السبت, أبريل 19, 2025
الرئيسيةأخبار مصرأهمية الشراكة المصرية الأوروبية - عماد الدين حسين

أهمية الشراكة المصرية الأوروبية – عماد الدين حسين


تم النشر بتاريخ: الإثنين 18 مارس 2024 – 6:50 مساءً | آخر تحديث: الاثنين 18 مارس 2024 – الساعة 6:50 مساءً

سؤال: ماذا يعني رفع العلاقات المصرية الأوروبية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية والشاملة؟
ماذا يعني أن يأتي رئيس المفوضية الأوروبية برفقة خمسة من زعماء الدول الأوروبية إلى القاهرة لعقد قمة مصرية أوروبية مصغرة تتحول إلى قمة عادية كل عامين؟
وقبل أن أحاول الإجابة على هذا السؤال أقول إنني كنت حاضرا لهذه اللحظة التاريخية داخل القاعة الكبرى بقصر الاتحادية بمصر الجديدة، واستمعت مباشرة إلى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أعطى الكلمة للضيف القادة، الذين كانوا رؤساء دول وحكومات إيطاليا وبلجيكا والنمسا واليونان وقبرص، ورئيس المفوضية الأوروبية.
ومن حسن حظي أنني اطلعت بشكل كبير على المفاوضات التي سبقت الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية، حيث حضرت اجتماع لجنة الشراكة المصرية الأوروبية الذي عقد بمقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل في الفترة من 21 إلى 24 يناير الماضي. .
وأسفرت القمة المصرية الأوروبية عن تقديم أوروبا دعماً اقتصادياً لمصر بقيمة 7.4 مليار يورو على مدار ثلاث سنوات، في شكل منح وقروض وتسهيلات، بشروط ميسرة للغاية، وبفوائد منخفضة نسبياً، وفترة سماح تصل إلى عشرين سنين.
وبحسب ما قاله الاتحاد الأوروبي، فإن مصر ستحصل على 5 مليارات يورو قروضًا ميسرة، و600 مليون يورو منحًا، منها 200 مليون لملف المهاجرين، و1.8 مليار يورو استثمارات أوروبية ستحصل عليها مصر في إطار البرنامج الاقتصادي والاجتماعي. خطة الشراكة الاستثمارية مع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط.
ويتضمن مفهوم الشراكة الشاملة والاستراتيجية 6 أولويات أساسية: تعزيز العلاقات السياسية بين الجانبين، ودعم الاستقرار الديمقراطي، والحريات الأساسية، وحقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين. كما أن هناك التزامًا أوروبيًا بدعم التعليم من خلال برنامج “أفق أوروبا”، وهي مجالات لم تكن متاحة لمصر قبل توقيع هذه الاتفاقية.
بالإضافة إلى التعاون المشترك في العديد من المجالات خاصة الطاقة وخاصة الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر والتحول الرقمي والأمن الغذائي المتمثل في التوسع في مشاريع إنتاج وتخزين الحبوب. وبطبيعة الحال، هناك تعاون بين الجانبين فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
ونعود إلى ما بدأنا به ونتساءل ماذا تعني هذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة وما الذي يدفع قادة 5 دول أوروبية مهمة للحضور إلى القاهرة في هذا الوقت؟
المعنى الأول هو أن كل طرف يدرك أهمية الجانب الثاني بالنسبة له.
ومن الطبيعي أن تدرك مصر أن أوروبا لها ثقل عالمي كبير على العديد من المستويات، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، خاصة أنها تقع على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط.
لكن الأهم من ذلك أن أوروبا بدأت تدرك الأهمية القصوى لمصر ودورها في المنطقة الإقليمية، ولعل العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ساعد في إعادة الاعتبار إلى الدور المصري وأهميته المحورية.
جاءت المساعدات الأوروبية لمصر في فترة حساسة للغاية بالنسبة لمصر. حيث كانت تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، خاصة فيما يتعلق بشح العملات الأجنبية الصعبة، مما أدى إلى تراجع قيمة الجنيه بشكل كبير، حتى أصبح الدولار يساوي أكثر من سبعين جنيها في السوق السوداء قبل أن يهبط إلى أقل من خمسين جنيهاً بعد توحيد سعر الصرف والضخ.. مبالغ غير مسبوقة من الدولارات في شرايين الاقتصاد المصري.
وعندما ينضم الاتحاد الأوروبي إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وشركاء التنمية لدعم الاقتصاد المصري في هذه الفترة الصعبة، فهو موقف مهم. لكن السؤال الطبيعي هو: هل الاتحاد الأوروبي منظمة خيرية توزع ملياراتها يمينا ويسارا على بقية الدول؟ أم أنه يكتفي بتقديم هذا الدعم الاستثنائي لمصر «من أجل سواد أعيننا»؟
الجواب البسيط هو أن كل طرف يبحث عن مصالحه وليس عن عواطفه. ولذلك فإن السؤال هو: ما هي المصالح المشتركة بين الطرفين وكيف يمكننا تعظيم مصالحنا ودفع الآخرين لمساعدتنا في تحقيق أهدافنا بأفضل الظروف أو بأقل ضرر ودون تقديم أسعار باهظة؟

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات