مصدر الصورة، وكالة فرانس برس
تعهد المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين في اليمن يحيى سريع، السبت، بأن الجماعة لن تتردد في مهاجمة “أهداف حيوية” في إسرائيل، وذلك بعد ساعات من شن إسرائيل غارات جوية على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل ثلاثة وإصابة 87 آخرين، بحسب ما أعلنته وكالة سبأ للأنباء نقلاً عن وزارة الصحة الحوثية.
قال المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين إن هناك “ردا فعالا” على الغارات الجوية الإسرائيلية.
ووصفت إسرائيل المواقع المستهدفة في الضربات بأنها “عسكرية تابعة للحوثيين”، وذلك بعد يوم من هجوم بطائرة بدون طيار أعلن عنه اليمن، أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري في مؤتمر صحفي إن “الطائرة التي شاركت في الهجوم في اليمن عادت بسلام إلى إسرائيل قبل لحظات”.
وقال إن الهجوم على الحوثيين نفذته إسرائيل بمفردها، مضيفا أن “إسرائيل تتوقع من دول العالم أن تقف على جبهة واحدة، وهذه مصلحة دولية مشتركة”.
وقال رئيس الوفد المفاوض والمتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تصريح على منصة إكس: “عدوان إسرائيلي غاشم على اليمن يستهدف المنشآت المدنية وخزانات النفط ومحطة الكهرباء في الحديدة، بهدف مضاعفة معاناة الشعب والضغط على اليمن لوقف دعم غزة”.
ووصف عبد السلام هذه الضربات بـ”العدوان الغاشم”، وأنها “لن تزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة إلا عزيمة وإصرارا وصموداً”.
قال مسؤول في حركة أنصار الله الحوثية إن الضربات الإسرائيلية على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن ستقابل بـ”التصعيد”، محذرا من أن إسرائيل “ستدفع الثمن”.
وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “الكيان الصهيوني سيدفع ثمن استهداف المنشآت المدنية وسنقابل التصعيد بالتصعيد”.
وسلط الهجوم على اليمن، الذي قال مسؤولون إسرائيليون إنه جاء بعد أكثر من 200 هجوم حوثي على إسرائيل، الضوء على المخاوف من أن تتحول الحرب في غزة إلى صراع إقليمي أوسع.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من تويتر. يلزم موافقتك قبل عرض أي مادة لأنها قد تتضمن ملفات تعريف الارتباط وتقنيات أخرى. قد تفضل عرض سياسة ملفات الارتباط تويتر خاص سياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، حدد “موافقة وإكمال”
تحذير: هيئة الإذاعة البريطانية ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.
نهاية مشاركة تويتر
من جهتها، قالت الولايات المتحدة، التي سبق أن نفذت مع بريطانيا ضربات جوية ضد الحوثيين في محاولة لإنهاء هجماتهم على الشحن التجاري في البحر الأحمر، إنها لم تلعب أي دور في ضربات السبت.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن “الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات التي وقعت اليوم في اليمن، ولم ننسق أو نساعد إسرائيل في الضربات”.
وأضاف “كنا على اتصال منتظم ومستمر مع الإسرائيليين في أعقاب الغارة في تل أبيب التي أسفرت عن مقتل مدني إسرائيلي صباح الجمعة، ونحن نؤمن تماما بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس”.
نتنياهو: إسرائيل ستدافع عن نفسها بكل الوسائل
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الميناء الذي تعرض لهجوم عسكري إسرائيلي في اليمن ليس ميناء “بريئا”، ويتم استخدامه لأغراض عسكرية.
وأضاف نتنياهو أن الهجوم على الميناء اليمني “يذكر الأعداء بأنه لا يوجد مكان لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه”، مشيرا إلى أن إسرائيل “ستدافع عن نفسها بكل الوسائل”.
من جانبه، حذر وزير الدفاع يوآف غالانت قائلاً: “دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن”.
وأضاف أن المزيد من العمليات ستتبع “إذا تجرأوا على مهاجمتنا”، وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن “مقاتلات إسرائيلية قصفت أهدافا عسكرية للنظام الحوثي الإرهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن ردا على مئات الهجمات التي نفذت ضد إسرائيل في الأشهر الأخيرة”.
وقال غالانت بعد عملية السبت: “في المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، رددنا الضربة، وسنفعل ذلك في أي مكان يتطلب الأمر ذلك”، مشيرًا إلى أن “دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن. لقد اتضح ذلك في لبنان وغزة واليمن وأماكن أخرى – إذا تجرأوا على مهاجمتنا، فستكون النتيجة هي نفسها”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهجوم على اليمن كان أيضا بمثابة تحذير لإيران، قائلا إن الجيش الإسرائيلي “وجه اليوم ضربة قاسية للفرع الإرهابي الإيراني في اليمن”.
وأضاف كاتس “لن نتسامح أو نلتزم الصمت، وسنستهدف كل من يشكل خطرا على مواطنينا”، مشيرا إلى أن “هذا هو الوقت المناسب للمجتمع الدولي لتشديد العقوبات على إيران”.
تفاعلات
حذر حزب الله اللبناني، حليف جماعة أنصار الله الحوثية، السبت، من أن الضربات الإسرائيلية التي تستهدف الحوثيين في اليمن تشكل “تحولا خطيرا” بعد أكثر من تسعة أشهر من التصعيد على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال الحزب في بيان له: “إننا نعتقد أن الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها العدو الصهيوني تنذر بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة، ذات أهمية كبرى على مستوى المنطقة برمتها”.
واعتبرت حركة حماس الغارات في اليمن “تصعيدا خطيرا”، مؤكدة “تضامنها الكامل مع الشعب اليمني وجماعة أنصار الله”.
مصدر الصورة، اي دي اف اون لاين
وحملت حماس في بيانها إسرائيل والإدارة الأميركية “المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي تشهده المنطقة من خلال استمرارها في توفير الغطاء السياسي والدعم العسكري المفتوح للاحتلال لارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات لكل القوانين الدولية”.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها إن “العدوان ما كان ليتم لولا الدعم الغربي”، معربة عن “ثقتها بأن البربرية الصهيونية لن تثني الشعب اليمني الذي يدفع ثمن مواقفه المشرفة الداعمة لشعبنا الفلسطيني عن الاستمرار في دعم ومساندة شعبنا وقضيتنا، بل ستزيده تصميما على التمسك بمواقفه الشجاعة والمشرفة”.
وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الهجمات الإسرائيلية وحذر من خطر تصعيد التوترات ونشر الحرب في المنطقة “نتيجة للمغامرة الخطيرة للصهاينة”، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية.
كما أعربت مصر عن “قلقها العميق” إزاء العملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية إن العملية الإسرائيلية تزيد من حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات.
وبحسب البيان، حذرت مصر من مخاطر اتساع نطاق الصراع في المنطقة “ما قد يدفع المنطقة بأكملها إلى حلقة مفرغة من الصراع وعدم الاستقرار”.
إسرائيل تتعهد بـ”تصفية الحسابات” بعد هجوم تل أبيب
وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات على مدن إسرائيلية بما في ذلك أشدود وحيفا وإيلات، لكن هجوم يوم الجمعة على تل أبيب يبدو أنه كان الأول الذي اخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وتعهد غالانت الجمعة “بتصفية الحسابات” في أعقاب هجوم تل أبيب الذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه باعتباره عملية لإظهار “التضامن” مع الفلسطينيين الذين يقاتلون في حرب غزة.