ويقيم المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ما يجعله عرضة لانتقادات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الناطقة بالعربية، والتي اشتدت حدتها مع الحرب الدائرة في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة.
وفي هذا السياق، نشرت صفحات وحسابات صورة قيل إنها تظهر سفيرا إسرائيليا مبتسما بجوار سفير مغربي بين علمي البلدين. لكن هذه المرأة ليست سفيرة مغربية، بل هي مديرة الاتحاد الصهيوني في جنوب إفريقيا.
وتظهر الصورة المتداولة عبر موقعي X وفيسبوك، رجلا وامرأة يقفان بين علمي المغرب وإسرائيل، وهما يبتسمان، ويده اليمنى للرجل على خصر المرأة.
وجاء في التعليقات المرافقة أن “السفير الإسرائيلي يعانق السفير المغربي”.
المغرب واسرائيل
ويقيم المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ويتعرض على إثر ذلك لانتقادات على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية.
وشهد المغرب مؤخرا تظاهرات تأييدا للفلسطينيين ورفضا لتطبيع العلاقات بين بلادهم والدولة العبرية.
ومنذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر الجاري، خرجت عدة تظاهرات واسعة النطاق في المغرب للمطالبة بوقف التطبيع، في حين كان الحراك المناهض للتطبيع محدودا حتى ذلك التاريخ، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وقام المغرب وإسرائيل بتطبيع علاقاتهما الدبلوماسية في ديسمبر 2020 مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.
ويسيطر المغرب على 80 بالمئة من الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة، ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، لكن جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، تسعى إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير حول مستقبلها.
وفي 31 مايو/أيار، أكدت إسرائيل من جديد أنها تعترف بـ “السيادة المغربية على الصحراء الغربية”، وذلك بعد يوم من مقابلة أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع التلفزيون الفرنسي، استخدم خلالها خريطة تظهر المنطقة المتنازع عليها منفصلة عن أراضي المملكة.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان نشر باللغة العربية، إن “إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء نتنياهو، اعترفت رسميا بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية في عام 2023”.
وفي هذا السياق، ظهرت تلك المنشورات تزعم أن الصورة المتداولة تظهر سفيرا إسرائيليا في موقف ودي مع سفير مغربي.
حقيقة الصورة
لكن ما قيل حول هذه الصورة غير صحيح، إذ يظهر البحث عنها في محركات البحث أنها نشرت سنة 2022 على حساب السفير الإسرائيلي بالمغرب، دافيد جوفرين، على موقع X.
وجاء في التعليق المصاحب أن الصورة تظهره مع المديرة التنفيذية للاتحاد الصهيوني الجنوب إفريقي في كيب تاون، واسمها شايع سنجر، أثناء تواجدها في الرباط لحضور مؤتمر.
وبالفحص تبين أن الصورة نشرت أيضاً على حساب يحمل اسم شايع سنجر على موقع X.
وبالفعل فإن البحث في محركات البحث عن اسم شايع سنجر يؤدي إلى مقالات ومقابلات معها، وهي نفس المرأة التي تظهر في الصورة المتداولة بجوار السفيرة الإسرائيلية بالمغرب، وليست سفيرة مغربية كما زعمت المنشورات.