ما هي فرص انضمام الأحزاب العربية إلى “حارس الرخاء”؟
مع إعلان الولايات المتحدة زيادة عدد الدول المنضمة إلى عملية “حارس الرخاء” التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي بهدف “تأمين الملاحة في البحر الأحمر”، تطرح تساؤلات حول إمكانية انضمام أطراف عربية إضافية إلى العملية الجديدة. التحالف البحري الذي لا يضم – حتى الآن – رسميا أي دولة عربية سوى مملكة البحرين، خاصة في ظل ما يصفه مراقبون بـ«حسابات معقدة وغموض» يحيط بأهداف وآليات التحالف الجديد.
أعلن البنتاغون، الخميس، أن أكثر من 20 دولة في المجمل وافقت على المشاركة في التحالف الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية التجارة في البحر الأحمر من هجمات ميليشيا الحوثي اليمنية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، اللواء باتريك رايدر: “أكثر من 20 دولة وافقت الآن على المشاركة”، موضحاً أن اليونان وأستراليا أعلنتا الانضمام، مضيفاً: “سنسمح لدول أخرى بالمشاركة… الأمر متروك لهم”. تحدث عن الانضمام.”
وأطلقت الولايات المتحدة عملية “حارس الازدهار” الأسبوع الماضي، خلال زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى البحرين، واقتصر عدد الدول التي أعلنت انضمامها حينها على 10 دول فقط هي: “الولايات المتحدة، الولايات المتحدة”. المملكة والبحرين.” كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، سيشيل، وإسبانيا.
“تحالف الراغبين”
وكشف رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، عن بعض مهام العملية الجديدة، مشيراً إلى أنها ستشمل دوريات مشتركة في مياه البحر الأحمر بالقرب من اليمن، موضحاً أن كل دولة “ستساهم بما تستطيع، وفي بعض الحالات سيشمل ذلك”. السفن، وفي حالات أخرى قد تشمل أفراداً أو… أنواع أخرى من الدعم”، واصفاً العملية بـ”تحالف الراغبين”.
وقبل ثلاثة أيام، نقل موقع بوليتيكو عن مسؤول أميركي كبير قوله إن «عدة دول أخرى وافقت أيضاً على المشاركة في العملية». لكنها فضلت عدم الكشف عن اسمها علانية. وذكر المسؤول، بحسب الموقع الأميركي، أن “الوضع معقد بالنسبة للدول العربية بسبب الاعتقاد بأن الفريق مصمم لحماية السفن المرتبطة بإسرائيل”.
وجاء الإعلان الأميركي عن تشكيل العملية الجديدة في أعقاب تكثيف الحوثيين هجماتهم في البحر الأحمر، والتي استهدفت منذ الشهر الماضي سفناً تجارية يعتقد أنها مملوكة لشركات إسرائيلية، قبل أن يوسع الحوثيون قاعدة عملياتهم، مهددين باستهداف كافة السفن المتجهة إلى إسرائيل، وحذر شركات الشحن من التعامل معها. الموانئ الإسرائيلية.
الدول المتشاطئة
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني، بالقاهرة، الخميس: “نحن نتشاطر مبادئ حرية الملاحة وضرورة الحفاظ عليها”، لافتا إلى أن “الدول المطلة على البحر الأحمر تتحمل مسؤولية في إطار تأمينها”. وأضاف شكري: «نتعاون مع شركائنا لتوفير حرية الملاحة في البحر الأحمر وتسهيل الوصول إلى قناة السويس». وأكد أن “مصر تتعاون مع شركائها في أطر أخرى، ونحن مستمرون في التنسيق والحديث عن أفضل السبل لتوفير حرية الملاحة، وضمان وصول المنتجات، ومنع أي تأثيرات سلبية على سلاسل التوريد”.
من جانبه، رجح رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، محمد عز العرب، أن “دول الوسط العربي لن تنضم إلى التحالف الجديد”، مشيرا إلى أن هناك عدة أسباب ومن وراء هذا التفضيل، «غموض أهداف التحالفات الأميركية التي تتشكل في المنطقة، وما إذا كانت تهدف حقاً إلى تأمين الملاحة وحماية السفن الغربية وحلفاء واشنطن، أم أنها تهدف إلى منع اندلاع أزمة إقليمية واسعة». حرب.” وأضاف عز العرب لـ«الشرق الأوسط» أن تأمين الملاحة في البحر الأحمر مسؤولية الدول المتشاطئة بالدرجة الأولى، لافتاً إلى أن «وجود الولايات المتحدة وخروجها من المنطقة وعودتها يطرح العديد من التساؤلات حول وجود رؤية ثابتة لواشنطن للتعامل مع أولويات المنطقة”، موضحا أن هناك تحركات من دول عربية “ناشطة” لإبلاغ الحوثيين برسائل واضحة في محاولة لاحتواء “التحركات الخارجة عن السيطرة لجماعة الحوثي” التي يؤدي إلى الإضرار بمصالح دول المنطقة، خاصة بعد قرار الخطوط الملاحية الدولية تغيير مسار سفنها إلى طرق بديلة رغم التكلفة الباهظة لذلك التغيير. وقد يمثل ذلك ضررًا مباشرًا على حركة الشحن المتجهة إلى قناة السويس، وعلى التجارة العالمية بشكل عام.
وأشار عز العرب إلى أن هناك “تفاعلات معقدة بشأن التحالف الجديد تجعل مواقف الدول العربية (أكثر تحفظا) في الانضمام إليه”، خاصة أن العديد من تلك الدول تعمل بالفعل ضمن أطر التعاون الإقليمي والدولي على حماية حرية الملاحة، لكن هذه الأطر “أكثر وضوحا وشفافية في ما تفعله”. “إنها تتعلق بأهداف ومسؤوليات الأطراف المعنية.”
وأعلنت الهيئة العامة لقناة السويس في مصر، الأسبوع الماضي، أن حركة الملاحة في القناة “منتظمة”. وقال رئيس الهيئة أسامة ربيع، إن هيئة القناة تتابع عن كثب التوترات المستمرة في البحر الأحمر، وتدرس مدى تأثيرها على حركة الملاحة في القناة في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية أنها ستعمل. تحويل رحلاتهم مؤقتًا إلى طريق رأس الرجاء الصالح. وأوضح ربيع، في بيان له، أنه تم تحويل 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر الماضي، وهي “نسبة قليلة”، مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة، بحسب المصدر. إفادة.
ومنذ بدء هجمات الحوثيين، ومع ارتفاع تكاليف التأمين، علقت شركات الشحن الكبرى مثل ميرسك الدنماركية، وهاباغ لويد الألمانية، وCMA CGM الفرنسية، وشركة بريتيش بتروليوم البريطانية، مرور سفنها عبر البحر الأحمر. مضيق باب المندب. حتى يتم ضمان سلامة الملاحة.
تصاعد التوتر الإقليمي
يرى الخبير الاستراتيجي الأردني محسن الشوبكي أن لدى الدول العربية «تحفظات ومخاوف مشروعة» تجاه عملية «حارس الرخاء» التي أعلنتها الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن بعض دول المنطقة لها مصالح متقاطعة مع «النطاق الواسع» هدف التحالف هو تأمين الملاحة في البحر الأحمر”، لكن في المقابل “لا توجد ضمانات واضحة بأن هذا التحالف الجديد لن يدخل في مواجهات مباشرة سواء مع الحوثيين أو إيران أو أذرعها الأخرى”. في المنطقة.”
وأضاف الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» أن «توقيت تشكيل هذا التحالف وارتباطه بحماية أمن إسرائيل، حتى لو لم تنضم إسرائيل رسمياً إلى التحالف، هو المستفيد الأول منه، وبالتالي قد يضع ذلك أي خطر». دولة عربية في حرج أمام الرأي العام الداخلي، خاصة وأن العدوان “لا يزال إسرائيل مستمرا في سيطرتها على قطاع غزة”، مرجحا أن تواصل الدول العربية النشطة المعنية بأمن الملاحة في البحر الأحمر “المشتركة” التنسيق فيما بينها”، وأنها ستستمر في أطر التعاون الإقليمي والدولي قبيل عملية “حارس الرخاء”، لتجنب أي تورط في مواجهات أو تصعيد. التوتر الإقليمي الذي يتعارض بشكل عام مع مصالح دول المنطقة في هذه المرحلة.
وفي وقت سابق، أكد المكتب السياسي للحوثيين أن التحالف الذي أعلنته الولايات المتحدة “جزء لا يتجزأ من العدوان” على الفلسطينيين وقطاع غزة، و”نصح” الدول بعدم المشاركة في المهمة، محذراً من استهداف سفنها. كما حذروا من أن أي دولة تتحرك ضدهم ستستهدف سفنها في البحر الأحمر.
حذر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني من أن الولايات المتحدة “ستواجه مشاكل كبيرة” إذا شكلت قوة دولية في البحر الأحمر.
من جانبها، شكرت إسرائيل الدول المشاركة في “حارس الازدهار” على دعمها في “حربها ضد المحور الإرهابي الإيراني”، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين إسرائيليين.