- مؤلف، لوسي ويليامسون
- دور، بي بي سي نيوز – القدس
الطفلة الفلسطينية هند رجب شغلت العالم كله بنداء استغاثة لها، وهي عالقة في سيارة بين جثث عدد من أفراد عائلتها، لكن لم يتمكن أحد من الوصول إليها وإنقاذها.
وبعد 12 يوما، عثرت الأسرة على هند، 6 سنوات، ميتة بين جثث ذويها الذين قتلوا على الفور داخل السيارة التي كانت تستقلها، عند دوار المالية بمنطقة تل الهوى، جنوب غرب مدينة غزة.
كما عثر الهلال الأحمر الفلسطيني على جثتي مسعفين، أرسلهما لإنقاذ هند، بعد تلقيه نداء استغاثة هاتفيا.
وركبت الطفلة هند السيارة مع عمها وخالتها وثلاثة من أبناء عمومتها، للهروب من منطقتهم، بعد أن أمر جيش الاحتلال سكان المنطقة الغربية من المدينة بمغادرتها والتوجه جنوبا.
ويبدو أن السيارة تعرضت لإطلاق نار بعد أن اصطدمت، وهي في طريقها إلى جامعة الأزهر في المدينة، بدبابات تابعة للجيش الإسرائيلي، فدخلت محطة وقود قريبة للاحتماء من الرصاص والصواريخ.
ويبدو من مكالمة هاتفية بين الطفلة هند وعمال الإسعاف أنها كانت الوحيدة على قيد الحياة داخل السيارة، وبقيت مختبئة من قوات الاحتلال بين جثث ذويها.
وانتهت المكالمة بينها وبين المسعفين بينما كانت تستغيث، عندما انقطع الخط وسط أصوات المزيد من إطلاق النار.
وتمكن مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى المنطقة التي كانت مغلقة في السابق باعتبارها منطقة قتال عنيف.
وعثروا على سيارة كيا سوداء اللون، كانت تستقلها هند. ووجد المسعفون نوافذه محطمة وثقوب الرصاص على جوانبه.
وقال أحد المسعفين إن هند كانت من بين ست جثث داخل السيارة، وبها جميعها آثار إطلاق نار وقصف.
وعلى بعد أمتار قليلة احترقت سيارة أخرى بشكل كامل وسقط محركها على الأرض. وكانت سيارة الإسعاف هي التي أرسلت لإنقاذ هند، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأضافت المنظمة الإنسانية أن طاقمها يوسف الزينو وأحمد المدهون استشهدا عندما قصفت قوات الاحتلال سيارة الإسعاف.
واتهم الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان له، إسرائيل بتعمد استهداف سيارة الإسعاف لدى وصولها إلى مكان الحادث في 29 يناير/كانون الثاني الماضي.
وجاء في البيان: “تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف طاقم الهلال الأحمر، رغم حصوله على الموافقة لوصول سيارة الإسعاف إلى مكان الحادث، لإنقاذ الطفلة هند”.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني لبي بي سي إن الأمر استغرق ساعات طويلة للحصول على موافقة الجيش الإسرائيلي، قبل إرسال مسعفين إلى هند.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر نبال فرسخ لبي بي سي: “لقد حصلنا على الموافقة. لقد حصلنا على الضوء الأخضر. وعندما وصل الطاقم، أكدوا أنهم تمكنوا من رؤية السيارة التي كانت هند عالقة فيها، وأنهم تمكنوا من رؤيتها. ما سمعناه هو إطلاق نار متواصل”.
وبعد نشر المكالمة الهاتفية بين هند والعاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني، ارتفعت المطالبات بالكشف عن حقيقة ما حدث لها.
وقبل العثور على جثة هند، قالت والدتها لبي بي سي إنها تنتظر ابنتها “في كل لحظة، وفي كل ثانية”.
وطالبت الهلال الأحمر بنشر تفاصيل تنسيقه مع الجيش الإسرائيلي.
وطلبت بي بي سي مرتين من الجيش الإسرائيلي تفاصيل عن عملياته في المنطقة في ذلك اليوم، وعن اختفاء هند وسيارة الإسعاف التي أرسلت لإنقاذها، فأجاب بأنها تحقق في الأمر.
وسألناه مرة أخرى يوم السبت عن رده على اتهامات الهلال الأحمر الفلسطيني.
وتنص قواعد الحرب على ضرورة حماية المستجيبين الأوائل وعدم استهدافهم في النزاعات، وتوفير الرعاية اللازمة للجرحى، إلى أقصى حد متاح وفي أقصر وقت ممكن.
وسبق أن اتهمت إسرائيل حماس باستخدام سيارات الإسعاف لنقل الأسلحة والمقاتلين.