السبت, سبتمبر 7, 2024
الرئيسيةأخبار مصرأزمة الدولار ستبقى تاريخا.. كيف أوفى السيسي بوعده في أقل من عام؟

أزمة الدولار ستبقى تاريخا.. كيف أوفى السيسي بوعده في أقل من عام؟

وأتساءل كيف نفذ الرئيس السيسي وعده بحل أزمة الدولار في أقل من عام؟ وما قصة تصريحه الذي غير العالم وغير تفكير الحكومة؟ ما الذي يجعل الإمارات تدفع 185 ملياراً في الصحراء؟ ما المليارات التي ستدخل مصر بعد صفقة رأس الحكمة؟

في إبريل 2023، كان الرئيس السيسي في زيارة إلى سينا، وأثناء تفقده أحد النقاط الأمنية هناك، وقف وتحدث بشكل عفوي مع الجنود عن الأزمات التي تمر بها مصر، وكيف مرت مصر عبر تاريخها. مروراً بأزمات عديدة، وبفضل تلاحم شعبها وأسرتها، استطاعت أن تتغلب على كافة المشاكل والتحديات التي واجهتها. في ذلك اليوم، الرئيس الذي أتحدث عنه. أزمة الدولار التي تعاني منها مصر بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وقال إن هذه الأزمة ستصبح أيضا تاريخا في المستقبل القريب.. وقبل مرور عام على كلام الرئيس، من الواضح أن أزمة الدولار في طريقها للحل فعلياً بعد الإعلان عن الصفقة الكبرى بين مصر والإمارات والتي تضمنت اتفاقية شراكة في مشروع. ومقابل رأس الحكمة تحصل مصر على مبلغ 35 مليار دولار خلال شهرين، بالإضافة إلى 35% من أرباح المشروع، مع استثمارات في البناء واستثمارات أخرى بمبلغ يصل إلى 150 مليار دولار.
كيف استطاع السيسي أن يفي بوعده؟
وما أن بدأ الرئيس يشعر بأن الدولار تحول إلى سلعة ولا تزال هناك مضاربات عليه، وأن ذلك انعكس على أسعار كل شيء في مصر، حتى أصبح همه الأساسي كيفية القضاء على أزمة نقص العملة. ومنع المضاربة على الدولار. وفي تصريحاته قبل نحو شهر قال في رسالة نصية: «إذا حلت أزمة نقص الدولار». لا شيء يهمني، ولهذا السبب أحدث هذا التصريح وغيره تغييراً جذرياً في تفكير الحكومة والأجهزة المعنية، وكانت هناك ضربات أمنية قوية موجهة لتجار العملة وكل من يثبت تورطه في تداول الدولار بعيدا عن القطاع المصرفي.
كما بدأ الرئيس التحرك في أكثر من اتجاه، أولها جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وعدم الاعتماد بأي شكل من الأشكال على الأموال الساخنة التي خرجت من السوق مع أول صدمة في الاقتصاد العالمي.
أولى ثمار تحركات السيسي كانت توقيع اتفاق رأس الحكمة، الذي لن يكون الاتفاق الأخير. وسيتم خلال الأيام المقبلة الإعلان عن صفقات بمليارات الدولارات، وقد تكون أيضاً على مستوى هذه الصفقة الكبرى، أو أقل بساطة.
وليس هذا فحسب، بل إن السيسي تحرك أيضًا في اتجاه آخر وأجرى اتصالات على أعلى مستوى للتوصل إلى اتفاقيات مبادلة العملة المحلية، خاصة مع الدول الأعضاء في مجموعة البريكس، والتي انضمت إليها مصر رسميًا بداية عام 2024، وفي الواقع، تم الإعلان عن اتفاقيات مع دول مثل الإمارات، والاتفاق مع دول أخرى أصبح قريباً. مثل السعودية وروسيا وتركيا والصين وغيرها، وتهدف هذه الاتفاقيات إلى التخلي عن الدولار في المعاملات التجارية وتخفيف الضغط على احتياطيات العملات الأجنبية.

نأتي إلى السؤال الأهم في الصفقة التاريخية وهو صفقة رأس الحكمة.. والسؤال ما الذي يجعل الإمارات تدفع 185 مليارا في منطقة صحراوية.. وكيف حول السيسي الرمال إلى ذهب؟ الإجابة على هذين السؤالين هي نفس الإجابة على نفس الأسئلة التي تم طرحها عند الإعلان عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.. فاكرين اللي قاله حضرة القاضي؟ خلينا نفكرك.. يا سيدي قيل أن السيسي ضيع أموال المصريين ورماها في الصحراء، وكلنا نتذكر الإعلامي عندما قال لك “أموالك ذهبت”. يا مصريين رماها السيسي في الصحراء ولما قال لماذا السيسي يبني مدينة وعاصمة جديدة في الصحراء ومن سيذهب يشتري ويعيش هناك.. وغيرها من الأسئلة والتحريض، والحرارة والنتيجة أن العاصمة الإدارية الآن هي الدجاجة التي تبيض مليارات وأمتار الشقة في الصحراء وصلت إلى 30 ألف جنيه، والمضحك في قصة العاصمة الإدارية أنه عندما بيع السكن لهشام شركة طلعت تحط في الصحراء بجوار العاصمة بإجمالي عائد نقدي 28 مليار جنيه ويصل الرقم (عيني ونقدي) إلى 77 مليار جنيه كحد أدنى. وخرج الإعلامي وقال إن السيسي باع أرض العاصمة بأموال تراب، وسبحان الله ليست هذه الأرض التي قلت عنها صحراوية وحرة. ولم يعد الآن إلا الربع، وتساوي الآن المليارات بعد السيسي، وبقيت الرمال ذهبا.
فكما قال إعلام الإخوان المسلمين وأهل الفتنة عن مشروع العاصمة الإدارية وقبلها مشروع قناة السويس الجديدة وغيرها، يقولونها الآن عن مشروع رأس الحكمة، وسيقولون عن أي مشروع لم ستعلن الدولة، ولذا نرد على الإعلام الجاهل، لماذا دفع الإماراتيون كل هذا المبلغ في مشروع رأس الحكمة؟ بص يا فندم مفيش حاجة. المستثمر الساذج سيضع دولاراً واحداً في مشروع لن يكسبه، أي دولاراً ودولارين وعشرة دولارات، لأنه لا توجد عواطف ولا صداقات. يأسف على الاستثمار، ورأس المال جبان لا يعمل في أي سوق فيه قلق أو مشاكل. ومن المعروف أن الإماراتيين هم أذكى الناس في الاستثمار والأعمال في العالم ويعملون على أكبر المشاريع في أوروبا وأمريكا. وآسيا، ولولا ذلك لما حققت الإمارات هذا التقدم. ولهذا عندما يأتون للاستثمار في السوق المصري، فهذا يعني أنهم يعرفون من دراسة السوق جيدًا أنه سوق جاذب للاستثمار وأكثر ربحية من غيرها من المناطق الأسوأ. ولولا ذلك لكانوا قد فعلوا ذلك في تركيا أو الهند.

فلماذا جذب السوق المصري اهتمام ومليارات الإماراتيين؟

ويبقى السؤال الأهم يا حضرة القاضي.. وده بيرجعنا لكلام الرئيس السيسي من سنين لما قال للأسف احنا شبه دولة ومش عندنا حاجة كاملة في أي قطاع بس كل ده هيكون يتغير، وبالفعل سيتغير، لأن مصر لم يكن لديها بنية تحتية تستوعب أي استثمارات أو مشروعات ضخمة، وأين المستثمر الذي سيجلب لكم الكهرباء على أجزاء؟ طوال اليوم، لماذا يأتي إليك المستثمر وأنت لا طرق ولا محاور ولا موانئ للوصول إلى مشروعه، ولا تعلمه كيف يصدر ويبيع ويسافر ويأتي… ولهذا السبب بدأ السيسي ولايته الأولى في إعادة بناء أحدث وأقوى شبكة البنية التحتية في تاريخ مصر، بما في ذلك الكهرباء والطرق والموانئ والمطارات والبنية التحتية الرقمية الحديثة، وإصلاح تشريعات الاستثمار، والاختراعات. الرخصة الذهبية وتسهيلات ومزايا وحوافز للاستثمار.

وإذا ذهبنا إلى الطرق ستجد السيسي يحيي الساحل الشمالي المصري بالكامل ويكتشف ثرواته وكنوزه من خلال شبكة من الطرق والمحاور الحديثة مثل طريق سيوة – مرسي – مطروح وطريق ومحور الضبعة الذي ربطها مطروح والساحل الشمالي إلى محافظات مصر، واقتصرت المسافات على ساعات. هذا بالإضافة إلى تطوير مشروع الطريق الساحلي الدولي ومشاريع السكك الحديدية والقطار السريع التي يجري الانتهاء منها. والآن لربط الساحل الشمالي بالكامل بشبكة السكك الحديدية المصرية.. كما قامت الدولة ببناء موانئ عملاقة لخدمة الساحل مثل تطوير ميناء الإسكندرية وميناء مطروح..
أهم وأذكى خطة نفذها السيسي لإحياء الساحل الشمالي وتحويل الرمال إلى صحراء هو مشروع العلمين الجديدة الذي غير شكل الاستثمار في المنطقة بأكملها والذي أصبح لؤلؤة مدن الساحل الشمالي وفي حوض البحر الأبيض المتوسط، لدرجة أنه تمت متابعة جميع الوحدات التي لا تزال عاملة. ومع ذلك، فقد اجتذبت أكبر شركات السفر في العالم. والفنادق لإقامة المشروعات فيها لأنها ستبقى من أهم المدن على خريطة السياحة العالمية ولن نبالغ لو قلنا أن العلمين الجديدة هي التي جلبت رأس الحكمة وهي التي ستجلب الباقي من المشروعات العملاقة بالساحل الشمالي.

ما هي المليارات التي ستدخل مصر خلال الفترة المقبلة؟

وترتكز الخطة الإستراتيجية للاقتصاد القومي 2024-2030 على تحقيق 300 مليار دولار بنهاية عام 2030. وفي الواقع، بدأت الحكومة في وضع قواعد إنهاء أزمة نقص العملة الأجنبية في مصر، وبدأت في تنويع موارد مصر المالية. مصادر الدخل بالدولار من تلك النقطة فصاعدًا. في الوقت الحالي، انتهت السوق السوداء بشكل شبه كامل، خاصة بعد إضراب الحكومة. وضربها القاضي بإعلانه عن توقيع صفقة رأس الحكمة باستثمارات ستصل إلى 35 مليار دولار، 15 منها ستذهب إلى البنك المركزي بعد أسبوع، و20 مليار دولار بعد شهرين.

ما خطة إعادة بناء الاقتصاد المصري في الولاية الرئاسية الجديدة؟

إعادة بناء الاقتصاد الوطني هدف أساسي ورئيسي للحكومة الجديدة، خاصة بعد المطبات الشديدة التي حدثت خلال الفترة الماضية. وبدأت الحكومة ترتيب أوراق إعادة بناء الاقتصاد الوطني من خلال التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على باقي القرض البالغ 3 مليارات دولار. ونجحت المفاوضات بين الحكومة المصرية ومسؤولي صندوق النقد الدولي في تحقيق رفع قيمة القرض إلى ما يقرب من 10 مليارات دولار.
كما بدأت الحكومة بالبحث عن مصادر أخرى لحل أزمة الدولار في مصر، وكان الخبر السعيد الثاني هو إعلان الاتحاد الأوروبي عن تخصيص 10 مليارات دولار لمصر في إطار خطط الاتحاد لتعميق علاقاته مع القاهرة والتعاون مع مصر. الحكومة بشأن ملفات مهمة، بما في ذلك الطاقة والهجرة، وزيادة الشرعية، وكذلك المشاريع البيئية.
ولأن الأخبار الجيدة تأتي معًا. توصلت الحكومة المصرية إلى اتفاق مع الإمارات العربية المتحدة لإنشاء مشروع سياحي واستثماري كبير في منطقة رأس الحكمة وإنشاء شركة تسمى رأس الحكمة، والتي ستكون شركة مساهمة مصرية لتطوير المشروع، خاصة وأن وتهدف الحكومة إلى تحويل الساحل الشمالي إلى منطقة توسع سكاني لمصر، وليس منطقة. المصايف فقط، وأن الشركة الإماراتية ستضخ استثمارات بقيمة 150 مليار دولار في المشاريع، وأن المشروع ينقسم إلى قسمين، الأول جزء مالي ستقدمه الشركة الإماراتية كسلفة، والثاني جزء من الأرباح ستصل إلى 35 مليار دولار، وتتسلم مصر الدفعة الأولى من العقد خلال أسبوع بقيمة 15 مليار دولار، منها 10 مليارات دولار. دولارات قادمة من الخارج والثانية 5 مليار دولار ستتنازل عنها الإمارات من ودائعها في البنك المركزي المصري، وبعد شهرين سنحصل على 20 مليار دولار ثانية منها 14 مليار دولار سيولة مباشرة و6 مليارات دولار الدولارات التي ستتنازل عنها الإمارات من ودائع البنك المركزي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات