تحول المستشفى العربي الوطني (المستشفى المعمداني سابقاً) في قطاع غزة إلى بركة من الدماء، جراء الانفجار الذي وقع في ساحاته يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ويقول مسؤولو وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 471 شخصًا قتلوا في الانفجار.
لكن إسرائيل تشكك في هذا الرقم، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه “بضع عشرات”.
ومع عدم قدرة المنظمات المستقلة على الوصول إلى الموقع، فمن الصعب التحقق من الرقم.
لجأت مئات العائلات التي نزحت من شمال قطاع غزة إلى المستشفى جراء القصف الإسرائيلي العنيف على الأحياء الواقعة شمال القطاع.
وتتبادل إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الاتهامات بالمسؤولية عن الانفجار الذي أدى إلى مقتل عدد كبير من النساء والأطفال.
المستشفى والنكسات التي مر بها؟
المستشفى العربي الوطني يعرف أيضاً باسم “المستشفى المعمداني”، ويقع في منطقة سكنية في حي الزيتون في قطاع غزة، ويحيط به كنيسة القديس برفيريوس، ومسجد الشمعة، والمقبرة. الشيخ شعبان .
والمستشفى – وهو من أقدم المستشفيات في غزة – تابع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس.
تأسست عام 1882 من قبل البعثة التبشيرية التابعة لإنجلترا. وتعتبر الكنيسة المعمدانية واحدة من ثلاث كنائس مسيحية في غزة، وهي كنيسة القديس برفيريوس والكنيسة اللاتينية.
تم تدمير المستشفى المعمداني خلال الحرب العالمية الأولى، ولكن أعيد بناؤه مرة أخرى عام 1919 وكان يسمى المستشفى العربي الوطني.
وفي نهاية عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، عندما كانت غزة تابعة لمصر، قررت البعثة التبشيرية الإنجيلية التابعة لإنجلترا إغلاق أبواب المستشفى، إلا أن البعثة المعمدانية اهتمت به وبإدارته.
وفي أواخر الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، اندلع نزاع حول ملكية المستشفى بعد أن ألغت الإدارة المصرية قانون الأوقاف المدنية في غزة، مما عرض ممتلكاتها وأراضيها لخلاف على الملكية.
إلا أن مشرفي المستشفى استمروا في تقديم خدماتهم للمرضى رغم الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة عام 1967. كما قاموا ببناء طابق ثان يضم مكتبًا ومختبرًا وثلاث غرف مخصصة لأغراض علاجية مختلفة.
وقدمت إدارة المستشفى خدمات التدريب للطلاب المحليين واعتمادهم كفنيي مختبرات، بالإضافة إلى إنشاء أول وحدة للعلاج الطبيعي في القطاع.
لكن المستشفى تعرض لانتكاسة جديدة في عام 1976، عندما قطعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) المساعدات عنه وأوقفت دعمها لمدرسة التمريض التابعة له. وتراجعت خدماتها وانخفض عدد العاملين فيها، حيث انخفض عدد الأطباء فيها إلى ثلاثة و28 ممرضاً فقط، ما أدى إلى انخفاض عدد المرضى.
وفي نهاية السبعينيات عادت ملكيتها إلى أبرشية القدس الأسقفية.
واستمر المستشفى في تقديم خدماته بعد حصوله على تمويل من الجمعية الفلسطينية الموحدة في الولايات المتحدة.
وتم بناء أقسام أخرى بالإضافة إلى توفير الأجهزة الطبية المتطورة لتحويلها إلى مؤسسة صحية تضم أقساماً مختلفة. وأضيف إليه قسم الطوارئ والعمليات الجراحية مثل قسم العظام إلى جانب أقسام أخرى مثل قسم التوليد والعلاج الطبيعي والحروق وقسم الأشعة والعيادات الخارجية ومختبر خاص به.