تحت عنوان “تفاصيل الإبادة الجماعية”، قدمت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، تقريرها إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء.
وتؤكد ألبانيز في تقريرها أن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في قطاع غزة خلال حملتها العسكرية هناك ضد حماس.
وكشفت أنها تلقت تهديدات أثناء عملها على التقرير، وقالت: “نعم.. أتلقى تهديدات. ليس لدرجة أنني أفكر في اتخاذ إجراءات احترازية إضافية بعد. لكن هل يشكل ذلك ضغطاً؟ نعم، وهو كذلك”. لا يغير التزامي بعملي أو نتائجه.”
ألبانيز محامٍ وأكاديمي إيطالي، وواحد من عشرات الخبراء المستقلين في مجال حقوق الإنسان المفوضين من قبل الأمم المتحدة لتقديم تقارير حول مواضيع وأزمات محددة. وآراء المقررين الخاصين لا تعكس آراء المنظمة العالمية ككل.
من هي فرانشيسكا ألبانيز؟
ألبانيز (47 عاماً) يعتبر محامياً دولياً وباحثاً أكاديمياً إيطالياً. تولت منصب المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في مايو 2022.
درس ألبانيز القانون في جامعة بيزا، وحصل على درجة الماجستير في حقوق الإنسان من جامعة SOAS في لندن، ويقوم حاليًا بإكمال دراساته العليا للحصول على درجة الدكتوراه في القانون الدولي للاجئين في كلية الحقوق بجامعة أمستردام.
وبحسب الموقع الإلكتروني لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فإن ألبانيز كان باحثا في معهد دراسات الهجرة الدولية بجامعة جورج تاون، ومستشارا كبيرا لشؤون الهجرة والتهجير القسري في مركز أبحاث متخصص تابع لـ منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية.
شاركت فرانشيسكا في تأسيس الشبكة العالمية حول القضية الفلسطينية، وهو تحالف يضم خبراء وباحثين معروفين معنيين بالقضيتين الإسرائيلية والفلسطينية.
نشرت خلال حياتها الأكاديمية والمهنية العديد من المنشورات والأوراق البحثية حول الوضع القانوني في إسرائيل وفلسطين. كما شاركت في العديد من المؤتمرات والفعاليات الدولية التي تناولت الوضع القانوني لدولة فلسطين.
وفي عام 2020، أصدرت كتابًا بعنوان “اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي”، قدمت فيه تحليلًا قانونيًا شاملاً لوضع اللاجئين الفلسطينيين.
تهديدات لخبير أممي بعد “تفصيل الإبادة الجماعية” في غزة
قالت خبيرة الأمم المتحدة، التي نشرت تقريرا جاء فيه أن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في قطاع غزة خلال حملتها العسكرية هناك ضد حركة حماس، اليوم الأربعاء، إنها تلقت تهديدات خلال فترة ولايتها.
ولهذا أثار تعيينها جدلا في بعض الأوساط، التي انتقدتها بسبب منشورات سابقة على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2014، عندما قالت إن “اللوبي اليهودي يسيطر على الولايات المتحدة”. واعتبر تقرير سابق لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أنها “تتعاطف مع منظمة إرهابية وترفض المخاوف الأمنية”. “إسرائيل، قارنت الإسرائيليين بالنازيين واتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب”.
ورغم أن ألبانيز لم تكشف عن طبيعة التهديدات الأخيرة أو مصدرها، إلا أنها قالت “لقد كان وقتا صعبا.. لقد تعرضت لهجوم مستمر منذ بداية ولايتي”.
وانتقدت إسرائيل ألبانيز من قبل قائلة إنها “تنزع الشرعية عن قيام ووجود دولة إسرائيل نفسها”. ونفى ألبانيز هذه الاتهامات.
انتقادات إسرائيلية
وقالت ألبانيز في تقريرها الأخير إن القيادة التنفيذية والعسكرية الإسرائيلية، وكذلك الجنود، أساءوا عمدا استخدام واجباتهم في الحماية “في محاولة لإضفاء الشرعية على عنف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”.
وأضافت: “الاستدلال الوحيد المعقول الذي يمكن استخلاصه من الكشف عن هذه السياسة هو سياسة الدولة الإسرائيلية المتمثلة في عنف الإبادة الجماعية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة”.
الإبادة الجماعية، حسب تعريفها في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، والتي صدرت في أعقاب القتل الجماعي لليهود في المحرقة النازية، هي “الأفعال المرتكبة بقصد التدمير، كليًا أو جزئيًا، لجماعة قومية أو عرقية جماعة عرقية أو دينية.”
ورفضت إسرائيل النتائج التي توصل إليها المقرر الخاص.
وقالت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف إن استخدام كلمة إبادة جماعية أمر “مشين”، وأضافت أن الحرب كانت ضد حماس، وليس ضد المدنيين الفلسطينيين.
وتقول إسرائيل إن حربها في غزة هي ضد حماس وليس ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي الجلسة التي قدمت فيها ألبانيز تقريرها الأخير عن إسرائيل وغزة، كان مقعد الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، خاليا.
واتهمت واشنطن في السابق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحيز الدائم ضد إسرائيل.
وحتى قبل الحرب في غزة، كان ألبانيز يحذر دائما من الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وأن بعضها قد يرقى إلى مستوى “جرائم حرب”. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حذرت من أن “الشعب الفلسطيني معرض لخطر الإبادة الجماعية” ثم دعت إلى وقف إطلاق النار.
وقالت في ديسمبر الماضي على منصة X، إن “الهجمة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على النظام الصحي في غزة تأخذ الأشكال الأكثر سادية من نوعها”.
وندد ألبانيز بـ “الحرب غير المجدية على شعب غزة”.
خبير أممي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة
قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، اليوم الثلاثاء، إنها تعتقد أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، ودعت الدول إلى فرض عقوبات وحظر على الأسلحة على الفور.
وفي شهر يناير، أكدت في مؤتمر صحفي في مدريد أن “إسرائيل قامت بعدد من الأشياء غير القانونية إلى حد كبير”.
وأضافت أنه بينما يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها، فإنه يجب احترام القانون الإنساني الدولي “لحماية الأشخاص الذين لا يشاركون في القتال والمدنيين وأسرى الحرب والمرضى والجرحى”.
وفي الشهر نفسه، انتقدت إعلان عدة دول تعليق مساعداتها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، معتبرة ذلك انتهاكا لقرار محكمة العدل الدولية، ويمكن أن يشكل أيضا انتهاكا للقانون الدولي. انتهاك الاتفاقية الدولية المتعلقة بالإبادة الجماعية.
إسرائيل ترد على ادعاء بارتكاب “انتهاكات جنسية” ضد النساء الفلسطينيات
دعا خبراء دوليون في مجال حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق مستقل في ما وصفوه بـ”الادعاءات الموثوقة بشأن انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان” ضد النساء والفتيات الفلسطينيات في غزة والضفة الغربية على أيدي القوات الإسرائيلية.
واندلعت الحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني وشردت أكثر من 80 بالمئة من سكانه، بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على المستوطنات الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وردا على هجوم حماس، أدى الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى الآن، إلى مقتل أكثر من 32 شخصا، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
