الخميس, ديسمبر 4, 2025
الرئيسيةأخبار مصرالسيسي يؤكد رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل

السيسي يؤكد رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل

مبادرات شعبية لاستعادة مكانة القهوة اليمنية وتسويقها دولياً

وتواجه السمعة العالمية للبن اليمني ظروفاً مختلفة تهدد زراعته وانتشاره، مثل: الجفاف، والظواهر المناخية القاسية، ومنافسة نبات “القات”، وضعف التسويق، والإهمال الرسمي، وقلة الاهتمام المحلي بصناعة القهوة. وفي المقابل، ظهرت مبادرات شبابية وجهود شعبية في السنوات الأخيرة لإعادة التركيز على زراعتها وتسويقها عالمياً.

ورغم أن اليمن هو الأول في اكتشاف وإنتاج وتصدير القهوة، كما تقول الروايات التاريخية، إلا أن العديد من التقديرات تضعه في ذيل قائمة الدول المنتجة والمصدرة. وهي تحتل المرتبة 42 حسب بيانات حكومية تعود إلى عدة سنوات، في حين أنها تحتل المرتبة 30 حسب تقديرات الهيئات الدولية لإنتاجها بأقل من 22 ألف طن سنويا، من مساحة مزروعة تبلغ 35 ألف هكتار.

تجفيف حبوب البن في منطقة حراز غربي العاصمة صنعاء (رويترز)

وعلى الرغم من المبادرات والأنشطة الشبابية الكثيرة المتعلقة بزراعة البن وتصديره وصناعة البن؛ ولا يزال هذا النشاط الاقتصادي يثير مخاوف المزارعين والمستثمرين اليمنيين، لعدة اعتبارات وظروف قد تحول دون النجاح فيه، رغم أن أسعار بعض أنواع البن اليمني تصل إلى 500 دولار للكيلوغرام الواحد في الأسواق العالمية.

ويقول أستاذ الآثار بجامعة تعز، سامي الشهاب، إن عددا من النقوش اليمنية القديمة ذكرت شجرة البن، وربطتها بأحداث زراعية بلغت مشاريع استراتيجية منذ القرن الثالث الميلادي على الأقل، مما يشير إلى وجود نقوش أقدم عنها وهو ما قد يظهر في المستقبل، رغم أن القهوة تحولت إلى مشروب من مشروبات القرون الوسطى تزامنا مع النشاط المحموم للبعثات الأوروبية.

في السياق نفسه، نظم نادي القهوة اليمنية مؤخرا مهرجانا احتفاليا وندوة علمية حول القهوة اليمنية، في مدينة المخا بمحافظة تعز (جنوب غرب)، المدينة التي اشتهرت بكونها الميناء الذي يتم من خلاله نقل القهوة. إلى مختلف دول العالم، محققة شهرتها وشعبيتها منذ القدم. المركزية، واشتق اسمها منها (موكا).

دعوة لتدخل الدولة

ويستعرض المهندس الزراعي خيري الأبيض المشاكل والمعوقات التي لها تأثير اقتصادي على محصول البن في اليمن، مثل اختلاف توزيع هطول الأمطار على مدار العام، ووعورة التضاريس التي يزرع فيها، والحيازات الزراعية الصغيرة التي تؤدي إلى تفاقم المشكلة. لارتفاع تكاليف الإنتاج وغياب التوجيهات الزراعية وانتشار الأمراض والحشرات وأسبابها. مختلف.

القهوة اليافعية (نسبة إلى منطقة يافع بمحافظة لحج جنوبا) تعتبر من أجود أنواع القهوة في العالم (فيس بوك)

ويشير الأبيض أيضًا إلى قلة الدراسات البحثية الاقتصادية والفنية من قبل المختصين، وضعف الترويج لمزايا البن اليمني عالميًا، وغياب أدوات ومعدات ما بعد الحصاد الحديثة المناسبة للحفاظ على جودة القهوة، بالإضافة إلى استغلال المزارعين من قبل التجار والجهات الخاصة بشراء القهوة بأسعار رخيصة، بالإضافة إلى تأثير الحروب والأزمات. الذي حدث في العالم والمنطقة، والتنافس مع زراعة نبات “القات”.

رئيس مركز الأصول الوراثية بجامعة صنعاء محمد الأسودي يدعو إلى جمع كافة التنوعات الوراثية وأنواع القهوة من مختلف مناطق اليمن وحفظها في المحميات النباتية في مناطق مختلفة للحفاظ عليها، وإيجاد آلية تشجيع وتمويل البحوث والرسائل الجامعية المتعلقة بالقهوة اليمنية، بعد تحديد الأولويات البحثية اللازمة. لتطوير المحصول.

ويؤكد الأسودي أهمية تسجيل الأصناف والتنوعات الوراثية لدى الهيئات والمنظمات الدولية، وتشكيل أو إنشاء لجنة أو أي إطار قانوني لمتابعة تسجيل الأصناف لدى الهيئات الدولية. لأن التحضير للتسجيل يتطلب جمع الكثير من البيانات والمعلومات والمتابعات من الجهات المختلفة، كما يتطلب وقتاً كافياً.

ودعا إلى تدخل الدولة للعمل على حل المشاكل القائمة بقوة بين المنتجين وصغار المزارعين وبين شركات تصدير البن العاملة في اليمن، وتحديد الأسعار وإصدار التشريعات للحد من دخول بن الروبوستا المستورد منخفض الجودة والمخلوط بالبن. حبوب البن العربي وإعادة تصديرها للخارج. باسم القهوة اليمنية التي تأثرت مكانتها بهذا الغش.

السنوات الأخيرة شهدت توجها لدى قطاع كبير من المزارعين اليمنيين لاقتلاع “القات” واستبداله بالقهوة (رويترز)

ويتفق معه في هذا التوجه المتخصص والباحث الزراعي سعيد الشرجبي، الذي يرى أن الجهات الحكومية معنية بوضع حد للأنشطة التي تساهم في تفاقم التغير المناخي، واتباع حزمة من الإجراءات التي تخدم عملية النهوض بهذا القطاع بما في ذلك تلك المتعلقة بالبنية التحتية، مثل ربط مناطق الإنتاج بشبكة من الطرق الرئيسية والفرعية. وكذلك الطرق الزراعية لتسهيل التنقل بين المناطق وتقليل تكاليف النقل.

جهود رسمية محدودة

وتشمل الإجراءات التي سعت لتحقيق نهضة زراعة البن إنشاء السدود والحواجز وخزانات المياه، وتزويدها بشبكات الري المناسبة التي تساعد على ترشيد استهلاك المياه، وإنشاء مشاتل البن بمواصفات فنية، وتشجيع الاستثمار في المجالات المتعلقة بالقهوة، واعتماد برامج التدريب المستمر. للمنتجين ووسطاء الإرشاد، وتوفير أدوات الإنتاج. وتأهيل المدرجات الزراعية، بحسب الشرجبي.

لكن مسؤولا في وزارة الزراعة اليمنية حذر من صعوبة تنفيذ تلك التوصيات التي وردت في الندوة وغيرها من الفعاليات، رغم أن الحكومة اليمنية لديها استراتيجية خاصة في هذا الصدد تعمل الوزارة عليها إلى جانب عدد من الوزارات والمؤسسات، موضحا أن التحديات التي تواجه الحكومة تجعل الاهتمام بدعم زراعة البن عند مستوى منخفض.

أحد المزارعين في منطقة بني حماد بمحافظة تعز يبدأ بسقي شتلات البن التي زرعها (X)

وأشار المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لعدم صلاحيته للحديث لوسائل الإعلام، إلى أن الصندوق الزراعي التابع للوزارة قام بإنشاء ودعم أكثر من 10 مشاتل خلال العام الحالي لإنتاج شتلات البن الصغير المعروف بـ أن تكون الأفضل في العالم، وذلك لدعم إنتاجها، نظراً للعوائد الاقتصادية. المبلغ الكبير الذي يمكن تحقيقه من تصديره.

وذكر أن وزارة الزراعة تعمل بالتنسيق مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي على إعداد مشاريع وبرامج للحصول على تمويل دولي للمساعدة في زراعة وإنتاج البن، وتوعية المزارعين بأهميته وتشجيع ممارسة زراعة البن. هذا النشاط الذي يعاني من ركود كبير سببته موجات الجفاف منذ نهاية القرن الماضي.

وأشار إلى أن الوزارة تهتم بدراسة جودة أصناف البن اليمني المطلوبة حول العالم، وإجراء البحوث لزيادة جودتها وكميات إنتاجها والظروف الطبيعية والجغرافية والمناخية المناسبة لها. وأشار إلى أن التحدي الرئيسي يكمن في كيفية إقناع المزارعين اليمنيين باستبدال نبات “القات” بشجرة البن، التي شبهها بالوباء.

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نبات “القات” يحقق أرباحاً سريعة ومباشرة للمزارعين، فيما تحتاج القهوة إلى فترة طويلة قد تصل إلى سنوات لاكتشاف تفوقها على “القات”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات