين على هذه النقطة.